السلطة الفلسطينية لتوقيع اتفاق مبادئ جديد. وما قرأته للتو هو اتفاق سيء بكل المعاني حتى بنظر السلطة، ولا يحقق للفلسطينيين حلا، ولا حتى حلا غير عادل، بل يبتز منهم تنازلات إضافية في قضايا مبدئية كبرى.
هذا الشخص الانتهازي لا يهمه لا سلام عادل، ولا غير عادل، ومن نافل القول أن مصير الضفة الغربية والقدس واللاجئين والسلطة لا يعنيه بشيء. وهو، إضافة إلى هذا كله، يعرف أن شيئا من الاتفاق السيء نفسه لن يتحقق. ومع ذلك فهو يضغط لكي يوقّع الفلسطينيون. لماذا؟ هكذا. من أجله شخصيا. لكي لا يفشل في مهمته التي لا أساس لها ولا لنجاحها. وهل من هدف لشعب فلسطين أسمى من أن ينجح كيري في حياته العامة والخاصة.
أنا أقصد ما أقول. هذا الشخص ثقيل الظل (ثقيل الدم، السئيل باللبناني) والذي يظهر دائما في الصورة وهو يحاول أن يضحك زميلة بنكتة سمجة أو سؤال محرج، والذي يربت على الأكتاف باستمرار مثل إسرائيلي متوسط في محاولة فاشلة لاحتواء مضيفيه، يريد من الفلسطينين أن يتنازلوا لكي ينجحوه، فالإسرائيليون طبعا لن يفعلوا ذلك، وهو لا يطلب منهم أصلا. أما الفلسطينيون فيفترض في نظره أن يكونوا رقيقي القلوب، أو أغبياء، أو مفرّطين، أو ساعين لإرضاء الآخرين هكذا لكي يرضوا. وهو كما يبدو لحوح لجوج، وجدي في طلبه. يجب وضع حد لهذه المسخرة الواقعه خارج أي سياق والمسماة مهمة كيري.
عزمي بشارة
No comments:
Post a Comment