"....
لا بد من مراجعة عمليات التأريخ بين فترة وأخرى، ليس لمجرد اكتشاف وقائع جديدة أو الكشف عنها، ولا لمجرد اجتراح وسائل جديدة في النقد والبحث والتفكيك والتركيب، بل أيضا لأن خطابا سياسيا سائدا هُزِمَ حملتُه، أو ضعف داخليا وبات أكثر عرضة للنقد
......
من الإجراءات التي اتبعتها إسرائيل في عملية تهويد القدس, اختراع مفهوم القدس غير القابلة
للتفاوض, وإعادة تسمية الأماكن بأسماء توراتية, وتوسيع حدود المدينة, ومصادرة الأرض من العرب, وتقليل عدد السكان العرب, وفصل المدينة عن بقية الضفة الغربية
واجه سكان القدس العرب, بدون مؤسسات حقيقية, شبكة من المؤسسات القوية الغنية والطويلة
النفس, وبقيت لجنة القدس التي أقامتها منظمة المؤتمر الإسلامي بعد الاعتداء على المسجد الأقصى بالحرق منصة للخطابات والبيانات وحتى هذه شحت في الآونة الأخيرة
....
ولكن مع عملية التسجيل بالطابو حوّلت الأملاك المصادرة إلى ملكية خاصة للسكان اليهود كأفراد، وذلك في سابقة تتكرر حاليا في عملية خصخصة أملاك الغائبين، أي أملاك اللاجئين داخل المناطق التي احتلت عام 1948، وذلك في تصفية قضية اللاجئين والقدس حتى من الناحية الشكلية. إذ إن إسرائيل تقوم ببعثرتها إلى قضية ملكيات خاصة لأفراد مواطنين، بعد أن كانت أراضي دولة تعار لمواطنيها اليهود إعارة ولو لمدد 49 و99 عاما.
ولكن هذه الخصخصة تتم بحماية الدولة وبتخطيطها. هذه الخصخصة هي مشروع عام لتصفية ما هو عالق مثل قضية أملاك اللاجئين ومصير القدس الشرقية.
ولكن الخصخصة التي تقوم بها الأنظمة العربية هي ترك فلسطين للفلسطينيين، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو ترك القدس للمقدسيين ليصبحوا كالأيتام على موائد اللئام.
ومن هنا لا بد من قلب المعادلة، لكي تصبح كل القدس هي حرم شريف وكل فلسطين هي قدس، ولكي تكون القدس وفلسطين قضايا الأمة بأكملها وليس قضية الفلسطينيين وحدهم.
يصبح المنزل المعرض للهدم قضية كل المقدسيين إذا كانت القدس قضية الفلسطينيين، وقضية فلسطين هي قضية العرب، وهو النهج نفسه الذي لا يترك الفقر للفقراء ولا المرض للمرضى ولا التعليم للأهل وحدهم، إنه النهج نفسه الذي يبني أمما وشعوبا. تكتسب قضية القدس هنا رمزية من نوع آخر تماما.
"
لا بد من مراجعة عمليات التأريخ بين فترة وأخرى، ليس لمجرد اكتشاف وقائع جديدة أو الكشف عنها، ولا لمجرد اجتراح وسائل جديدة في النقد والبحث والتفكيك والتركيب، بل أيضا لأن خطابا سياسيا سائدا هُزِمَ حملتُه، أو ضعف داخليا وبات أكثر عرضة للنقد
......
من الإجراءات التي اتبعتها إسرائيل في عملية تهويد القدس, اختراع مفهوم القدس غير القابلة
للتفاوض, وإعادة تسمية الأماكن بأسماء توراتية, وتوسيع حدود المدينة, ومصادرة الأرض من العرب, وتقليل عدد السكان العرب, وفصل المدينة عن بقية الضفة الغربية
واجه سكان القدس العرب, بدون مؤسسات حقيقية, شبكة من المؤسسات القوية الغنية والطويلة
النفس, وبقيت لجنة القدس التي أقامتها منظمة المؤتمر الإسلامي بعد الاعتداء على المسجد الأقصى بالحرق منصة للخطابات والبيانات وحتى هذه شحت في الآونة الأخيرة
....
ولكن مع عملية التسجيل بالطابو حوّلت الأملاك المصادرة إلى ملكية خاصة للسكان اليهود كأفراد، وذلك في سابقة تتكرر حاليا في عملية خصخصة أملاك الغائبين، أي أملاك اللاجئين داخل المناطق التي احتلت عام 1948، وذلك في تصفية قضية اللاجئين والقدس حتى من الناحية الشكلية. إذ إن إسرائيل تقوم ببعثرتها إلى قضية ملكيات خاصة لأفراد مواطنين، بعد أن كانت أراضي دولة تعار لمواطنيها اليهود إعارة ولو لمدد 49 و99 عاما.
ولكن هذه الخصخصة تتم بحماية الدولة وبتخطيطها. هذه الخصخصة هي مشروع عام لتصفية ما هو عالق مثل قضية أملاك اللاجئين ومصير القدس الشرقية.
ولكن الخصخصة التي تقوم بها الأنظمة العربية هي ترك فلسطين للفلسطينيين، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو ترك القدس للمقدسيين ليصبحوا كالأيتام على موائد اللئام.
ومن هنا لا بد من قلب المعادلة، لكي تصبح كل القدس هي حرم شريف وكل فلسطين هي قدس، ولكي تكون القدس وفلسطين قضايا الأمة بأكملها وليس قضية الفلسطينيين وحدهم.
يصبح المنزل المعرض للهدم قضية كل المقدسيين إذا كانت القدس قضية الفلسطينيين، وقضية فلسطين هي قضية العرب، وهو النهج نفسه الذي لا يترك الفقر للفقراء ولا المرض للمرضى ولا التعليم للأهل وحدهم، إنه النهج نفسه الذي يبني أمما وشعوبا. تكتسب قضية القدس هنا رمزية من نوع آخر تماما.
"
No comments:
Post a Comment