أكد المفكر العربي عزمي بشارة أن العالم يعيش اليوم حالة من فقدان البوصلة والمعنى، معتبراً حصار قطر تصفية حساب معها لدعمها الثورات العربية. وأشار كذلك إلى أن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات تسعى إلى التوافق مع روسيا بشأن سورية.
وقال عزمي بشارة، في حلقة خاصة من برنامج "تقدير موقف" بثّها "التلفزيون العربي" مساء اليوم الأحد، إن حصار قطر تصفية حساب معها لوقوفها مع ثورات الربيع العربي، وإن دولاً كالسعودية والإمارات تدعم قوى الثورة المضادة، وإن موقف هذه الدول في سورية مرتبط بمواجهة النفوذ الإيراني.
وأضاف بشارة أن استجابة قطر لتحدي الحصار ستكون عبر بلورة هوية وطنية قطرية وتحريراً لإرادة قطر السياسية وسعياً للاعتماد على النفس في كل المجالات.
ونبه إلى أن كلام بعضهم عن نظام علماني إنما يقصد به علمانية الأنظمة الاستبدادية التي تقدّس الدولة والزعيم، وليست علمانية المواطنة والتنوير والعقل العلمي.
وأكد عزمي بشارة أيضاً أن العالم يعيش اليوم حالة من فقدان البوصلة والمعنى نتيجة صراعات القوى والنفوذ بين الدول، لافتاً إلى أن الوقوف ضد أمور مثل جرائم الحرب اليوم لم يعد هاجساً دولياً.
وأشار إلى أن المسألة القيمية ومدى عدالة نظام الحكم لا تلعب دوراً في الصراع على النفوذ في المنطقة، منبهاً إلى أن تقسيم العالم اليوم إلى جيد وسيئ يتم بغض النظر عما إذا كان ديمقراطياً أم استبدادياً.
واعتبر بشارة كذلك أن الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، ينظر إلى العالم من منظار مصلحي مجرد، والسياسة بالنسبة إليه كلعبة العدو والصديق. لكنه أكد أن مؤسسات الديمقراطية الأميركية تمنع ترامب من الجنوح نحو الاستبداد.
وبخصوص القضية الفلسطينية، رأى عزمي بشارة أن الصراع الداخلي بين "فتح" و"حماس" ينعكس سلباً على القضية ككل، وأن هناك سعياً من السلطة الفلسطينية لخصخصة قضية القدس وجعلها خاصة بالمقدسيين، لكن الأزمة الأخيرة نسفت هذا التوجه.
وأشار المفكر العربي إلى أن بعض الدول العربية سعت تحت ستار أزمة القدس الأخيرة إلى التطبيع مع إسرائيل.
وفي حديثه عن الوضع في سورية، اعتبر بشارة أن الثورة السورية انتهت كثورة وطنية منذ بداية عام 2013 وتحولت إلى حرب أهلية.
واعتبر أن مصادرة الثورة من قبل القوى الإسلامية الراديكالية أدت إلى نهايتها، مشيراً إلى أن هذه الفصائل لم تستطع، بفعل الخلافات فيما بينها وبفعل التدخل الروسي، أن تهزم النظام.
وكشف أن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات تسعى إلى التوافق مع روسيا بشأن الوضع في سورية.
No comments:
Post a Comment