حديث في المبدأ، وليس كلاما عن كلام لا يستحق الكلام
لاحظنا مؤخرا بداية حملة تشويه منسقة ضد د. عزمي بشارة تقودها أوساط عبر عنها اليوم ضاحي خلفان. يأتي كلام ضاحي خلفان بعد مقالات نشرت في مجلة المجلة السعودية صادرة عن أوساط شبيهة. وهو طبعا لا يُرَّد عليه. وهجومه وهجوم أمثاله فخر لعزمي بشارة. فهؤلاء يعادونه بسبب مشروعه الوطني الديمقراطي، والذي يعتبرونه متطرفا في موقفه من إسرائيل، وضد "عملية السلام"؛ وهم الذين لا مشكلة لديهم في استقبال نواب "معتدلين" من الكنيست، ووزراء من اليمين الإسرائيلي في حين أنهم يستخدمون بوقاحة عضويته السابقة في البرلمان الإسرائيلي ممثلا عن التجمع الوطني الديمقراطي للمس به. ما لا يعجبهم هو أن الإسرائيليين لاحقوه ويلاحقونه بسبب دوره الوطني والقومي، وما يعجبهم هو تحديدا النيابة البرلمانية الإسرائيلية.
من الواضح أن الحديث هو عن حملة تقودها أوساط مشبوهة ويقودها مايسترو واحد هو الثورة المضادة في المنطقة العربية. وربما تهدف للمس بأخرين، على الرغم من علم المايستروهات أن عزمي بشارة مثقف مستقل، ينتج فكريا وبحثيا في العلوم الاجتماعية ما ينتظره الكثير من القراء.
مشكلة هؤلاء الحقيقية مع عزمي بشارة مثلما كانت مشكلة الإسرائيليين الذين سقطوا في الامتحانات التي وضعهم فيها، وهي فكره العقلاني العربي الديمقراطي، والنضالي في قضايا الديمقراطية والعدالة، والذي لا يساوم على العدالة والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولبقية الشعوب العربية. ولهذا فهو حاذب للشباب، وهذا يخيف قوى الثورة المضادة ويقلقها، مثلما قض مضجه الصهاينة في الماضي.
أمثال عزمي بشارة من المثقفين الديمقراطيين يمكنهم أن يفخروا بهذه الأيام، ليس فقط بسبب الإنتاج الفكري والمشاريع الأكاديمية والبحثية الكبرى، بل أيضا لتمكنه من الوقوف إلى جانب حقوق الشعوب ضد الاستبداد.
وفي مرحلة انقسام المنطقة إلى محوريْن غير ديمقراطيّيْن تصبح مهمة البقاء خارجهما مهمة شاقة. ولكنها الآن أشرف المهمات، لأنها تنحاز للحق، وتسير على دربه، وتؤسس لمحور الشعوب.
No comments:
Post a Comment