Friday, October 31, 2014
تقديس السيسي... عادة الإعلام الجديدة
لطالما كان تأليه الحكام أو ربطهم بالإيمان عادة قديمة يتوارثها المصريون منذ عصر الفراعنة، فمنذ عهد الملك أمون الذي اعتبره شعب مصر إلهاً للشمس، وامتداداً إلى الرئيس، أنور السادات، الذي كان يلقب بالرئيس المؤمن، والرئيس المعزول، محمد مرسي، الذي شبهه أنصاره بالرسول، وحتى الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي شبهه البعض بالأنبياء وخاطبه البعض الآخر كما يخاطبون الله.
أراد العديد من الإعلاميين ورجال الدين تعزيز مفهوم الحاكم المبعوث من الله، فأطلقوا لأنفسهم العنان، ومجدوا الرئيس في أشكال مختلفة. فشبّه سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، السيسي بالرسول حين قال: "ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو". فيما قال الشيخ، إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر مخاطباً السيسي عقب حادث الشيخ زويد الإرهابي الأخير، "يا من اخترناك وفوضناك لن نقول لك ما قاله بنو إسرائيل لسيدنا موسى "اذهب أنت وربك فقاتلا إن ها هنا قاعدون" ولكن أيها القائد اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون". وخاطب الكاتب الصحافي أكرم السعدني السيسي بأبيات شعرية نُشرت في مقاله في جريدة "الأخبار": "أفعل ما شئت... لا ما شاءت الأقدار... فاحكم فأنت الواحد القهار... فكأنما أنت النبي محمداً وكأنما أنصارك الأنصار".
لم يقف الخبراء الاستراتيجيون مكتوفي الأيدي، فقرروا أن يدلوا بدلوهم في هذا المديح الإلهي، فقال اللواء، محي الدين علي عشماوي: "الله سبحانه أرسل السيسي كي ينقذ مصر من الإخوان، يكفي لما تبصوا للسيسي وهو بيبص لربنا وبيعظمه وبيقوله حضرتك يا رب خليك مع مصر، ده ابن سيدنا الحسين وده ابن مصر...".
مديح بعض الإعلاميين لم يقف عند حد التشبيه بالرسل فقط، ولكنهم اعتبروا السيسي رجلاً غيرعادي، كالكاتب الصحافي، عادل حمودة، عندما قال: "إن السيسى ليس رئيساً تقليديّاً لنطبق عليه قواعد النقد الكلاسيكية... ليس تمثالاً محدد القسمات في متحف شمع نتبارى لالتقاط الصور التذكارية بجواره، إنه ظاهرة استثنائية... غير تقليدية وغير متوقعة، وعلى هذا الأساس يجب أن نفهمه". -
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment