Thursday, November 12, 2009

حافة الهاوية!


Good Analysis (Arabic)

"يتقاذف الساحة الفلسطينية خياران لا ثالث لهما إثر التطورات الأخيرة التي حجبت، ولو مؤقتا، فرص إنفاذ المصالحة الفلسطينية الداخلية، وإعلان الرئيس الفلسطيني منتهي الولاية محمود عباس مرسومه الرئاسي القاضي بإجراء الانتخابات شهر يناير المقبل.

الخيار الأول يتجه نحو نجاح المصالحة واستعادة الوفاق، فيما يتجه الآخر نحو التصعيد والانفصال التام، غير أن إبرام اتفاق المصالحة لا يعني رسوخ آلياتها على أرض الواقع، فيما لا يعني التصعيد بلوغ الانغلاق التام وفقدان الأمل من إمكانات الوفاق فيما بعد.
....
النظام الإقليمي والدولي اتخذ قراره الحاسم بشأن إنهاء حكم حماس، وإخراجها من دائرة المشهد السياسي الفلسطيني، وبات أكثر استعجالا لتذليل كل العراقيل التي تنتصب في وجه عباس وسلطة رام الله
....
الجهد المصري الذي مال نسبيا إلى توازن الأداء بين فتح وحماس اصطدم بصخرة التدخل الأميركي الذي لا زال يجترّ اشتراطات الرباعية كمحور ارتكاز لأي تعاطٍ سياسي مع إفرازات التجربة الديمقراطية الفلسطينية
......
يخطئ النظام الإقليمي والدولي حين يعتقد بإمكانية استسلام حماس أمام محاولات إخراجها القسري عبر البوابة الانتخابية، أو كسرها وخنق سلطتها وزجّها في دوامة الإرباك والاضطراب المتواصل
.....
وسط الأمواج المتلاطمة للأزمة الفلسطينية تتشكل أرضية مواتية لتدخل إسرائيلي خطير يلتقط سوء اللحظة السياسية، وتكالب الجميع على غزة الجريحة المنهكة بفعل الحصار، ليضرب ضربته الوحشية التي يستجمع فيها أهدافا متعددة
......
المخطئ الأكبر الذي لم يتعلم من دروس التجربة الفلسطينية الحافلة هو عباس وحركة فتح، فقد أعمتهم أحقادهم الشخصية والفئوية عن رؤية المصالح الوطنية، وحالت بينهم وبين فقه عبر الماضي القريب التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك استحالة إنهاء حماس أو تفكيك سلطتها بوسائل القهر العسكرية والسياسية المجردة، وانعدام القدرة على تغيير حقائق نفوذها وسيطرتها دون انتهاج آليات ديمقراطية سليمة ومبادئ وطنية أصيلة.
من المحال أن تسير الأمور فلسطينيا على النسق الفتحاوي الراهن، فقد اكتوى الفلسطينيون بنار الفساد السياسي والإداري والمالي والأخلاقي الذي رعته فتح –العمود الفقري والراعي الرسمي للسلطة- ردحا من الزمن، ولم يعد هناك متسع لتجربة إضافية تراكم مزيدا من الأزمات التي تختنق بها الساحة الفلسطينية، وترشحها لملامسة واقع أكثر مرارة وشقاء من ذي قبل"

No comments: