يبدو أن دعوات مقاطعة الانتخابات الرئيسية المصرية لاقت استجابات أوسع مما كان يتوقع أصحابها، ففي يوم الانتخابات الثاني لم تتجاوز نسبة التصويت ٣٧ في المئة، وفق اللجنة العليا للانتخابات، وهو معطى مقلق بالنسبة للمرشح الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات، وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي.
وقد تكون المقاطعة في أغلبها ليست عقائدية وإنما بمثابة تصويت حجب ثقة عن اللعبة الانتخابية الحالية، وعزوف عن التصويت نتيجة الادراك بأن النتائج محسومة سلفًا.
ويبدو أنّ لا الاجازة التي أُعطيت لموظفي القطاعين العام والخاص، بهدف زيادة نسبة التصويت نفعت، ولا التعبئة الاعلامية المنفلتة من كل قيد أجدت في إيصال أصوات الناخبين إلى نسبة مقبولة، من شأنها إضفاء شرعية ما للمشير عبد الفتاح السيسي، داخلياً ودولياً.
وفي مؤشر إلى أن نسبة العزوف عن التصويت، ومقاطعة صناديق الاقتراع ظلّت هي المهيمنة في ثاني أيام الاستحقاق، المعروفة نتائجه سلفاً لصالح المشير عبد الفتاح السيسي، قررت اللجنة الانتخابية تمديد التصويت يوماً ثالثاً، في قرار مفاجئ قد يكون سابقة تاريخية، تُظهر إرباك السلطات، التي عجزت، رغم كل أدوات الحشد التي تملكها، عن حفظ ماء الوجه، وإيصال السيسي إلى الرئاسة بنسبة تصويت "منطقية" تزيد عن الـ23 في المئة التي تفيد المعطيات أن المشاركة لا تزال متوقفة عندها في اليوم الثاني، بما في ذلك المحافظات التي سجلت أعلى كثافة تصويتية أمس، وهي الشرقية وكفر الشيخ والغربية والقاهرة والمنوفية. ومن غير المعروف ما إذا كان الاعتراض الذي تقدمت به كل من حملة السيسي وحمدين صباحي، ضدّ قرار تمديد التصويت، جاء كنتيجة للاستياء العام الذي أثاره التمديد، أم أنّه مناورة لإضفاء طابع "ديموقراطي" على العملية الانتخابية ومفاعيلها.
بجميع الأحوال، فقد رفضت لجنة الانتخابات التظلمين المقدمين من السيسي وصباحي ضد قرارها بمد التصويت يوماً ثالثاً (الأربعاء 28 مايو). وبررت اللجنة قرارها باستمرار مد التصويت بالقول إنها تأكدت من عدم تضرر أي من المرشحين جراء هذا القرار الذي وضعته في خانة "مساعدة الناخبين على التصويت بكثافة أكبر، وتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم، لا سيما الوافدين من محافظة لأخرى وهؤلاء الذين لم يشاركوا بسبب الحرارة الشديدة". وفي السياق، نفت حملة صباحي نيته الانسحاب احتجاجاً على قرار المد.
وجاء اليوم الثاني من التصويت، نسخة مكررة عن اليوم الأول، لناحية ضعف المشاركة، وضآلة توجّه عنصر الشباب إلى الصناديق، لدرجة أن تسريبات تحدثت عن احتمال اعتذار السيسي عن تولي الرئاسة على خلفية ضعف المشاركة، وسط حالة أشبه بـ"النحيب" لـ"إعلاميي النظام".
وقال السيسي، اليوم الثلاثاء، إنّ "التخاذل عن التصويت سيؤدي إلى نتائج غير مرضية"، وهو الذي أشار، عقب الإدلاء بصوته يوم الاثنين، إلى أنه "فرحان وسعيد". كل ذلك حدا بالإعلامي مصطفى بكري، أحد رجال صفوت الشريف، أن يقول إن "قلة الناخبين تصيب السيسي بالإحباط، وقد يعتذر عن المنصب بعد نجاحه"، مبرراً ضعف المشاركة بأن "توقيت الانتخابات خاطئ، لأن هذا الأسبوع هو موسم حصاد القمح والفلاحين والناس مش فاضيين"، بحسب تعبيره.
وقال السيسي، اليوم الثلاثاء، إنّ "التخاذل عن التصويت سيؤدي إلى نتائج غير مرضية"، وهو الذي أشار، عقب الإدلاء بصوته يوم الاثنين، إلى أنه "فرحان وسعيد". كل ذلك حدا بالإعلامي مصطفى بكري، أحد رجال صفوت الشريف، أن يقول إن "قلة الناخبين تصيب السيسي بالإحباط، وقد يعتذر عن المنصب بعد نجاحه"، مبرراً ضعف المشاركة بأن "توقيت الانتخابات خاطئ، لأن هذا الأسبوع هو موسم حصاد القمح والفلاحين والناس مش فاضيين"، بحسب تعبيره.
أما وزارة التنمية المحلية، فقد أدلت بدلوها في تبرير هزالة الإقبال على صناديق الاقتراع، فاعتبرت أن أسبابه "ظاهرة الحر الشديد، والصيام لذكرى الإسراء والمعراج، وانشغال المزارعين في موسم الزراعة".
وفي ثاني أيام التصويت، انطلقت الميكروفونات بدعم من رجال الحزب الوطني المنحل، في شوارع دمياط والمنصورة، تناشد المواطنين التوجه للجان الانتخابية. ويبدو أن الإقبال شبه المنعدم في دمياط جعل من يمسك بالميكروفون يصرخ ثلاثة مرات عبارة "إحنا في حالة حرب انزلوا صوتوا".
وعلم "العربي الجديد" أن تحقيقاً يجري داخل التلفزيون المصري، لأن مراسله في أسيوط قال على الهواء "للأسف محدش جه ينتخب رغم الإجازة". وفي البرج التجاري الشهير "سيتي ستارز"، تمت إذاعة نداء "على كل العاملين أن يتركوا العمل ويذهبوا للتصويت".
وعلم "العربي الجديد" أن تحقيقاً يجري داخل التلفزيون المصري، لأن مراسله في أسيوط قال على الهواء "للأسف محدش جه ينتخب رغم الإجازة". وفي البرج التجاري الشهير "سيتي ستارز"، تمت إذاعة نداء "على كل العاملين أن يتركوا العمل ويذهبوا للتصويت".
أما وزير النقل إبراهيم الدميري، فقد قرر فتح خطوط المترو مجاناً أمام الناخبين طوال اليوم. ووصل الأمر بوزارة الأوقاف لتعلن أنها تستنكر "تكاسل المواطنين"، وتحثهم على المشاركة، بشكل مشابه للاستنفار الذي أعلنته الكنيسة القبطية دعماً للسيسي.
أما التهديد، فكان له مكانه، إذ أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، "إحالة جميع المواطنين الذين لم يذهبوا إلى التصويت إلى النيابة العامة"، وهو ما يعني نظرياً، محاكمة الملايين الذين قاطعوا الاقتراع في المحافظات المصرية الـ27.
وكشفت مصادر قضائية أن "نسبة الإقبال ناهزت 30 في المئة في محافظات الدلتا الريفية الشرقية والمنوفية وكفر الشيخ والغربية والدقهلية، لكنها انخفضت عن 20 في المئة في البحيرة ودمياط والقليوبية". أما محافظات الصعيد، فتدنت نسبة المشاركة فيها إلى ما دون 10 في المئة، بينما تراوحت نسبة اﻹقبال في القاهرة والجيزة بين 15 و20 في المئة حسب الطبيعة السكانية للمناطق.
ولم تتأخر ماكينة حزب "النور" السلفي، عن محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لناحية حشد الناخبين، واستأجرت حافلات لنقلهم إلى لجان الاقتراع. كما ذكر شهود عيان، في الفيوم لـ"العربي الجديد"، أن اللجان كانت خاوية إلا من بعض أعضاء حزب "النور" السلفي، الذين كانوا يسيرون السيارات لحثّ المواطنين على المشاركة منذ ساعات الصباح الأولى.
ورُصد خلو اللجان في أكثر من 15 مدرسة، بالمحلة الكبرى، وظهرت دشم الرمال وأُغلقت الشوارع أمامها بالمتاريس.
وفي طنطا، محافظة الغربية، تكرّر ضعف إقبال الناخبين في اليوم الثاني للانتخابات، وذكر مدير مؤسسة "عالم واحد"، الناشط الحقوقي، ماجد سرور، أن "إجمالي من صوّت في مدرسة الشهيد السعيد النجار لجنة 5 نحو 790 صوتاً من إجمالي نحو 6 آلاف على مدار اليومين".
من جهته، أشار "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، في الفيوم، إلى أن المقاطعة "وصلت إلى 96 في المئة من إجمالي الناخبين في المحافظة".
من جهته، أشار "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، في الفيوم، إلى أن المقاطعة "وصلت إلى 96 في المئة من إجمالي الناخبين في المحافظة".
وأعرب "التحالف" ، في بيان، عن "تقديره للشعب المصري الواعي، خاصة الشباب، الذي أصر لليوم الثاني على نجاح معركة اللجان الخاوية في مسرحية الرئاسة الهزلية والتي تمثل ولاشك عقاباً شعبياً منقطع النظير للسلطة الحالية".
No comments:
Post a Comment