An Important Analysis (Arabic)
"عبد الباري عطوان
05/03/2007
تتصاعد الأحاديث، في السر والعلن، حول ادخال تعديلات علي مبادرة السلام العربية تسقط الشق المتعلق بحق العودة وهو الشرط الذي تفرضه الدولة العبرية لقبولها والاعتراف بها.
هذه الاحاديث تتزامن مع اقتراب انعقاد القمة العربية العادية في الرياض في اواخر الشهر الحالي، والزيارة التي من المقرر ان تقوم بها السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية إلي المنطقة بعد عشرة ايام.
الصحف العبرية تتحدث هذه الايام باسهاب عن اللقاءات التي اجراها ويجريها الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز امين عام مجلس الامن القومي السعودي مع مسؤولين اسرائيليين من اجل التنسيق بشأن الملف النووي الايراني وكيفية معالجته، وتعديل مبادرة السلام العربية بما يؤدي الي تقديم صيغة مبتكرة تلتف حول حق العودة، وتجعله محصورا باراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، اي في الضفة والقطاع وتوطين اللاجئين في مناطق اقامتهم في سورية ولبنان والاردن اذا ما فضلوا البقاء في مخيماتهم.
........
الشعب الفلسطيني لا يتعرض للتجويع والحصار بسبب خياره الديمقراطي فقط، وانما لتيئيسه، واجباره علي قبول صيغة التسوية الجديدة، والتنازل عن حق العودة بشكل نهائي، علي اعتبار ان هذه التسوية هي ثمرة توافق عربي ودعم كامل من قبل الدول الاسلامية السنية الرئيسية، أي ان عليه ان يرضخ للإرادتين العربية والاسلامية اذا اراد ان يحصل علي لقمة الخبز له ولأطفاله.
وليس صدفة ان تكون النقطة الأبرز علي جدول اعمال حكومة الوحدة الوطنية هي كيفية مأسسة التسول، ورفع الحصار، وايصال المساعدات العربية والدولية، والتجاوب بشكل مباشر او غير مباشر مع شروط اللجنة الرباعية الدولية.
المطلوب حكومة فلسطينية تجيد التسول وتنضم لتحالف محور المعتدلين ، وتسهل المشروع الامريكي الجديد لضرب ايران ومفاعلها النووي، واسقاط النظام السوري، وانهاء المقاومة باعتبارها ارهابا، اما المقابل فربما يكون دولة مؤقتة منزوعة الكرامة، وبلا حدود واضحة، ولا سيادة، فقط رشوة مالية ضخمة، تكون عبارة عن حقنة تخديرية مؤقتة، ريثما ينجح المشروع الامريكي الجديد، ثم يتم مسح كل ذلك والتراجع عنه، تماما مثلما حدث لاتفاقات اوسلو وصيغة الحكم الذاتي التي تمخضت عنها. ألم تتخل الولايات المتحدة عن افغانستان ومجاهديها بعد نجاح مشروعها في طرد السوفييت وإذلالهم؟
"
No comments:
Post a Comment