اعدامات همجية وحشية في 'العراق الجديد'
رأي القدس
"......
لا نريد تكرار الحديث عن الثمن الباهظ الذي دفعه العراقيون من امنهم وسلامتهم ووحدة تراب بلادهم ثمنا لهذه الخدعة الامريكية الكبرى، فالارقام والحقائق باتت معروفة، ولكن الجديد الذي يشيب له شعر الرأس، هو ما كشفه الصحافي البريطاني روبرت فيسك في تقرير له نشره في صحيفة 'الاندبندنت'، حول الاعدامات التي تنفذها حكومة السيد نوري المالكي الديمقراطية في زنزانة في مقر المخابرات العراقية السابق في الكاظمية، بطرق وحشية، تتواضع امامها بكل خجل اعدامات النظام السابق المماثلة.
السيد فيسك تحدث عن غرفة الاعدامات هذه الضيقة، والطرق البدائية التي تستخدم لتنفيذ الاعدام في المتهمين، ومعظمهم من رجال المقاومة العراقية، وعرب آخرون انخرطوا في صفوفها، حيث يضطر الجلادون الى اعادة العملية نفسها اكثر من مرة، اما لطول الحبل، او لنجاح الشخص المحكوم في الوقوف على الارض على رؤوس اصابعه، مما اضطرهم الى تكسير البلاط في الغرفة وحفر حفرة اعمق، ومع ذلك فشلت عمليات الاعدام في شنق المتهمين، مما دفعهم الى اطلاق الرصاص عليهم.
حكومة السيد المالكي الديمقراطية المدعومة من الامبراطورية الامريكية رمز الحضارة وقائدة العالم الحر، لا تجيد حتى تنفيذ عقوبات الاعدام بشكل لائق وانساني بالضحايا، الذين غالبا ما تدينهم محاكمات شكلية ليست لها علاقة حقيقية بالقانون والاجراءات المتبعة.
شاهدنا كيف لفقت هذه الحكومة، بتشجيع امريكي محاكمات سريعة، تستند الى تهم يصعب اثباتها، للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومجموعة من رفاقه، وتابعنا عبر شاشات التلفزة الطريقة الوحشية لتنفيذ عقوبة الاعدام شنقا به، والاهانات التي تعرض لها من قبل الجلادين وهو يتوجه الى حبل المشنقة رافعا الرأس باباء وشمم، في مشهد سيظل راسخا في التاريخ العربي والاسلامي لقرون مقبلة.
ولم يكن مفاجئا ان اكثر من قاض استقالوا من منصبهم، وطلبوا اعفاءهم من الاشتراك في هذه المحاكمات المسرحية، الامر الذي اضطر حكومة المالكي الى الاتيان بقضاة غير مؤهلين قانونيا بالقدر الكافي لاصدار عقوبة الاعدام في حق الرئيس العراقي ورفاقه، وتنفيذها بأسرع وقت ممكن، بطرق همجية، حتى ان رأس الراحل برزان التكريتي شقيق الرئيس صدام انفصل عن جسده بعد التنفيذ الهمجي والوحشي للحكم.
لا نعتقد ان حكومة المالكي، وكل المؤيدين لها سيتهمون السيد فيسك بانه بعثي من انصار الحكم السابق، يؤيد المجازر الجماعية، او ان صحيفته تلقت اموالا من الرئيس صدام ومخابراته مثلما فعلوا، ويفعلون حاليا، بسبب تقريره الخطير هذا الذي يدينهم ويدين الطريقة الطائفية التي يديرون فيها البلاد حاليا."
No comments:
Post a Comment