An Excellent Analysis (Arabic)
By Dr. Abdul-Sattar Qassem
"اتفاقية كامب ديفيد المأساوية
انكشاف الأمن المصري
غزة وترتيبات سيناء
أمن النظام وأمن مصر
....
أصرّت إسرائيل على هذه الترتيات الأمنية في سلامها مع مصر والأردن، واتفاقياتها مع السلطة الفلسطينية، وأصبح هؤلاء العرب أدوات تسهر على راحة وأمن إسرائيل. بالنسبة لسيناء، تضع اتفاقية كامب ديفيد معايير أمنية منها:
1- تحتفظ مصر بلواء عسكري واحد إلى الغرب من ممري متلا والجدي الإستراتيجيين والواقعين تقريبا عل حافة الثلث الغربي من سيناء، وهو وجود عسكري رمزي هدفه فقط حفظ ماء الوجه لمصر. هذا لواء لا يقوى على الهجوم ولا على الدفاع، ولا يحق له إدخال معدات قتالية إضافية، ويخضع للرقابة المستمرة من قبل القوات الأجنبية الموجودة في سيناء.
2- بإمكان مصر الاحتفاظ بقوة شرطية في سيناء تحمل أسلحة فردية متمثلة بالبنادق الرشاشة والمسدسات وذلك بهدف حفظ الأمن الداخلي المدني، وملاحقة المتسللين، والإرهاب والإرهابيين. هذه قوة غير قتالية، ويخضع عملها وتسليحها للرقابة. وقد أيقن الجميع مؤخرا أن مصر لا تملك صلاحية زيادة هذه القوات أو تقليصها، أو تغيير قواعد ومجال عملها، وذلك عندما وجدت نفسها أمام نقص في الأفراد أثناء تدمير شعب غزة للحدود الاستعمارية بين غزة وسيناء. كان على مصر أن تطلب إذن إسرائيل بزيادة عدد القوات، وإدخال بعض مركبات مكافحة الشغب.
3- ليس بإمكان مصر تغيير الواقع السكاني والعمراني والإنشائي في سيناء بدون موافقة إسرائيل. فمثلا لا تستطيع بناء مدن وقرى جديدة ترفع من أعداد السكان في سيناء، الأمر الذي يعتبر حيويا لأمن مصر، ولا تستطيع إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية كيفما تشاء خاصة أن مثل هذه المشاريع تأتي بعمال من قلب مصر ويستقرون في سيناء. إسرائيل معنية ببقاء سيناء غير مأهولة حتى لا تواجه مشاكل أمنية مستقبلا، وهي لم تسمح إلا بتطوير مشاريع زراعية محدودة لم يكن لها تأثير إستراتيجي، وتطوير منتجعات سياحية تسهل مراقبتها أمنيا وعلى رأسها منتجع شرم الشيخ حيث يقيم الرئيس المصري أحيانا.
4- لا تستطيع مصر بناء مطارات عسكرية في سيناء، أو بناء مطارات مدنية يمكن أن تستقبل الطيران العسكري، ولا تستطيع أيضا التحليق فوق سيناء بطائرات عسكرية أو طائرات عمودية قتالية.
5- تشرف على سيناء من الناحيتين الأمنية والعسكرية قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، وتتمركز في ممري متلا والجدي، وتملك أجهزة إنذار مبكر وأدوات استطلاع ومراقبة على رأسها الأجهزة الفضائية. أميركا تملك صلاحيات الرقابة والتدقيق، وضباطها ودبلوماسيوها يتحركون في سيناء بحرية تامة، بل هم سادة سيناء، ويأمرون المصريين.
باختصار، مصر تتمتع بحكم ذاتي محدود في سيناء، ولا تستطيع ممارسة سيادة، وكل ما يسمعه العربي من مسؤولين مصريين حول سيادة مصر لا أساس له، وهو من قبيل التمنيات الهادفة إلى التبرير.
.....
مصر شبيهة بالسلطة الفلسطينية في رام الله من حيث الحصول على الأموال الأجنبية لقاء تحويل البلد إلى بؤرة عبث للأميركيين وحلفائهم الصهاينة.
أميركا متغلغلة في مصر، وتستطيع تنفيذ مهام بكفاءة عالية ضد النظام إذا شعرت أنه يخل بقواعد الإذعان، أو قواعد التعاون المطلوب. حصل النظام على بعض الخيرات، ومقابل ذلك عليه أن يقدم الكثير من التنازلات والخدمات ولو على حساب مصر.
أمن مصر الآن مكشوف إسرائيليا وأميركيا، وأي محاولة لاستعادته ستعرض النظام المصري للخطر. والسؤال: أيهما أهمّ أمن النظام أم أمن مصر؟ الجواب واضح لدى أغلب الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام مصر وهو أن أمن النظام أولى، وليذهب العرب إلى الجحيم إذا كانت خدمة العدو تخدم النظام.
....
النظام المصري يراعي المصالح والرؤى الأميركية على حساب المصالح القومية العربية والوطنية المصرية، ويفرط في الكثير من أسباب القوة ليتمسك بأسباب الضعف، وهو بذلك لا يخل بإستراتيجية أغلب الأنظمة العربية القائمة على الضعف والتبعية. ولهذا لا غرابة بأن أغلب الأنظمة العربية تتعاون مع إسرائيل سرا وعلانية، أكثر مما يتعاون بعضها مع بعض."
By Dr. Abdul-Sattar Qassem
"اتفاقية كامب ديفيد المأساوية
انكشاف الأمن المصري
غزة وترتيبات سيناء
أمن النظام وأمن مصر
....
أصرّت إسرائيل على هذه الترتيات الأمنية في سلامها مع مصر والأردن، واتفاقياتها مع السلطة الفلسطينية، وأصبح هؤلاء العرب أدوات تسهر على راحة وأمن إسرائيل. بالنسبة لسيناء، تضع اتفاقية كامب ديفيد معايير أمنية منها:
1- تحتفظ مصر بلواء عسكري واحد إلى الغرب من ممري متلا والجدي الإستراتيجيين والواقعين تقريبا عل حافة الثلث الغربي من سيناء، وهو وجود عسكري رمزي هدفه فقط حفظ ماء الوجه لمصر. هذا لواء لا يقوى على الهجوم ولا على الدفاع، ولا يحق له إدخال معدات قتالية إضافية، ويخضع للرقابة المستمرة من قبل القوات الأجنبية الموجودة في سيناء.
2- بإمكان مصر الاحتفاظ بقوة شرطية في سيناء تحمل أسلحة فردية متمثلة بالبنادق الرشاشة والمسدسات وذلك بهدف حفظ الأمن الداخلي المدني، وملاحقة المتسللين، والإرهاب والإرهابيين. هذه قوة غير قتالية، ويخضع عملها وتسليحها للرقابة. وقد أيقن الجميع مؤخرا أن مصر لا تملك صلاحية زيادة هذه القوات أو تقليصها، أو تغيير قواعد ومجال عملها، وذلك عندما وجدت نفسها أمام نقص في الأفراد أثناء تدمير شعب غزة للحدود الاستعمارية بين غزة وسيناء. كان على مصر أن تطلب إذن إسرائيل بزيادة عدد القوات، وإدخال بعض مركبات مكافحة الشغب.
3- ليس بإمكان مصر تغيير الواقع السكاني والعمراني والإنشائي في سيناء بدون موافقة إسرائيل. فمثلا لا تستطيع بناء مدن وقرى جديدة ترفع من أعداد السكان في سيناء، الأمر الذي يعتبر حيويا لأمن مصر، ولا تستطيع إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية كيفما تشاء خاصة أن مثل هذه المشاريع تأتي بعمال من قلب مصر ويستقرون في سيناء. إسرائيل معنية ببقاء سيناء غير مأهولة حتى لا تواجه مشاكل أمنية مستقبلا، وهي لم تسمح إلا بتطوير مشاريع زراعية محدودة لم يكن لها تأثير إستراتيجي، وتطوير منتجعات سياحية تسهل مراقبتها أمنيا وعلى رأسها منتجع شرم الشيخ حيث يقيم الرئيس المصري أحيانا.
4- لا تستطيع مصر بناء مطارات عسكرية في سيناء، أو بناء مطارات مدنية يمكن أن تستقبل الطيران العسكري، ولا تستطيع أيضا التحليق فوق سيناء بطائرات عسكرية أو طائرات عمودية قتالية.
5- تشرف على سيناء من الناحيتين الأمنية والعسكرية قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، وتتمركز في ممري متلا والجدي، وتملك أجهزة إنذار مبكر وأدوات استطلاع ومراقبة على رأسها الأجهزة الفضائية. أميركا تملك صلاحيات الرقابة والتدقيق، وضباطها ودبلوماسيوها يتحركون في سيناء بحرية تامة، بل هم سادة سيناء، ويأمرون المصريين.
باختصار، مصر تتمتع بحكم ذاتي محدود في سيناء، ولا تستطيع ممارسة سيادة، وكل ما يسمعه العربي من مسؤولين مصريين حول سيادة مصر لا أساس له، وهو من قبيل التمنيات الهادفة إلى التبرير.
.....
مصر شبيهة بالسلطة الفلسطينية في رام الله من حيث الحصول على الأموال الأجنبية لقاء تحويل البلد إلى بؤرة عبث للأميركيين وحلفائهم الصهاينة.
أميركا متغلغلة في مصر، وتستطيع تنفيذ مهام بكفاءة عالية ضد النظام إذا شعرت أنه يخل بقواعد الإذعان، أو قواعد التعاون المطلوب. حصل النظام على بعض الخيرات، ومقابل ذلك عليه أن يقدم الكثير من التنازلات والخدمات ولو على حساب مصر.
أمن مصر الآن مكشوف إسرائيليا وأميركيا، وأي محاولة لاستعادته ستعرض النظام المصري للخطر. والسؤال: أيهما أهمّ أمن النظام أم أمن مصر؟ الجواب واضح لدى أغلب الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام مصر وهو أن أمن النظام أولى، وليذهب العرب إلى الجحيم إذا كانت خدمة العدو تخدم النظام.
....
النظام المصري يراعي المصالح والرؤى الأميركية على حساب المصالح القومية العربية والوطنية المصرية، ويفرط في الكثير من أسباب القوة ليتمسك بأسباب الضعف، وهو بذلك لا يخل بإستراتيجية أغلب الأنظمة العربية القائمة على الضعف والتبعية. ولهذا لا غرابة بأن أغلب الأنظمة العربية تتعاون مع إسرائيل سرا وعلانية، أكثر مما يتعاون بعضها مع بعض."
No comments:
Post a Comment