تفيد أنباء متواترة بأن قوات روسية محدودة تقوم بمهمات عسكرية على مقربة من ميناء اللاذقية (شمال غرب سوريا) بالاشتراك مع قوات النظام، وأن قوات الأسد استطاعت -بدعم من كتيبة مدفعية روسية- توسيع نطاق الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
أشرف رشيد-موسكو
تناقلت وسائل الإعلام الروسية والعالمية مؤخرا أنباء تتحدث عن دخول القوات الروسية ميدان الصراع في سوريا، ومشاركتها في القتال إلى جانب النظام. وتشكل هذه الأنباء -في حال ثبوتها- تغيرا نوعيا في طبيعة الدور الروسي تجاه الأزمة السورية.
فقد أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى تقرير عرضته إحدى قنوات التلفزة الحكومية السورية يظهر معارك تخوضها قوات النظام، وقد سُمعت خلالها أوامر عسكرية صادرة باللغة الروسية.
كما ظهرت في التقرير مدرعات روسية حديثة من طراز أي 82، أدخلتها روسيا الخدمة عام 2013 ولم تكن موسكو قد أرسلتها من قبل إلى سوريا.
وفي وقت لاحق، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلا عن مصادر دبلوماسية خاصة لم يُكشف عنها، أن روسيا تنوي إرسال بضعة آلاف من جنودها إلى سوريا، لتوجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية.
روسيا تنفيالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي للشرق الأقصى الذي عقد مؤخرا في مدينة فلاديفوستوك، نفى وجود تدخل روسي مباشر في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا "إن هذا العمل ما زال سابقا لأوانه".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت هذه الأنباء، بينما دعا دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي إلى عدم تصديقها.
في المقابل، حذرت الإدارة الأميركية روسيا من أنها قد تضع نفسها في مواجهة مع قواتالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إذا صحت هذه التقارير المتعلقة بوجودها العسكري في سوريا.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف -عبر اتصال هاتفي- قلق الولايات المتحدة العميق إزاء تلك التقارير، مؤكدا أن مثل هذا التصرف من شأنه "أن يؤدي إلى تصعيد النزاع".
قوات مشتركةوقد تباين التناول الإعلامي الروسي لهذه الأنباء، حيث اعتبرت بعض وسائل الإعلام أن مقاطع الفيديو لا تثبت وجود عسكريين روس في سوريا، ذلك لأن عددا من المتطوعين الناطقين باللغة الروسية يقاتلون بالفعل إلى جانب قوات النظام.
وفي المقابل اعتبرت وسائل إعلام روسية أخرى أن مقاطع الفيديو تظهر تورط روسيا في النزاع الدائر في سوريا.
وتفيد الأنباء الواردة بأن قوات روسية محدودة تقوم بمهمات عسكرية على مقربة من ميناءاللاذقية (شمال غرب سوريا) بالاشتراك مع قوات النظام، وأن قوات الأسد استطاعت -بدعم من كتيبة مدفعية روسية- توسيع نطاق الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
واستهدفت القوات المشتركة -بحسب تلك الأنباء- تجمعات للمعارضة السورية المسلحة في المناطق الشمالية من اللاذقية، ونجحت في التقدم بعمق عشرين كيلومترا بدعم جوي من الطيران الروسي. في حين بات من الملاحظ تزايد الأنشطة العسكرية في بعض المناطق السكنية في اللاذقية.
كما تشير أنباء إلى أنه في 12 أغسطس/آب الماضي لوحظت وحدات روسية في ريف اللاذقية، حيث كانت تساعد قوات الأسد في الحفاظ على خطوط الدفاع وصد الهجمات التي تهدد القرى العلوية.
يأتي هذا بينما أوردت صحف روسية نقلا عن صحيفة الوطن السورية، أن الأسد سمح للقوات الروسية بإقامة قاعدة عسكرية جديدة على الساحل على بعد 25 كلم جنوبي اللاذقية.
استياء شعبيومما يعزز صحة هذه الأنباء صور نُشرت على شبكة شام الإخبارية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا، تؤكد تواجد العسكريين الروس في سوريا.
وقد بدا الاستياء من خلال تغريدات نشطاء روس، حيث كتب نيكولاي موخنو على صفحته في موقع فيسبوك أن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي نفى الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام الأجنبية عن الانتشار الروسي في سوريا، في حين أن صور الجنود الروس تظهر غير ذلك.
وأضاف موخنو أن الحديث لا يدور هنا عن بضعة مدربين أو خبراء عسكريين، وإنما عن مجموعات كبيرة من القوات الخاصة ومشاة البحرية.
وقال الناشط نيكولاي توكين عبر فيسبوك "لا يبقى للأوروبيين إلا أن يبدوا دهشتهم من تزايد أعداد المهاجرين السوريين الفارين من الحرب، ولا يبقى لأسر العسكريين الروس سوى تحديد البلد التي أُرسل إليها أبناؤهم وأزواجهم، هل هي سوريا أم أوكرانيا".
No comments:
Post a Comment