عبد الستار قاسم
"أعتذر أولا للقراء عن صلافة العنوان، لكن صعُب علي إيجاد عنوان متناسب مع موجة الأكبر التي تتبناها السلطة الفلسطينية. السلطة ورئاسة الوزراء تحديدا منشغلة كثيرا بأكبر سدر كنافة، وأكبر طبق تبولة، وأكبررغيف مسخن، وربما في المستقبل أكبر دست مفتول، وأكبر طرحة منسف. ومن المحتمل أن أكبر خازوق للشعب الفلسطيني يتم تحضيره الآن ليصنع فرعا خاصا بالخوازيق في كتاب جينيس.
من المفهوم أن لبدنك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولوطنك عليك حقا. من أجل توازن نشاطات الحياة لا بد من مراعاة تماسك النفسية الإنسانية؛ ومن أجل أن يكون المرء قادرا على مواصلة أعماله وعطائه، لا بد أن يروح عن نفسه بين الحين والآخر. الترويح مهم من أجل راحة الأعصاب والمساعدة في التفكير السليم، ومن أجل المثابرة والصبر والاستمرار، وهو مهم للجميع من العامل في المزرعة إلى التاجر وأستاذ الجامعة، وإلى الجندي والمجاهد في سبيل الله، الخ، لكن كثرة الترويح تميت القلب وتدعو إلى التكاسل والتواكل وفقدان التوازن وضياع الهدف.
أرى أن الكثير من النشاطات الرسمية التي تتم الآن من افتتاح ما يسمى بالمشاريع إلى أكبر صحن وأكبر طنجرة وأشهى طبخة قد خرجت عن المعقول وعن فكرة الترويح، وأصبحت أدوات تلهي, كأن هناك من هو معني بإلهاء الشعب الفلسطيني وإبعاده عن قضاياه الحيوية المتعلقة بالحقوق الوطنية الثابتة. بسبب التركيبة القيادية وتدخلات الأمريكيين بكل صغيرة وكبيرة في الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، واستمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية التقليدية، وبسبب هذا التركيز على أعمال لا تبدو أنها ضمن استراتيحجية تحرير، أرى أن هناك من يعمل على تحويل أنظار الفلسطينيين إلى مسائل ساذجة وربما تافهة لكي تنساب المؤامرات من تحته دون أن يدري.
الكثير من النشاطات التي تتم حاليا تؤثر سلبا على الوعي الفلسطيني، وعلى مستوى التزامه بقضاياه، ويبدو لي أنها مقصودة ومبرمجة.
يحتاج الشعب الفلسطيني الآن للبحث في كيف يحرر نفسه من استعباد لقمة الخبز، وأن يتعلم الاعتماد على الذات ما أمكن، ويحتاج إلى تطوير مؤسساته التعليمية، وإلى البحث عن أسباب القوة لمواجهة العدو، وإلى استصلاح الأرض وبناء البيوت ومحاصرة الاستيطان والمحافظة على القدس، الخ. الشعب لا يحتاج إلى خطابات جوفاء في المناسبات وأعمال تغيّب وعيه الوطني، وإنما بحاجة لمن يعيد تقييم الأمور ويخرجه من هذا الوضع الذي آلت إليه الأمور، والذي قد يكون أكبر خازوق.
"
"أعتذر أولا للقراء عن صلافة العنوان، لكن صعُب علي إيجاد عنوان متناسب مع موجة الأكبر التي تتبناها السلطة الفلسطينية. السلطة ورئاسة الوزراء تحديدا منشغلة كثيرا بأكبر سدر كنافة، وأكبر طبق تبولة، وأكبررغيف مسخن، وربما في المستقبل أكبر دست مفتول، وأكبر طرحة منسف. ومن المحتمل أن أكبر خازوق للشعب الفلسطيني يتم تحضيره الآن ليصنع فرعا خاصا بالخوازيق في كتاب جينيس.
من المفهوم أن لبدنك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولوطنك عليك حقا. من أجل توازن نشاطات الحياة لا بد من مراعاة تماسك النفسية الإنسانية؛ ومن أجل أن يكون المرء قادرا على مواصلة أعماله وعطائه، لا بد أن يروح عن نفسه بين الحين والآخر. الترويح مهم من أجل راحة الأعصاب والمساعدة في التفكير السليم، ومن أجل المثابرة والصبر والاستمرار، وهو مهم للجميع من العامل في المزرعة إلى التاجر وأستاذ الجامعة، وإلى الجندي والمجاهد في سبيل الله، الخ، لكن كثرة الترويح تميت القلب وتدعو إلى التكاسل والتواكل وفقدان التوازن وضياع الهدف.
أرى أن الكثير من النشاطات الرسمية التي تتم الآن من افتتاح ما يسمى بالمشاريع إلى أكبر صحن وأكبر طنجرة وأشهى طبخة قد خرجت عن المعقول وعن فكرة الترويح، وأصبحت أدوات تلهي, كأن هناك من هو معني بإلهاء الشعب الفلسطيني وإبعاده عن قضاياه الحيوية المتعلقة بالحقوق الوطنية الثابتة. بسبب التركيبة القيادية وتدخلات الأمريكيين بكل صغيرة وكبيرة في الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، واستمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية التقليدية، وبسبب هذا التركيز على أعمال لا تبدو أنها ضمن استراتيحجية تحرير، أرى أن هناك من يعمل على تحويل أنظار الفلسطينيين إلى مسائل ساذجة وربما تافهة لكي تنساب المؤامرات من تحته دون أن يدري.
الكثير من النشاطات التي تتم حاليا تؤثر سلبا على الوعي الفلسطيني، وعلى مستوى التزامه بقضاياه، ويبدو لي أنها مقصودة ومبرمجة.
يحتاج الشعب الفلسطيني الآن للبحث في كيف يحرر نفسه من استعباد لقمة الخبز، وأن يتعلم الاعتماد على الذات ما أمكن، ويحتاج إلى تطوير مؤسساته التعليمية، وإلى البحث عن أسباب القوة لمواجهة العدو، وإلى استصلاح الأرض وبناء البيوت ومحاصرة الاستيطان والمحافظة على القدس، الخ. الشعب لا يحتاج إلى خطابات جوفاء في المناسبات وأعمال تغيّب وعيه الوطني، وإنما بحاجة لمن يعيد تقييم الأمور ويخرجه من هذا الوضع الذي آلت إليه الأمور، والذي قد يكون أكبر خازوق.
"
No comments:
Post a Comment