عــ48ـرب/ جميل حامد
تاريخ النشر: 10/09/2014 - آخر تحديث: 15:14
لقاء جمع هنية وأبو مرزوق وعباس
وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري التراشق الإعلامي ما بين حركتي فتح وحماس، بعد وقف العدوان على غزة، بالمؤسف، وبأنه ناتج عن تفرد طرفين قويين بالساحة الفلسطينية على حساب وحدة الصف الفلسطيني.وقال المصري في حديث خاص بموقع عرب48 إن الذي يحصل بين حركتي فتح وحماس ناتج عن وجود طرفين قويين أحدهما اكتسح الساحة الفلسطينية، وهذا ما أشارت إليه استطلاعات الرأي العام، فيما يشعر الطرف الآخر الذي يتمثل بحركة فتح بالخوف والضعف أمام ما حققته حماس من شعبية جارفة بعد العدوان على غزة، خاصة وأن حركة فتح كانت تعتقد أنها ستعود إلى غزة بشروطها، وهو الأمر الذي لم يتحقق، مما أشعرها بالخطر، وأظهر الرئيس الفلسطيني بحالة من التوتر.
ويعتقد المصري أنه يجب التمييز بين حركة فتح والرئيس الفلسطيني، فالسلطة أكثر موضوعية واتزانا في التعاطي مع حركة حماس.
ويرى المصري أن السبب الثاني لهذا التراشق المحتدم بين فتح وحماس يعود إلى الاختلاف في الرؤية السياسية، فالرئيس الفلسطيني ما زال يراهن على المفاوضات والعودة اليها من البوابة الأميركية، أما حركة حماس ورغم أنها لم تعترض على المفاوضات إلا أنها ترفض أن تكون مغيبة، وغير معترف بها كطرف حتى وهي تخرج من الحرب بهذا الحجم من الشعبية والحضور، بالتالي "نحن أمام طرف نجح وغير قادر على استثمار نجاحه، وبين طرف آخر يريد الاستثمار دون أن يحقق نجاحا. وأنا أقول لا يمكن لكلاهما أن ينجحا إلا بشراكة حقيقية، فلا فتح لوحدها تستطيع القيادة ولا حماس لوحدها تستطيع القيادة، فكلاهما بحاجة بعضهما البعض والخطر يشمل الجميع".
وأضاف المصري لا نتنياهو يملك الاستعدادية والمبادرة للسلام ومن جهتها الولايات المتحدة الأميركية رفضت توجه الرئيس الفلسطيني فيما يتعلق بإقامة الدولة وإنهاء الاحتلال، إضافة إلى التجاذبات الدولية والإقليمية، والدور المصري الذي يهمه أن لا تحقق حماس أي دور أو إنجاز، إضافة إلى العامل الذاتي الذي لم يشأ المصري التطرق إليه.
وطالب المصري حركة حماس بتغليب مصلحة الحركة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يمهد لوحدة فلسطينية حقيقية، كما هو مطلوب من أبو مازن أن ينسحب من مراهناته والتركيز على الدور المصري، فبدون علاقة مصرية فلسطينية صحيحة لن نصل إلى حلول ووحدة حقيقية.
وأكد المصري على أن حركة فتح وباقي التنظيمات اليسارية مترهلة، وفتح ضعفت وأصبحت بعد الحرب على غزة مترهلة أكثر، والناس لهم ملاحظات على كلا الحركتين.
وحول مطالبة حركة حماس بتشكيل حكومة وحدة وحلّ حكومة التوافق التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، أعرب المصري عن عدم اعتقاده بأن هناك إمكانية لإقامة حكومة وحدة فصائيلية لأن العقبة لا زالت موجودة، وتتمثل بالموقفين الإسرائيلي والأميركي الرافضين لحكومة وحدة. وقال: "الصراحة حتى الآن حماس لم تطرح هذا المطلب، والذي طالب بحكومة وحدة هو موسى أبو مرزوق".
ورجح المصري إقامة حكومة توافق وطني جديدة تساهم في تشكيلها الفصائل، مشيرا إلى أن حكومة رامي الحمد الله شكلها الرئيس من أشخاص هو يريدهم وليس حركة فتح، لذلك لا بد من حكومة توافق وطني تستند للمرجعيات وللمجلس التشريعي الفلسطيني، لكن في الوضع الحالي إذا استمر على ما هو عليه فإن حماس ستطالب بهيئة وطنية للإشراف على الإعمار في ظل عدم توفر الإرادة السياسية لإقامة حكومة وحدة وطنية، وفي ظل رغبة حماس بالحصول على الرواتب والإعمار ومحافظتها على سيطرتها على غزة، كما أنه لا يستطيع الرئيس عباس أن يطالب بسلاح واحد في ظل استمرار الاحتلال وفي ظل عدوانه المستمر لذلك نحن بحاجة إلى إستراتيجية شاملة وموحدة، وأن لا نترك هذه الورقة المهمة التي تمنحنا الحق بمقاومة الاحتلال وهذا معترف به دوليا.
وفي حديثه عن السيناريوهات التي يراها ممكنة في المرحلة القادمة للعلاقة بين الحركتين الفلسطينيتين قال المصري: "للأسف أنا غير متفائل لوحدة حقيقية من منطلق أن الأطراف لا تريدها، رغم أنهما بحاجة لبعضهما البعض، ورغم أن فتح بحاجة الى غزة، وحماس بحاجة للضفة الغربية مثلما هي بحاجة للسلطة في عملية إعمار غزة".
وأضاف اعتقد أن هذا التراشق الإعلامي بينهما سيتوقف وستتشكل وحدة غير عميقة، وستبقى دائما مهددة، لكن لن تقوم وحدة وطنية على أساس القواسم المشتركة والشراكة، وهذا هو المطلوب، كما هي الضرورة لوحدة حقيقية فلا المقاومة المسلحة تنفع لوحدها ولا الجانب السياسي يخدم لوحده، ويجب أن نعترف بأننا نلاحظ أن الشعب الفلسطيني يكون مختلفا في أجواء الوحدة الوطنية. حركة فتح شكلت لجنة للحوار مع حماس في القاهرة بدل التراشق الاعلامي، والحوار قد ينهي هذه الأجواء ولو كان حوار وطني شامل يكون أفضل، وممكن أن يتبع هذا الحوار دعوة مصرية لاستكمال المفاوضات مع إسرائيل فيما يتعلق باستمرار وقف إطلاق النار بعد أسبوعين.
No comments:
Post a Comment