Good Editorial By
Joseph Samaha (in Arabic)
"نبادر الى القول إن اسهل ما يمكن أن يحصل هو أن تبدو هذه القوات طلائع «حملة صليبية» متأخرة جمعها وأوفدها إلينا «الملك جورج» من اجل محاربة «الإسلام الفاشي». ليس هذا أسهل ما يمكن أن يحصل بل إنه حاصل فعلاً لدى أوساط عربية وإسلامية. نكون، في هذه الحالة، أمام مرحلة تصعيدية خطيرة في «صدام الحضارات» الذي بدأ طرحاً خرافياً ثم شرع يكسب صدقية يوماً بعد يوم بفعل غطرسة الإدارة الأميركية ورعايتها لانفلات إسرائيل من عقالها.
ليس التحول الأوروبي ملموساً في الموضوع اللبناني فقط. إنه حاضر بقوة في ما يخص القضية الفلسطينية أيضاً. لقد انحازت دول الاتحاد فلسفياً الى الإدارة البوشية. لم يعد الاحتلال هو المشكلة وإنما «الإرهاب»، والفرق بين الأمرين شاسع ويقود، في ما يقود إليه، إلى تجويع الشعب الفلسطيني عقوبة له على اختياره الديموقراطي. ومن نافل القول أن أي التحاق أوروبي بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو الباب الملكي للدخول في الهامشية.
من المؤسف جداً أنه في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع العراقية والفلسطينية واللبنانية قرب المواقف الأوروبية السابقة من الصواب نجد أن أصحابها تخلوا عنها، أو يكادون، من أجل دعم سياسة أميركية (وإسرائيلية) ثبت بالبرهان القاطع أنها وصفة لعدم الاستقرار وللتوتر.
ندرك تماماً أن العنصر الحاسم في دفع أوروبيين كثر إلى المشاركة الجدية في «اليونيفيل» وإلى تحديد نوع هذه المشاركة، هو الاهتمام بإسرائيل وأمنها أولاً وبلبنان خامساً. وهذا ما يقوله أحد «أفضل» الأوروبيين هذه الأيام، ماسيمو داليما.
الأوروبيون قادمون للإقامة في جنوب لبنان. أي، عملياً، عند الحدود مع فلسطين. إذا اعتبروا أنهم حماة إسرائيل التي تبطش بالفلسطينيين وحماة الاحتلال الأميركي التدميري للعراق، وحماة الاختراق اليومي للسيادة اللبنانية، فإن إقامتهم لن تطول. وهي لن تطول، بالتأكيد، مدة الغزوات الصليبية الغابرة."
No comments:
Post a Comment