"- أثناء كل حرب سجلت فيها المقاومة صمودا هَزَمَ العدوانَ وأفشل أهدافَه كانت الناس تخرج للتظاهر تضامنا، مجترحة تعبيرات غير مسبوقة عن الغضب على إسرائيل وعلى العجز العربي. وأمل البعض أن يتحوَّل هذا المزاج الشعبي إلى إعصار، أو يستقر على الأقل كحالة دائمة من التضامن مع المقاومة ورفض التسوية. وفي كل مرة يثبت أمر آخر تماما. فالناس تعود إلى أشغالها، وهذا طبيعي. والجمهور لا يحترف التظاهر. تسييس حركة الاحتجاج هو ضمان ديمومتها. ولا يمكن تسييسها في غياب المشاريع السياسية الحاملة لأفكار المقاومة سوية مع هموم المواطن من ضمن مشروعها للنهوض بالأمة..
......
ونحن نعرف من سلوك الأنظمة مع شعوبها وقادة الطوائف مع أبناء طوائفهم والطوائف الأخرى من أبناء بلدهم بعض الأمور عن مدى حساسيتهم لمعاناة البشر. فهل يمكن أن تكون لدى هؤلاء حساسية فعلا لمعاناة الفلسطينيين؟
ترتبط ردود فعل القوى السياسية بما فيها الدول على الوقائع بموقفها السياسي وزاوية نظرها المختلفة بقدر ما ترتبط بالوقائع ذاتها. فبالنسبة لمن دعم في حينه حرب العراق على إيران لم تعن معاناة العراقيين والإيرانيين شيئا، ولم تنعت وسائل الإعلام العربية الداعمة مقتل مئات الآلاف في حرب عبثية بأنه إبادة شعوب، بل غضَّت النظر حين كان موقفها داعما للحرب التي كلّفت بعضُ أيّامها عشرات آلاف الضحايا.
وكذلك الأمر إبان العدوان الأميركي واحتلال العراق، لقد غضّت النظر عن حجم المعاناة الناجمة عن التدخل الأميركي بدايةً، أي حين كان الهدف إسقاط نظام العراق وضرب هذه الدولة (التي سقطت لأنها لا تملك سلاحا نوويا وليس لأنها تملك سلاحا كهذا).
يتم تحدي خصوم المقاومة بالصمود وتخفيف الآلام لا تضخيمها، وتطوير المقاومة وجعل الاحتلال يدفع الثمن، وتقليل خسائر المقاومة، وإظهار القوة على التحمل حين تقع الخسائر، والحفاظ على التواضع والعلاقة السليمة مع المجتمع دون تبجح وإملاء.
أما ما يسمى الشرعية الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية فتساوي بين المحتل وبين الاحتلال فيما يتعلق بجرائم الحرب. وهي في أفضل الحالات تصلح لضبط سلوك الدول في الحروب أو ضد المدنيين، أما المقاومة فليست هذه ساحتها
.....
لا تغيير في سياسات العرب الذين يصفقون لرئيس أميركا بغض النظر عما يطرح. وهم لن يعترفوا لنا بأننا نرى التغيير إلا إذا وافقنا على أن أميركا سوف تقوم بكل ما يلزم مع إسرائيل نيابة عن العرب
.....
خيار الدولة العربية القُطرية الأول هو التسوية، أو للدقة "عملية السلام"، ولو دون تسوية، وينقلب إلى تنسيق أمني من قبل أي كيان عربي مع إسرائيل ضد كيانات عربية أخرى في زمن الانحطاط... كما جرى بين الدولة الصليبية وبعض الكيانات المحيطة
......
المقاومة حين تندمج في المنطق القُطري القائم، أو في مسايرة ثقافته الطائفية والعشائرية القائمة، قد تضحي بالهدف حماية لنفسها. ولكن نفسها دون الهدف ليست نفسها
....."
......
ونحن نعرف من سلوك الأنظمة مع شعوبها وقادة الطوائف مع أبناء طوائفهم والطوائف الأخرى من أبناء بلدهم بعض الأمور عن مدى حساسيتهم لمعاناة البشر. فهل يمكن أن تكون لدى هؤلاء حساسية فعلا لمعاناة الفلسطينيين؟
ترتبط ردود فعل القوى السياسية بما فيها الدول على الوقائع بموقفها السياسي وزاوية نظرها المختلفة بقدر ما ترتبط بالوقائع ذاتها. فبالنسبة لمن دعم في حينه حرب العراق على إيران لم تعن معاناة العراقيين والإيرانيين شيئا، ولم تنعت وسائل الإعلام العربية الداعمة مقتل مئات الآلاف في حرب عبثية بأنه إبادة شعوب، بل غضَّت النظر حين كان موقفها داعما للحرب التي كلّفت بعضُ أيّامها عشرات آلاف الضحايا.
وكذلك الأمر إبان العدوان الأميركي واحتلال العراق، لقد غضّت النظر عن حجم المعاناة الناجمة عن التدخل الأميركي بدايةً، أي حين كان الهدف إسقاط نظام العراق وضرب هذه الدولة (التي سقطت لأنها لا تملك سلاحا نوويا وليس لأنها تملك سلاحا كهذا).
يتم تحدي خصوم المقاومة بالصمود وتخفيف الآلام لا تضخيمها، وتطوير المقاومة وجعل الاحتلال يدفع الثمن، وتقليل خسائر المقاومة، وإظهار القوة على التحمل حين تقع الخسائر، والحفاظ على التواضع والعلاقة السليمة مع المجتمع دون تبجح وإملاء.
أما ما يسمى الشرعية الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية فتساوي بين المحتل وبين الاحتلال فيما يتعلق بجرائم الحرب. وهي في أفضل الحالات تصلح لضبط سلوك الدول في الحروب أو ضد المدنيين، أما المقاومة فليست هذه ساحتها
.....
لا تغيير في سياسات العرب الذين يصفقون لرئيس أميركا بغض النظر عما يطرح. وهم لن يعترفوا لنا بأننا نرى التغيير إلا إذا وافقنا على أن أميركا سوف تقوم بكل ما يلزم مع إسرائيل نيابة عن العرب
.....
خيار الدولة العربية القُطرية الأول هو التسوية، أو للدقة "عملية السلام"، ولو دون تسوية، وينقلب إلى تنسيق أمني من قبل أي كيان عربي مع إسرائيل ضد كيانات عربية أخرى في زمن الانحطاط... كما جرى بين الدولة الصليبية وبعض الكيانات المحيطة
......
المقاومة حين تندمج في المنطق القُطري القائم، أو في مسايرة ثقافته الطائفية والعشائرية القائمة، قد تضحي بالهدف حماية لنفسها. ولكن نفسها دون الهدف ليست نفسها
....."
No comments:
Post a Comment