رأي القدس
كان مشهداً سوريالياً بحق ذاك الذي حصل الأربعاء الماضي مع تقاطر سيارات وشاحنات لـ«حزب الله» و«حركة أمل» و«الحزب القومي السوري» وجهات سياسية واستخباراتية عديدة تغصّ بمؤيدين لبشار الأسد متوجهين لـ«انتخابه» رئيساً في… لبنان.
وبلغ المشهد الغرائبي ذروته مع قيام حرس السفارة السورية بضرب بعض اللاجئين السوريين المزعومين لتخفيف اندفاعهم نحو باب السفارة ليصيح بعضهم «جئنا لننتخب لا لنتعرّض للضرب والإهانات»، كما عرضت وكالات الأنباء العالمية صوراً لبعضهم وقد تعرّضوا لضيق تنفس واغماءات.
هذا الاجتياح الاستعراضي يتوازى بشكل فاقع مع وضع الفراغ الرئاسي الحاصل في لبنان والذي يتناقض تماماً مع كل ما جرى في بعبدا (مقرّ السفارة السورية في لبنان) من همروجة كبرى لإعلان البيعة لبشار الأسد.
الأحزاب نفسها التي تحمّست كل هذا الحماس المبتذل لإنجاز المسرحية الانتخابية السورية في لبنان هي التي تمنع انتخاب رئيس لبناني إلا اذا كان نسخة «مكربنة» من الرئيس السوري، او تابعاً يدور في فلكه.
على المستوى الداخلي اللبناني هناك مفاوضات حالياً بين تيار «المستقبل» من خلال رئيسه سعد الحريري والجنرال ميشال عون حليف حزب الله، وهي مفاوضات حدّد الجنرال موعداً أخيراً لها يوم 20 آب/أغسطس القادم، لكن من غير المتوقع أن تؤدي هذه المفاوضات الى توافق بين الطرفين، لأن الجنرال يستند الى الوزن الراجح لحزب الله وإيران في مسعى عبثيّ لكسر الأساس التوافقي لا للرئاسة فحسب بل للوضع اللبناني ككل.
يجمع أسلوب التهديد بدفع الأمور نحو الهاوية بين الجنرال وحزب الله وبشار الأسد، وكان مؤشرها الأخير لبنانيا هو تصريح عون ان الشغور الرئاسي له حدود «وإلا توجهنا الى إعادة تكوين السلطة»، ويستند ذلك الى إلماح زعيم حزب الله حسن نصر الله قبل سنتين إلى إمكانية إلغاء اتفاقات الطائف والذهاب الى مؤتمر تأسيسي يعيد تشكيل لبنان على مبدأ المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة.
والسؤال الموجه لحزب الله هو، اذا استطاع حزب الله كسر معادلة الطائف اللبنانية فلماذا يكتفي بالثلث، ولماذا لا يعلن لبنان، كما سبق أن صرّح زعيمه في غير مكان وزمان، جمهورية إسلامية؟ وفي هذه الحال، يتوجّه السؤال أيضاً الى الجنرال الطامح، أبداً، الى كرسيّ الرئاسة، وهو، أين سيتموضع من هذه المعادلة وهو الذي يطرح نفسه كممثل للمسيحيين؟
المنصب الرئاسي في لبنان كان في الغالب محصلة توافقات داخلية وإقليمية، ويعكس وضع الاستعصاء الحاليّ تغيّرات كبرى طرأت على المنطقة، فبدلاً من الميزان المصريّ السعودي الذي ساهم بانتخاب فؤاد شهاب، وبعد حلول سوريامكان مصر في المشرق وترتيباتها ـ بتغطية سعودية ـ لانتخاب رؤساء، مثل الياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان، تراجع دور النظام السوري إثر الثورة الشعبية ضده، واختلّت الموازين في المنطقة العربية لصالح طهرانفتعقّدت الحبكة اللبنانية ودخل منصب الرئاسة (ولبنان عموماً) في حيثيّات التسوية الإيرانية الكبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
جرّبت اسرائيل كسر المعادلة اللبنانية بانتخاب بشير الجميل دون توافق باقي مكوّنات المجتمع اللبناني فكان اغتياله مقدّمة ردّ فعل لبناني كبير جعل المشروع الإسرائيلي يتراجع خارج لبنان، وتلميحات عون وحزب الله بكسر المعادلة اللبنانية، لو حصلت، فستؤدي، عملياً، الى ردة فعل كبيرة تستكمل عملية التصحيح التاريخي للاختلال المبرمج ايرانيا، وهو تصحيح يشتغل بمحرّكات نووية في كل من العراق وسوريا.
يسمح الظرف، بالتأكيد، لحزب الله وأجهزة الاستخبارات السورية في لبنان بجمع آلاف من مؤيدي النظام السوري أو اجبار لاجئين مضطرين لتجديد جوازاتهم على التصويت لبشار الأسد، أمّا فرض الأسد أو تابع له رئيساً للبنان فأمر يحتاج حرباً أهلية لبنانية ثانية لفرضه.
وبلغ المشهد الغرائبي ذروته مع قيام حرس السفارة السورية بضرب بعض اللاجئين السوريين المزعومين لتخفيف اندفاعهم نحو باب السفارة ليصيح بعضهم «جئنا لننتخب لا لنتعرّض للضرب والإهانات»، كما عرضت وكالات الأنباء العالمية صوراً لبعضهم وقد تعرّضوا لضيق تنفس واغماءات.
هذا الاجتياح الاستعراضي يتوازى بشكل فاقع مع وضع الفراغ الرئاسي الحاصل في لبنان والذي يتناقض تماماً مع كل ما جرى في بعبدا (مقرّ السفارة السورية في لبنان) من همروجة كبرى لإعلان البيعة لبشار الأسد.
الأحزاب نفسها التي تحمّست كل هذا الحماس المبتذل لإنجاز المسرحية الانتخابية السورية في لبنان هي التي تمنع انتخاب رئيس لبناني إلا اذا كان نسخة «مكربنة» من الرئيس السوري، او تابعاً يدور في فلكه.
على المستوى الداخلي اللبناني هناك مفاوضات حالياً بين تيار «المستقبل» من خلال رئيسه سعد الحريري والجنرال ميشال عون حليف حزب الله، وهي مفاوضات حدّد الجنرال موعداً أخيراً لها يوم 20 آب/أغسطس القادم، لكن من غير المتوقع أن تؤدي هذه المفاوضات الى توافق بين الطرفين، لأن الجنرال يستند الى الوزن الراجح لحزب الله وإيران في مسعى عبثيّ لكسر الأساس التوافقي لا للرئاسة فحسب بل للوضع اللبناني ككل.
يجمع أسلوب التهديد بدفع الأمور نحو الهاوية بين الجنرال وحزب الله وبشار الأسد، وكان مؤشرها الأخير لبنانيا هو تصريح عون ان الشغور الرئاسي له حدود «وإلا توجهنا الى إعادة تكوين السلطة»، ويستند ذلك الى إلماح زعيم حزب الله حسن نصر الله قبل سنتين إلى إمكانية إلغاء اتفاقات الطائف والذهاب الى مؤتمر تأسيسي يعيد تشكيل لبنان على مبدأ المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة.
والسؤال الموجه لحزب الله هو، اذا استطاع حزب الله كسر معادلة الطائف اللبنانية فلماذا يكتفي بالثلث، ولماذا لا يعلن لبنان، كما سبق أن صرّح زعيمه في غير مكان وزمان، جمهورية إسلامية؟ وفي هذه الحال، يتوجّه السؤال أيضاً الى الجنرال الطامح، أبداً، الى كرسيّ الرئاسة، وهو، أين سيتموضع من هذه المعادلة وهو الذي يطرح نفسه كممثل للمسيحيين؟
المنصب الرئاسي في لبنان كان في الغالب محصلة توافقات داخلية وإقليمية، ويعكس وضع الاستعصاء الحاليّ تغيّرات كبرى طرأت على المنطقة، فبدلاً من الميزان المصريّ السعودي الذي ساهم بانتخاب فؤاد شهاب، وبعد حلول سوريامكان مصر في المشرق وترتيباتها ـ بتغطية سعودية ـ لانتخاب رؤساء، مثل الياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان، تراجع دور النظام السوري إثر الثورة الشعبية ضده، واختلّت الموازين في المنطقة العربية لصالح طهرانفتعقّدت الحبكة اللبنانية ودخل منصب الرئاسة (ولبنان عموماً) في حيثيّات التسوية الإيرانية الكبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
جرّبت اسرائيل كسر المعادلة اللبنانية بانتخاب بشير الجميل دون توافق باقي مكوّنات المجتمع اللبناني فكان اغتياله مقدّمة ردّ فعل لبناني كبير جعل المشروع الإسرائيلي يتراجع خارج لبنان، وتلميحات عون وحزب الله بكسر المعادلة اللبنانية، لو حصلت، فستؤدي، عملياً، الى ردة فعل كبيرة تستكمل عملية التصحيح التاريخي للاختلال المبرمج ايرانيا، وهو تصحيح يشتغل بمحرّكات نووية في كل من العراق وسوريا.
يسمح الظرف، بالتأكيد، لحزب الله وأجهزة الاستخبارات السورية في لبنان بجمع آلاف من مؤيدي النظام السوري أو اجبار لاجئين مضطرين لتجديد جوازاتهم على التصويت لبشار الأسد، أمّا فرض الأسد أو تابع له رئيساً للبنان فأمر يحتاج حرباً أهلية لبنانية ثانية لفرضه.
No comments:
Post a Comment