Monday, April 19, 2010

قمّة الأمن النووي في واشنطن.. لماذا؟


".....
ومن هنا فكل هذا اللف والدوران يستهدف باكستان بالدرجة الأولى. وهذا الاستهداف لا يرمي إلى الحيلولة دون وصول مواد نووية لمجموعات إرهابية بقدر ما يرمي إلى وضع القنبلة النووية ومنشآتها ومستتبعاتها من حيث أتت تحت السيطرة الأميركية، أو إبعادها.

وجهة أخرى فما معنى أن يُعاد وضع "المجموعات الإرهابية" على رأس أولويات الإستراتيجية الأميركية بما لا يختلف كثيرا عن شعار جورج دبليو بوش: إعلان "الحرب العالمية على الإرهاب". فكما كانت هنالك مبالغة فاضحة في رفع الخطر الإرهابي إلى هذا المستوى، وعدم وضعه في حدوده، يُراد اليوم القول إن أكبر خطر على الأمن العالمي يمثله سعي مجموعات إرهابية للحصول على مواد نووية.

أي أننا أمام تكرار لإستراتيجية المحافظين الجدد من قِبَل من جاء ليُخلِّص أميركا والعالم من هذا الانحراف في تحديد الأولويات. ومن ثم ما ترتبّ عليه من نتائج وخيمة على شعوب بأسرها. وذلك حين ترجم شعار "الحرب على الإرهاب"، إلى حروب غزو واحتلال للعراق وأفغانستان وحروب عدوان على فلسطين 2002 ولبنان 2006، وعلى قطاع غزة في 2008-2009.

حقًّا إن كانت إستراتيجية بوش مأساة للعالم وحتى لأميركا فإن إستراتيجية أوباما ستكون مأساة وملهاة في آن واحد. وذلك حين تنحرف بوصلة تحديد الأولويات وتسعى لتأخذ دولاً أخرى معها لتبنّي الانحراف نفسه. هذا يعني أن أوباما رمى قرد أميركا، مرّة أخرى، على "طحين العالم الإسلامي": وذلك بإعطاء الأولوية لخطر المجموعات الإرهابية من دون أن يسمّيها "الإسلامية". وهذا هو التغيير الوحيد الذي أحدثه عن سلفه، والمحتوى واحد في الحالتين
....."

1 comment:

Anonymous said...

كامرت الموبيل مالتك أفضل من الكامرة اللي خذتها معاي للحج ..