Monday, September 25, 2006
عباس يبحث خياراته الصعبة
الغي السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل مفاجئ امس محادثات مقررة مع حركة حماس كانت تهدف الي كسر الجمود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، الامر الذي يؤشر الي مرحلة مقبلة من الخلافات والانقسامات، ربما تتطور الي صدامات مسلحة.
الاسباب المعلنة لهذا الالغاء تتلخص في رفض حماس الاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين السلطة والدولة العبرية، مثلما جاء علي لسان احد المقربين من الرئيس عباس. ولكن الاسباب غير المعلنة قد تتمثل في اتفاق امريكي ـ فلسطيني ـ اسرائيلي ـ عربي يحتم ضرورة قلب حكومة حماس وتشكيل حكومة طوارئ في مكانها.
الخلافات بين الرئيس عباس وحركة حماس بدأت قبل توجهه الي نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة. وجري تسريب انباء من مكتب الرئاسة تؤكد ان الولايات المتحدة ضد حكومة وحدة وطنية فلسطينية برئاسة حركة حماس ، وان الرئيس جورج بوش لن يلتقي عباس الا اذا تخلي عن تشكيل هذه الحكومة وفق شروط حماس.
الرئيس الامريكي يريد ان تعترف حماس صراحة بالدولة العبرية، والاتفاقات الموقعة معها وخاصة اتفاق اوسلو، وتنبذ العنف الارهاب ، والا سيستمر الحصار المالي والسياسي الامريكي المفروض علي اي حكومة تشارك فيها.
حركة حماس قالت علي لسان المتحدثين باسمها انها لن تعترف باسرائيل ولا الاتفاقات الموقعة معها، ولن تسقط خيار الكفاح المسلح المقاومة لانها لا تريد ان تقع في المصيدة التي وقعت فيها غريمتها فتح ، وتقدم تنازلات مجانية، تؤدي في النهاية الي اضعافها وتفتيت وحدتها الداخلية.
الاوضاع، وباختصار شديد، تتجه نحو التأزم، وبات الجميع ينتظر الخطوة المقبلة للرئيس محمود عباس للخروج من هذا المأزق.
هناك عدة خيارات امام السيد عباس، ابرزها اقالة حكومة حركة حماس وتعيين حكومة طوارئ مكانها، مستخدما صلاحياته التي يقول ان النظام الاساسي للحكم الذاتي يمنحه اياها، او الدعوة الي انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة.
السيد يوسف حرب الناطق الاعلامي باسم حركة فتح اصدر امس بيانا نقلته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) قال فيه في ظل تعثر عمل الحكومة الحالية وعدم تعاطيها مع كافة المبادرات الرئاسية، والتي كان آخرها الرغبة في تشكيل حكومة وحدة وطنية، فان اجراء انتخابات مبكرة هو الحل الوحيد من اجل كسر الجمود السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية علي الصعيدين الداخلي والخارجي .
وما زال من غير المعروف ما اذا كان بيان السيد حرب يعكس الخطوة المقبلة للرئيس عباس، ام انه لا يزيد عن كونه ورقة ضغط وتهديد لحركة حماس للتخلي عن رفضها الاعتراف باسرائيل والقبول بشروط الرئيس عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
المرجح ان فتح تفضل اجراء انتخابات عامة للاستفادة من تراجع شعبية حركة حماس في بعض الاوساط بسبب تعثر محاولاتها دفع رواتب الموظفين لاكثر من سبعة اشهر. ولكن الاقدام علي الدعوة للانتخابات ربما تكون مقامرة خطيرة النتائج علي الشعب الفلسطيني نفسه.
امس الاول هددت اربعة فصائل فلسطينية باستهداف اي حكومة تعترف باسرائيل، وكشف وزير المالية الفلسطيني السيد عدوان عن وجود مليار دولار علي الاقل في خزينة الرئيس عباس يرفض اللجوء اليها لدفع الرواتب، بينما تتزايد الانباء عن تدفق الاسلحة الي الحرس الرئاسي بمباركة حكومة اولمرت.
الايام المقبلة علي درجة كبيرة من الخطورة، والانفجار بات وشيكا، والامر كله يتوقف علي خطوة السيد عباس والقرار الذي سيتخذه بشأن الحكومة وكيفية تشكيلها ومن يتزعمها، وهل هي حكومة طوارئ، او تكنوقراط، او يذهب الي عين الثور ويحل الحكومة والبرلمان ويدعو لانتخابات رئاسية وتشريعية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment