A SUPERB PIECE
BY Professor Abdul-Sattar Qassem
"تشن الولايات المتحدة الأميركية حربا شعواء لا هوادة فيها على الفلسطينيين في الوسط الشرقي من فلسطين (الضفة الغربية)، وهي تستعمل أساليب صفيقة وحقيرة وصلفة من أجل تركيع الشعب وتذليله وإذلاله وإخضاعه، وتحويله إلى مجرد جثث هوجائية تحل في أجساد بشرية حيوانية لا تعرف حقوقا، ولا تثأر لكرامة، ولا تبحث عن عزة وشأن.
يتعرض الوسط الشرقي من فلسطين لخطر داهم على يد الولايات المتحدة الأميركية، وهو خطر أشد من الخطر الذي يمثله الاحتلال الصهيوني، ذلك لأنه يهدف إلى هدم الشعب وتحويله إلى أفراد مرتزقة يقايضون، بوعي أو بدون وعي وطنهم وأعراضهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم بحفنة بسيطة من المال، وبمصالح معيشية يومية غير دائمة
.....
أمركا تعمل بجد واجتهاد على تحويل الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى فرقة من المرتزقة في روث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهناك من السياسيين والأكاديميين والعسكريين الفلسطينيين من يساعدها في ذلك، ويبرر لها أعمالها
.....
الهدف واضح وهو نزع الإرادة السياسية الفلسطينية من خلال نزع القدرة الفلسطينية على الاعتماد على الذات. صحيح أن الوسط الشرقي غير قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن السياسة الاقتصادية القائمة على تطوير الاقتصاد بطريقة متناسبة مع متطلبات التحرير لا يمكن أن تقبل زيادة الاعتماد على الآخرين، وخاصة عندما يكونون أعداء.
لقد أوجز لي أحد موظفي السلطة الأمر عندما دار حديث حول سحب جزء من السيارات الحكومية من أيدي مستخدميها بالقول: لقد تنازلت عن فلسطين مقابل السيارة، والآن لدي الاستعداد لأقاتل من أجل بقائها معي
.....
لقد ربّت أميركا العديد من الأشخاص على يديها على مدى سنوات طويلة، ومنهم الآن من يتبوؤون مراكز عليا في السلطة، ومنهم من يفاوضون. وفي كل مرة أسمع أحاديث عن المفاوضات والمقترحات والمقاربات، أشعر بالأسى على هذا الشعب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات لأن إسرائيل في الغالب تفاوض نفسها، أو تناقش مع ممثلي الولايات المتحدة الفلسطينيين
.....
هناك عدد لا بأس به من أساتذة الجامعات انضموا إلى أسطول المثقفين المتأمركين، والذين يتغذون على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. هؤلاء المثقفون هم أبطال الغسيل الثقافي الذي من شأنه طمس ثقافة الشعب والأمة لصالح ثقافة غازية لا تهدف إلا إلى السيطرة والهيمنة
.....
ومن يحكم الوسط الشرقي؟.. الذين يحكمون الوسط الشرقي هم المنسق الأمني الأميركي، والقنصل الأميركي في القدس، والمخابرات المركزية الأميركية. أما الوجوه التفلزيونية فهي فلسطينية. يعتمد هذا الثالوث على وكلاء أمن سريين وظاهريين، وعلى مؤسسة "يو أس إيد"، والبنك الدولي، وعلى المثقفين والسياسيين الفلسطينيين الذين قدموا أنفسهم لخدمة السياسة الأميركية، وعلى أجهزة أمنية فلسطينية. ربما لم يكن بعضهم راغبا في تقديم هذه الخدمة بداية، لكنه الآن متورط فيها حتى أذنيه، ولا يستطيع أن يخرج إلا إذا تغيرت الأحوال الفلسطينية في الوسط الشرقي بصورة جوهرية.
وخلاصة القول: إن الأميركيين في حربهم على الشعب الفلسطيني يحققون نجاحا في الوسط الشرقي (الضفة)، لكنهم لم يحسموا المعركة بعد. فما زالت هناك قوى كبيرة ومنتشرة على الساحة تقف في وجه هذا العدوان المستمر، وهي في الحقيقة فاعلة ومن الممكن أن تضع كوابح على التقدم الأميركي.
لكن هذا الغزو يمكن أن يصاب بضربة قوية إذا نشطت المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
"
BY Professor Abdul-Sattar Qassem
"تشن الولايات المتحدة الأميركية حربا شعواء لا هوادة فيها على الفلسطينيين في الوسط الشرقي من فلسطين (الضفة الغربية)، وهي تستعمل أساليب صفيقة وحقيرة وصلفة من أجل تركيع الشعب وتذليله وإذلاله وإخضاعه، وتحويله إلى مجرد جثث هوجائية تحل في أجساد بشرية حيوانية لا تعرف حقوقا، ولا تثأر لكرامة، ولا تبحث عن عزة وشأن.
يتعرض الوسط الشرقي من فلسطين لخطر داهم على يد الولايات المتحدة الأميركية، وهو خطر أشد من الخطر الذي يمثله الاحتلال الصهيوني، ذلك لأنه يهدف إلى هدم الشعب وتحويله إلى أفراد مرتزقة يقايضون، بوعي أو بدون وعي وطنهم وأعراضهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم بحفنة بسيطة من المال، وبمصالح معيشية يومية غير دائمة
.....
أمركا تعمل بجد واجتهاد على تحويل الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى فرقة من المرتزقة في روث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهناك من السياسيين والأكاديميين والعسكريين الفلسطينيين من يساعدها في ذلك، ويبرر لها أعمالها
.....
الهدف واضح وهو نزع الإرادة السياسية الفلسطينية من خلال نزع القدرة الفلسطينية على الاعتماد على الذات. صحيح أن الوسط الشرقي غير قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن السياسة الاقتصادية القائمة على تطوير الاقتصاد بطريقة متناسبة مع متطلبات التحرير لا يمكن أن تقبل زيادة الاعتماد على الآخرين، وخاصة عندما يكونون أعداء.
لقد أوجز لي أحد موظفي السلطة الأمر عندما دار حديث حول سحب جزء من السيارات الحكومية من أيدي مستخدميها بالقول: لقد تنازلت عن فلسطين مقابل السيارة، والآن لدي الاستعداد لأقاتل من أجل بقائها معي
.....
لقد ربّت أميركا العديد من الأشخاص على يديها على مدى سنوات طويلة، ومنهم الآن من يتبوؤون مراكز عليا في السلطة، ومنهم من يفاوضون. وفي كل مرة أسمع أحاديث عن المفاوضات والمقترحات والمقاربات، أشعر بالأسى على هذا الشعب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات لأن إسرائيل في الغالب تفاوض نفسها، أو تناقش مع ممثلي الولايات المتحدة الفلسطينيين
.....
هناك عدد لا بأس به من أساتذة الجامعات انضموا إلى أسطول المثقفين المتأمركين، والذين يتغذون على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. هؤلاء المثقفون هم أبطال الغسيل الثقافي الذي من شأنه طمس ثقافة الشعب والأمة لصالح ثقافة غازية لا تهدف إلا إلى السيطرة والهيمنة
.....
ومن يحكم الوسط الشرقي؟.. الذين يحكمون الوسط الشرقي هم المنسق الأمني الأميركي، والقنصل الأميركي في القدس، والمخابرات المركزية الأميركية. أما الوجوه التفلزيونية فهي فلسطينية. يعتمد هذا الثالوث على وكلاء أمن سريين وظاهريين، وعلى مؤسسة "يو أس إيد"، والبنك الدولي، وعلى المثقفين والسياسيين الفلسطينيين الذين قدموا أنفسهم لخدمة السياسة الأميركية، وعلى أجهزة أمنية فلسطينية. ربما لم يكن بعضهم راغبا في تقديم هذه الخدمة بداية، لكنه الآن متورط فيها حتى أذنيه، ولا يستطيع أن يخرج إلا إذا تغيرت الأحوال الفلسطينية في الوسط الشرقي بصورة جوهرية.
وخلاصة القول: إن الأميركيين في حربهم على الشعب الفلسطيني يحققون نجاحا في الوسط الشرقي (الضفة)، لكنهم لم يحسموا المعركة بعد. فما زالت هناك قوى كبيرة ومنتشرة على الساحة تقف في وجه هذا العدوان المستمر، وهي في الحقيقة فاعلة ومن الممكن أن تضع كوابح على التقدم الأميركي.
لكن هذا الغزو يمكن أن يصاب بضربة قوية إذا نشطت المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
"
No comments:
Post a Comment