"....
- في الدول الاشتراكية سابقا اتخذ تعزيز المواطنة وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية أيضا شكل ارتداد ضد الدور المدفوع (أو المبرَّر فقط) بالأيديولوجيا خارج الحدود الوطنية. ومن هنا الردة لصالح الصهيونية وضد قوى التحرر الوطني في العالم في دول المعسكر الاشتراكي سابقا.
لقد أوهمتهم حكومات الحزب الواحد أن مستوى معيشتهم المتردي ليس ناجما عن جمود رأسمالية الدولة البيروقراطية وانعدام الديناميكية في الإنتاج والتوزيع والعرض والطلب، بل بسبب دعمها للشعوب خارجها. فظهر التردي الاقتصادي وكأنه تضحية مفروضة من أجل الغير. وارتبطت حركات التحرر في أذهان تلك الشعوب بالـ"نومنكلاتورا" والبيروقراطية الفاسدة وانعدام الديمقراطية.
7- وهذا ما سوف يحصل في إيران، على مستوى أوساط واسعة من الرأي العام ضد القضايا العربية، إذا لم تجد الدولة التوازن المناسب بين المواطنة ومهام الدولة داخليا وخارجيا.
نقول هذا مؤكدين ما كتبناه سابقا أن مؤسسات الدولة، والمنافسة السياسية المؤطرة، والرابط المذهبي تشكل عوائق جدية أمام تطور كهذا في إيران
....
- الخبر الأكثر أهمية في هذه الأثناء هو دخول دينيس روس (إياه) البيت الأبيض مستشارا لهذه الشؤون بعد أن عينته كلينتون مسؤول الملف في الخارجية. وهو الذي عمل طوال الحملة الانتخابية الرئاسية من قبل اللوبي الإسرائيلي لإقناع حملتي أوباما وماكين بالتوقيع على بيان تعهّد بمنع إيران من التمكن من إنتاج سلاح نووي في حالة الفوز بالرئاسة.
وقد وقع مركزا الحملتين في حينه فعلا على بيان كهذا. وبعدما نشرت كافة الأجهزة الأمنية الأميركية في تقريرهاNIE, (National Intelligence Estimate) للعام 2007 باسم 16 جهازا أمنيا واستخباريا أميركيا (الذي حاول ديك تشيني منع نشره) استنتاجها أنه ليس لدى إيران خطط لإنتاج سلاح نووي، كتب المذكور مقالا في وول ستريت جورنال تحت عنوان "كل إنسان يجب أن يقلق بشأن إيران".
إنه نفس دينيس روس الذي يعلن صراحة أنه يؤمن بتصعيد العقوبات إلى درجة إقفال الممرات المائية أمام صادرات إيران من النفط، ثم الانتقال إلى قصف شامل يشل قدرة إيران على إنتاج أي تكنولوجيا ويعيدها عقودا إلى الوراء. إنه نفس المسؤول الأميركي الذي بدأ الحملة على ياسر عرفات بعد أوسلو مباشرة، وعرقل إعادة الجولان كاملا في مفاوضات جنيف، وُعيِّن من قبل الوكالة اليهودية رئيس لجنة لفحص العلاقة بين إسرائيل ويهود الشتات. سيكون هذا الرجل قريبا من أذن أوباما في الشأن الإيراني. هذا خبر!
......
- نفس الإعلام الغربي بيَّض صفحة ياسر عرفات إلى درجة جائزة نوبل للسلام حين لزم، وحين لم يتابع بالاتجاه الذي يريدون عادوا لتشويه صورته وقتله سياسيا وحتى التمهيد لقتله جسديا. ويمكننا أن نتخيل نفس المسار لو فاز موسوي. ماذا لو توقف اندفاعه السياسي بالانفتاح على الغرب عند حد معين؟ كيف كانت نفس الصحافة ستخرج صوره من ماضيه الآخر "الإرهابي"؟
.....
- إذا كانت إيران الدولة الوطنية المنظمة بمؤسساتها تتعرض لمثل هذه الهجمة الإعلامية فتصمد وتحمي نفسها بمشروعها الوطني، فيمكننا أن نتخيل أثر ما تتعرض له أمة دون دول مثل الأمة العربية.
كل شيء عند العرب يصرخ بغياب الأمة والمواطن بنفس الدرجة. وأن تغييبهما لا ينتج دولة بل ينتج سلطة ورعية، وقبيلة وعشيرة وطائفة وأسرا حاكمة وزعامات وأتباعا. هنا ما زال الكاتبُ أو القائل يناقَشُ في أصله وفصله وهويته ومذهبة ومذهب أهله، وليس في مضمون قوله.
2- بين وجود جزئي وغياب كامل للمواطن والأمة والدولة ليس العرب معرَّضين فقط لحملات إعلامية بل يذروهم أي نسيم إعلامي كأنه إعصار. فتتفاوت الردود بين اجترار ما يقال في الغرب من "نيويورك تايمز" وحتى "تويتر"، وتسويق أية إشاعة إسرائيلية ترغب إسرائيل في نشرها بترجمتها إلى العربية وبثها في كل مكان من جهة، وردود الفعل العصبية الرافضة لأية معلومة أو رأي، دون فحص أو تمحيص من جهة أخرى.
"
- في الدول الاشتراكية سابقا اتخذ تعزيز المواطنة وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية أيضا شكل ارتداد ضد الدور المدفوع (أو المبرَّر فقط) بالأيديولوجيا خارج الحدود الوطنية. ومن هنا الردة لصالح الصهيونية وضد قوى التحرر الوطني في العالم في دول المعسكر الاشتراكي سابقا.
لقد أوهمتهم حكومات الحزب الواحد أن مستوى معيشتهم المتردي ليس ناجما عن جمود رأسمالية الدولة البيروقراطية وانعدام الديناميكية في الإنتاج والتوزيع والعرض والطلب، بل بسبب دعمها للشعوب خارجها. فظهر التردي الاقتصادي وكأنه تضحية مفروضة من أجل الغير. وارتبطت حركات التحرر في أذهان تلك الشعوب بالـ"نومنكلاتورا" والبيروقراطية الفاسدة وانعدام الديمقراطية.
7- وهذا ما سوف يحصل في إيران، على مستوى أوساط واسعة من الرأي العام ضد القضايا العربية، إذا لم تجد الدولة التوازن المناسب بين المواطنة ومهام الدولة داخليا وخارجيا.
نقول هذا مؤكدين ما كتبناه سابقا أن مؤسسات الدولة، والمنافسة السياسية المؤطرة، والرابط المذهبي تشكل عوائق جدية أمام تطور كهذا في إيران
....
- الخبر الأكثر أهمية في هذه الأثناء هو دخول دينيس روس (إياه) البيت الأبيض مستشارا لهذه الشؤون بعد أن عينته كلينتون مسؤول الملف في الخارجية. وهو الذي عمل طوال الحملة الانتخابية الرئاسية من قبل اللوبي الإسرائيلي لإقناع حملتي أوباما وماكين بالتوقيع على بيان تعهّد بمنع إيران من التمكن من إنتاج سلاح نووي في حالة الفوز بالرئاسة.
وقد وقع مركزا الحملتين في حينه فعلا على بيان كهذا. وبعدما نشرت كافة الأجهزة الأمنية الأميركية في تقريرهاNIE, (National Intelligence Estimate) للعام 2007 باسم 16 جهازا أمنيا واستخباريا أميركيا (الذي حاول ديك تشيني منع نشره) استنتاجها أنه ليس لدى إيران خطط لإنتاج سلاح نووي، كتب المذكور مقالا في وول ستريت جورنال تحت عنوان "كل إنسان يجب أن يقلق بشأن إيران".
إنه نفس دينيس روس الذي يعلن صراحة أنه يؤمن بتصعيد العقوبات إلى درجة إقفال الممرات المائية أمام صادرات إيران من النفط، ثم الانتقال إلى قصف شامل يشل قدرة إيران على إنتاج أي تكنولوجيا ويعيدها عقودا إلى الوراء. إنه نفس المسؤول الأميركي الذي بدأ الحملة على ياسر عرفات بعد أوسلو مباشرة، وعرقل إعادة الجولان كاملا في مفاوضات جنيف، وُعيِّن من قبل الوكالة اليهودية رئيس لجنة لفحص العلاقة بين إسرائيل ويهود الشتات. سيكون هذا الرجل قريبا من أذن أوباما في الشأن الإيراني. هذا خبر!
......
- نفس الإعلام الغربي بيَّض صفحة ياسر عرفات إلى درجة جائزة نوبل للسلام حين لزم، وحين لم يتابع بالاتجاه الذي يريدون عادوا لتشويه صورته وقتله سياسيا وحتى التمهيد لقتله جسديا. ويمكننا أن نتخيل نفس المسار لو فاز موسوي. ماذا لو توقف اندفاعه السياسي بالانفتاح على الغرب عند حد معين؟ كيف كانت نفس الصحافة ستخرج صوره من ماضيه الآخر "الإرهابي"؟
.....
- إذا كانت إيران الدولة الوطنية المنظمة بمؤسساتها تتعرض لمثل هذه الهجمة الإعلامية فتصمد وتحمي نفسها بمشروعها الوطني، فيمكننا أن نتخيل أثر ما تتعرض له أمة دون دول مثل الأمة العربية.
كل شيء عند العرب يصرخ بغياب الأمة والمواطن بنفس الدرجة. وأن تغييبهما لا ينتج دولة بل ينتج سلطة ورعية، وقبيلة وعشيرة وطائفة وأسرا حاكمة وزعامات وأتباعا. هنا ما زال الكاتبُ أو القائل يناقَشُ في أصله وفصله وهويته ومذهبة ومذهب أهله، وليس في مضمون قوله.
2- بين وجود جزئي وغياب كامل للمواطن والأمة والدولة ليس العرب معرَّضين فقط لحملات إعلامية بل يذروهم أي نسيم إعلامي كأنه إعصار. فتتفاوت الردود بين اجترار ما يقال في الغرب من "نيويورك تايمز" وحتى "تويتر"، وتسويق أية إشاعة إسرائيلية ترغب إسرائيل في نشرها بترجمتها إلى العربية وبثها في كل مكان من جهة، وردود الفعل العصبية الرافضة لأية معلومة أو رأي، دون فحص أو تمحيص من جهة أخرى.
"
No comments:
Post a Comment