Link
في الوقت الذي يتواصل فيه الجدل داخل تل أبيب بشأن مظاهر تعاظم النفوذ الإيراني في سورية وتداعياته، ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حثّ إسرائيل على عدم الإقدام على أية خطوة يمكن أن تؤثر على الجهود الهادفة لضمان استقرار رئيس النظام بشار الأسد.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أمس الجمعة، عن المصادر قولها إن بوتين بعث برسالة للقيادة الإسرائيلية شدّد فيها على أن ضمان استقرار نظام الأسد يخدم المصالح الإسرائيلية في سورية، محذراً من أن تقدم تل أبيب على أية خطوات قد تقود إلى المسّ باستقرار النظام.
من جانبه، دعا الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شفتاي شوفال صنّاع القرار في تل أبيب إلى القيام بالاحتياطات اللازمة لردع إيران عن توظيف وجودها في سورية في تهديد إسرائيل.
وفي مقال نشره أمس موقع مجلة "الدفاع الإسرائيلي" أوضح شوفال أنه كلما تعاظمت مظاهر الوجود الإيراني العسكري في سورية تعاظمت التحديات التي ستواجهها إسرائيل في أية مواجهة عسكرية مستقبلية على الجبهة الشمالية.
وشدّد على ضرورة أن تراكم تل أبيب من أسباب القوة بشكل يقنع صناع القرار في طهران بأن ردة الفعل العسكرية الإسرائيلية يمكن أن تمسّ استقرار نظام الحكم في طهران.
وبحسب شوفال، فإنه على الرغم من الطابع الأيديولوجي للمنطلقات التي تحكم التوجهات الإيرانية، إلا أن نظام الحكم في طهران يحتكم إلى اعتبارات براغماتية تجعله يوازن بين حسابات الربح والخسارة.
من جانبها، وجّهت كارولين كليغ، المستشارة الإعلامية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات للسياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه إيران والقوى التي تسير في ركبها.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أمس زعمت كليغ أن السياسات التي تتبعها إدارة ترامب تجاه إيران وحلفائها متناقضة. وأشارت إلى أن الجنرال هربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، هاجم الأسبوع الماضي بشدة إيران، داعياً إلى القفز عن السياسة التي اعتمدها الرئيس السابق باراك أوباما، والقائمة على محاولة التصالح مع طهران لأنها تحاول التأثير على موازين القوى في المنطقة.
واستدركت كليغ أنه بعد 24 ساعة على تصريح مكماستر أعلنت السفارة الأميركية في بيروت عن تحويل مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 120 مليون دولار للجيش اللبناني، ضمنها 6 طائرات هجومية، و6 طائرات بدون طيار، وأجهزة اتصالات وتقنيات رؤية ليلية بالغة الدقة، مدعية أن الجيش اللبناني يقع تحت تأثير حزب الله، الذي يعد أوثق حلفاء إيران.
واستدركت أن الولايات المتحدة التي تخشى حدوث تحوّلات إقليمية سلبية لا تخدم المصالح الأميركية في المنطقة معنية بعدم تحطيم قواعد المواجهة ضد إيران في المنطقة.
وأضافت أن واشنطن تخشى أن يضطر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في لحظة ما إلى التصالح مع إيران، فضلاً عن أن هناك انعدام يقين بشأن مستقبل نظام عبد الفتاح السيسي في مصر.
وشددت على أن هذا الاعتبار لا يبرّر السلوك الأميركي المتردد تجاه إيران، مشيرة إلى إقرار مكماستر بأن بن سلمان يعمل كل ما في وسعه من أجل إلحاق الهزيمة بـ "الإسلام المتطرف" يبرز أهمية الرهان على التعاون الأميركي السعودي.
ولفتت كليغ إلى أن ولي العهد السعودي يوظّف نفوذ الرياض في محاولة توفير بيئة إقليمية تسمح بتقبل سياسات ترامب، مشيرة إلى أن بن سلمان حذّر ملك الأردن عبد الله الثاني من أنه في حال لم يؤيّد السياسات التي يقدم عليها ترامب بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن السعودية ستوقف الدعم عن الأردن.
No comments:
Post a Comment