بقلم:أ.د. محمد اسحق الريفي
"علينا ألا ننظر إلى فريق أوسلو على أنه يمثل الشعب الفلسطيني، فقد اندمج هذا الفريق كلية مع النظام الصهيوني، وأزال كل الحدود الفاصلة بينه وبين هذا النظام، خاصة بعد مؤتمري أنابوليس وباريس، وأصبحنا نعيش الآن مهزلة جديدة بعنوان إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وفق رؤية بوش.
وتتمثل هذه المهزلة في إطلاق مفاوضات عبثية باسم "مفاوضات الحل النهائي" بين فريق محمود عباس وحكومة الاحتلال الصهيوني، بينما يشترك الطرفان في حرب مفتوحة على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، ويتبادلان الأدوار بينهما في هذه الحرب المفتوحة بذريعة السعي لإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة وفق خريطة الطريق التي وضعها بوش..!!
وبذلك تكون هذه المفاوضات مجرد مسرحية للضحك على الجماهير الفلسطينية والعربية وذر للرماد في العيون وخداع للرأي العام العالمي، ووسيلة يستخدمها فريق أوسلو لتبرير عدوان الاحتلال الصهيوني والتغطية على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. ويتخذ فريق أوسلو الدولة الفلسطينية الموعودة أمريكياً ذريعة لما يمارسه هذا الفريق من قمع لحركة حماس في الضفة المحتلة ومحاصرة غزة وتجويع أهلها ومعاقبتهم جماعياً، ولاندماجه مع النظام الصهيوني العالمي من حيث المواقف والممارسات والأجندة والأهداف.
ولذلك فقد أصبحت مفاوضات الحل النهائي هدفاً بحد ذاته للطرفين المتفاوضين، بل أصبحت – من وجهة نظر فريق أسلو والنظام الصهيوني – حلاً نهائيا للقضية الفلسطينية، ومناسبة للتنسيق الأمني بين الفريقين وتنفيذ مهام المرحلة الأولى
.....
.....
وعلى أي حال، لم يعد الأمر ينطلي على أحد، فرئيس سلطة أوسلو "محمود عباس" ورئيس حكومته غير الشرعية "سلام فياض" وكل فريق أوسلو، لا يمثلون الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وإنما هم مجرد وكلاء للاحتلال الصهيوني وشركاء له في الحرب على المقاومة الفلسطينية، بل هم سماسرة يتلقون مليارات الدولارات لبيع فلسطين وشعبها على رؤوس الأشهاد ضمن صفة تم عقدها بين هؤلاء السماسرة الجدد وبين الاحتلال ورعاته في مؤتمر باريس.
ولذلك لا بد للشعب الفلسطيني – كي يحمي مقاومته ويصون حقوقه من البيع في المزاد العلني – أن يعلن براءته من فريق أوسلو، وعليه أن يرفض الأموال المسيسة التي تأتي عبر هذا الفريق من السماسرة، وعليه التعامل بجد مع الخطر المحدق الذي يشكله فريق أوسلو على شعبنا وقضيته، وعليه أن يضع نهاية لهذه المهزلة الخطيرة."
No comments:
Post a Comment