Saturday, March 28, 2009

قمم تتوالى وعجز يتنامى


A Very Good Comment (Arabic)



نحن على أبواب القمة العربية، وهي ذات الأبواب لم تتغير ولم يجر طلاؤها أو تجديدها أو تحديثها. أبواب صدئة تنخرها شقوق تفضح كل ما

يجري خلفها. هناك قلة قليلة من أبناء الأمة العربية ينتظرون الخبر، وكثرة لم تعد تكترث، وربما لم تعد تحزن للمستوى الذي تعبر عنه أعمال القادة العرب عندما يجتمعون. لكن وسائل الإعلام مستنفرة الآن، وهي تشحذ هممها، وتجند أفضل مراسليها لتغطية هذا الخبر الذي من الصعب أن نصفه بالحدث الذي يمكن أن يترتب عليه تاريخ.
تجارب العرب مع القمم عديدة بعدد انعقادها، وخيباتهم تكاد تكون بذلك العدد. تتوالى القمم، وهزائم العرب تتزايد، وإخفاقاتهم في مختلف مجالات الحياة تتواصل، والأرقام والإحصائيات حول التعليم والصحة والتخلف الاقتصادي ومجال الحريات لا تخفي أسرارا.
وقد أثبتت هذه التجارب أن قادة العرب مجتمعين أعجز من أن يصنعوا شيئا، وكأنهم يشكلون كوابح متبادلة تعطّل الحركة، وتعرقل الطموحات نحو التقدم. ربما تستطيع دولة عربية إنجاز شيء، وربما تستطيع دولتان مجتمعتان أن تصنعا شيئا، لكن العرب يكونون في أعجز حالاتهم عندما يجتمعون

......
.....
المتغير الوحيد
"اهتمام أغلب الأنظمة العربية ينصب الآن على كيفية حشد الطاقات العربية للقفز عن ميزان القوى الجديد وإعادة المقاومة العربية إلى حال الجعجعة الفارغة والشعارات الخاوية، همهم الأكبر ينصب على كيفية القضاء على حزب الله، وكيفية جرّ حماس إلى مستنقع الاعتراف بإسرائيل"المتغير الوحيد الهام الذي طرأ على الساحة العربية منذ القمة السابقة هو صمود حماس في الحرب على غزة، وفشل إسرائيل في تحقيق هدفها في تغيير الوضع القائم في غزة.
من المفروض أن هذا متغير كبير من حيث إن فئة قليلة العدد قد صمدت في وجه الآلة العسكرية الصهيونية على الرغم من الحصار والقتل الجماعي والتدمير الهائل، وهو يشكل منعطفا على الأرض الفلسطينية من حيث إن المقاومة الفلسطينية قد أنجزت نقطة ارتكاز جغرافية هامة يمكن أن تبني عليها رأس حربة قويا في مواجهة إسرائيل. لكن هل سيأخذ الحكام هذا المتغير بإيجابية؟
سبق أن عقدت الأنظمة العربية قمة بعد فشل إسرائيل في لبنان وانتصار حزب الله، لكنها لم تستفد من الحدث التاريخي، ومضت متمسكة بمبادرتها البيروتية دون أي انتباه للخلل الحاصل في ميزان القوى.
انهمك قادة العرب عام 2006 في إثبات هزيمة حزب الله وانتصار إسرائيل، وانهمكوا أيضا بعد حرب الكوانين (أي كانون الأول والثاني) في إثبات هزيمة حماس وانتصار إسرائيل. ويبدو أن اهتمام أغلب الأنظمة العربية ينصب الآن على كيفية حشد الطاقات العربية للقفز عن ميزان القوى الجديد وإعادة المقاومة العربية إلى حال الجعجعة الفارغة والشعارات الخاوية. همهم الأكبر ينصب على كيفية القضاء على حزب الله، وكيفية جرّ حماس إلى مستنقع الاعتراف بإسرائيل.
هذا واضح تماما في استنفار أنظمة عربية في مواجهة إيران دون مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، ذلك لأن إيران وظفت أموالها وطاقاتها من أجل تطوير اعتمادها على ذاتها في مختلف المجالات، وطورت قاعدة علمية وتقنية لا يستهان بها.
إيران هي مصدر دعم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية الرئيسي، وهي بالتالي مصدر عدم استقرار يخل بوجود إسرائيل وبمصالح الكثير من الأنظمة العربية. المشكلة أن أنظمة العرب تصر على العجز، وتكره أن ترى في الجوار أقوياء. فإذا كان للأنظمة أن تدمر المقاومة، فإن عليها تدمير مصادر مساندتها

"

No comments: