Wednesday, July 8, 2009

رضاء بيريس ادانة للنظام المصري


رضاء بيريس ادانة للنظام المصري


"ان يعرب شمعون بيريس رئيس اسرائيل عن ارتياحه ورضاه عن نشاط قوات الامن المصرية في مكافحة عمليات التهريب عبر الانفاق بين مصر وقطاع غزة، فهذا امر يؤكد مجدداً على مدى تغول السلطات المصرية في تشديد الحصار على مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون حصاراً ظالماً في القطاع.
مكافحة عمليات التهريب عبر الانفاق من قبل قوات الامن المصرية تعني منع وصول الادوية والطعام والحاجات الضرورية الى الرازحين تحت وطأة الحصار، ولا نعتقد ان هذا الاطراء من قبل بيريس موضع فخر بالنسبة الى الحكومة المصرية، وانما هو موضع ادانة لها، وعنوان لتواطئها مع اشكال العدوان والحصار كافة على مواطنين عرب ومسلمين تربطهم روابط الدم والتاريخ والعقيدة مع ثمانين مليون مصري.
النظام المصري أقام الدنيا ولم يقعدها عندما تعرض موقفه المنحاز للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لانتقاد حكومات عربية، واعتبر هذا النقد مؤامرة على مصر وسيادتها، ولكنه لم يفعل اي شيء على الارض يبدد مثل هذه الاتهامات، بل يقدم الادلة يوماً بعد يوم لتأكيدها، ولا نعتقد ان بيريس يكذب عندما يقول لمجموعة الصحافيين الاسرائيليين الذين رافقوه في زيارته الى القاهرة ان التعاون الامني بين مصر واسرائيل يتعزز بشكل ملموس ويجري بشكل صحيح.
استقبال الرئيس مبارك لبيريس، وقبله لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في وقت تتعرض فيه اسرائيل للنبذ من دول اوروبية وعالمثالثية، بسبب مجازرها في قطاع غزة ومواصلتها الاستيطان في الاراضي المحتلة هو تشجيع لها، وكسر العزلة عنها، ومن قبل اكبر دولة عربية، ودفعها للمضي قدماً في السياسات المتطرفة التي تتبعها حالياً.
.....
فاذا كان السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله، الذي لا يستطيع مغادرة مكتبه دون اذن اسرائيلي، يرفض اي لقاء مع نتنياهو وبيريس، فلماذا يستقبلهما الرئيس مبارك زعيم اكبر دولة عربية، وفي مثل هذا التوقيت الذي تتعاظم فيه الضغوط على اسرائيل للتراجع عن غرورها وغطرستها، والقبول بالارادة الدولية؟
يبدو ان العلاقات بين النظام المصري واسرائيل تجاوزت مرحلة 'التطبيع البارد' الى مرحلة التحالف الاستراتيجي الكامل، فقد رأينا الغواصات النووية الاسرائيلية تعبر قناة السويس في اطار مناورات استعداداً لضرب ايران، وها هو بيريس يشيد علانية بدور الاجهزة الامنية المصرية في تجويع مليون ونصف المليون فلسطيني، كانوا وما زالوا امتداداً بشرياً وامنياً وثقافياً لمصر.
"

No comments: