Sunday, July 23, 2017

AZMI BISHARA'S LATEST COMMENT


عن الحق في مقاومة الاحتلال
1. مقاومة الاحتلال بالوسائل المتاحة كافة حق مشروع، أخلاقيا وقانونيا. فالاحتلال هو حالة دائمة من العنف اللازم لفرض السيطرة على الشعب الواقع تحت الاحتلال. العنف فيها هو القاعدة. أما المقاومة فهي رد على عنف الاحتلال. وغالبا ما يكون عنفها أقل من حيث الدرجة، لأنه يأتي كاستثناء وليس كقاعدة، ومن قبل أفراد وتنظيمات وليس من قبل دولة، فكل عملية تخوضها المقاومة هي استثناء وليس واقعا يوميا.
2. لا علاقة لدين المحتل وهويته ومذهبة وطائفته بالموضوع، ولا علاقة لهذا بالتسامح أو التعصب الديني. فقد قاومت الاحتلالات حركات وطنية علمانية ومتدينة ويسارية ويمينية. ومن يقاوم الاحتلال لا يقاومه بسبب دين المحتلين أو مذهبهم، أو دين الواقعين تحت الاحتلال ومذهبهم.
3. تخضع المقاومة لاعتبارات وحسابات متعلقة بالواقع والبرنامج السياسي، فمن واجب من يقاوم الاحتلال أن يحسب الضرر والفائدة من العمل الذي يقوم به. إذ لا تنزلق المقاومة المنظمة صاحبة البرنامج والواثقة من نفسها إلى العنف من أجل العنف، فتسقط أخلاقيا وتفشل سياسيا، بل تقوم بعمليات المقاومة لهدف وغاية سياسيين. ولكن هذا القول لا يمس حق مقاومة الاحتلال بشكل عام. إنه نقاش مطلوب داخل المقاومة نفسها. أما من يرفضون الحق في مقاومة الاحتلال بوصفه حقا ثابتا فليسوا أصلا شركاء في هذا النقاش.
4. من الناحية الإنسانية المقاومة حق، من ناحية الشعب الواقع تحت الاحتلال ترى المقاومة أنها واجب، وليست حقا فحسب. ومن يرونها كذلك يشاركون في النقاش حول أفضل اساليب المقاومة، فهذا لا يختارها معارضو أي مقاومة بشكل عام، ولا يحددها الداعون لتقبل الظلم والاستسلام له في كل مكان.
عزمي بشارة

No comments: