Friday, November 16, 2007
يهودية إسرائيل.. لاجئون بلا عودة وفلسطينيون بلا حقوق
"لم يبدأ اجتماع أنابوليس بعد، ولم تتمخض عنه مفاوضات فلسطينية إسرائيلية حول قضايا الحل النهائي، ولكن حكومة إيهود أولمرت استبقت ذلك بمواقف كان أبرزها وأخطرها مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بما يسمى يهودية الدولة الإسرائيلية كأساس للمفاوضات.
ومع أن الموقف الذي أعلنه أولمرت لم يعتمد في الحكومة بعد، إلا أنه كشف حقيقة الصعوبات التي تواجهها المفاوضات التي لم يتم التوصل حتى لإطارها العام ولا لأسس حل القضايا الجوهرية فيها، فضلا عن الاتفاق على فك الحصار عن الفلسطينيين والإفراج عن أسراهم بسجون الاحتلال.
مسار غير جدي
ويقول رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والعضو العربي السابق بالكنيست عزمي بشارة إن أولمرت يريد أخذ المفاوضات مع الفلسطينيين إلى مسار غير جدي، مستغلا بذلك ضعف السلطة الفلسطينية المفاوضة التي قال إنها وصلت إلى درك غير مسبوق بمحاولتها نزع الشرعية عن المعارضة بدلا من الاستقواء بها.
ويضيف بشارة للجزيرة نت أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي تحول من الضعف الشديد بعد الحرب الأخيرة على لبنان إلى طرف قادر على طرح قضايا أيديولوجية مثل المطالبة بالاعتراف بالصهيونية في سياق التسوية السياسية مستغلا بذلك حالة الضعف الفلسطينية.
أما المفكر الإسلامي الفلسطيني منير شقيق فيقول إن الإسرائيليين يحاولون انتزاع تنازلات من الطرف الفلسطيني تحت حجة البدء في مفاوضات جدية لإنهاء الصراع، وهو يرى أن ذلك ضرب من الخداع، إذ إن مؤتمر أنابوليس له أهداف أخرى تتعلق بتهيئة الأجواء لضرب المشروع النووي الإيراني. كما يرى أن أولمرت يريد بموقفه هذا إقناع معارضيه بأنه لن يقدم تنازلات للفلسطينيين في المفاوضات.
ويأتي الطرح الإسرائيلي في وقت يتم فيه الحديث عن تبادل للأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذا يصب في خدمة المطلب الإسرائيلي الذي يعني فيما يعنيه تفريغ أراضي الـ48 من الفلسطينيين لصالح دولة يهودية بحتة أو على الأقل تكريس وضع الفلسطينيين كأقلية لا تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها اليهود.
وحسبما يقول بشارة، فإن الموقف الإسرائيلي يجعل فلسطينيي الخط الأخضر رعايا في دولة يهودية، أما الموافقة الفلسطينية على ذلك فستعطي لهذا الوضع شرعية لم تكن تتوفر لإسرائيل، وهو وضع يرى منير شفيق أنه لا يتحصل إلا باتفاق نهائي –لا يزال بعيد المنال- بين دولتين إسرائيلية وفلسطينية وليس بين إسرائيل وسلطة فلسطينية.
الإضرار بعودة اللاجئين
أما قضية عودة اللاجئين التي تشكل مربط الفرس في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فستتعرض لضرر بالغ إذا وافق الفلسطينيون على مبدأ يهودية الدولة، إذ يرى عزمي بشارة أن هذا الحق سيصبح "متقادما" بعد أن تثبت إسرائيل مبدأ يهوديتها الذي تعتبره طبيعيا حسب قوانينها الدستورية.
وترفض إسرائيل حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وتقول إنهم يجب أن يعودوا إلى الدولة الفلسطينية المقبلة وبأعداد وجدول زمني محدد يمنع من تحول الكيان الفلسطيني إلى "قنبلة موقوتة" على حدود إسرائيل، ويؤكد المفكر الفلسطيني منير شفيق أن المقترح الإسرائيلي يؤكد رفض حق عودة اللاجئين معتبرا أن القبول به بمثابة جريمة.
وحول تأثير الموقف الإسرائيلي على مفاوضات أنابوليس يشير النائب العربي السابق في الكنيست إلى أن السلطة الفلسطينية مصرة على الاستمرار في المفاوضات بصرف النظر عن الموقف الإسرائيلي وذلك بعد أن وضعت الوحدة الوطنية خلف ظهرها وتخلت عن المقاومة. ولكنه يرى في الوقت ذاته أن الطرف الفلسطيني لا يمكنه أن يعترف بطبيعة الدولة وإنما بوجودها، وإن حصل ذلك فسيؤدي إلى ضرر شديد لموضوع اللاجئين.
أما منير شفيق فيؤكد أيضا أنه لا يوجد شيء اسمه اعتراف بدولة لها طبيعة عرقية معينة، وأنه بمجرد اعتراف الفلسطينيين بالمطلب الإسرائيلي فإنه لا يعود لهم الحق في سحب ذلك. "
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment