Friday, November 12, 2010

إما الوحدة أو التنسيق مع إسرائيل


د. عبد الستار قاسم

".....
من يريد الوحدة، عليه ان يتوقف عن التنسيق الأمني، أي عليه أن يرفض الاعتراف بإسرائيل، ويرفض كل ما ترتب على هذا الاعتراف. وله أن يختار ما بين الوحدة مع شعبه أو خدمة عدو من كان شعبه. من يصافح العدو لا يصافح الشعب، ومن يلاحق بندقية مقاتل فلسطيني لا يدعي أمن الشعب، ومن يتواطأ مع العدو يتوارى عند الحديث عن الوطن والوطنية.

لكي نحل الأزمة، علينا أن نميز بين الأمن المدني والأمن الوطني. الأمن المدني يجب أن يكون بيد الشرطة، مع ضرورة إحداث تغيير جوهري في هيكليتها وإدارتها. أما الأمن الوطني فلا يمكن تحقيقه من خلال أجهزة أمنية علنية ذلك لأنها لا تملك القوة الكافية لمواجهة جيش نظامي كجيش إسرائيل.

الأمن الوطني يجب أن يكون بيد المقاومة التي يجب تطويرها بطريقة تتلافى أخطاء الماضي، واختراقات الصفوف، والعشوائية في العمل. ولهذا من الضروري حلّ الأجهزة الأمنية القائمة حاليا من مخابرات واستخبارات وأمن وقائي وغير ذلك، واستيعاب أفرادها في مؤسسات ومرافق مدنية. نحن لسنا بحاجة لمن يلاحقنا ويكتب فينا التقارير، ويطردنا من أعمالنا، ويحاربنا في لقمة عيشنا. نحن بحاجة لمن يقف معنا في مواجهة إسرائيل.

ولهذا مطلوب من حماس أن تتوقف عن المطالبة بإصلاح الأجهزة الأمنية لأنها في ذلك تعني أنها تريد أن تكون شريكا في إدارتها والسيطرة عليها. نحن لسنا بحاجة لهذه الأجهزة في الضفة الغربية، ويجب حلها.

المطلوب تطوير المقاومة على أسس علمية ومهنية، وإقامة قيادة موحدة سرية لها في مكان سري في هذا العالم، وعلينا أن نودع العلنية في العمل، والعنجهية في استخدام السلاح. وأظن أن الجميع أصبح على يقين بأن السلاح العلني في ظل الاحتلال إما سلاح خائن أو جاهل. وإذا كان لمحادثات المصالحة والوحدة أن تكون حقيقية فإنه مطلوب من حماس وفتح أن يوكلا الأمر لخبراء فلسطينيين ومستقلين للتفكير في الوضع الأمثل للشعب الفلسطيني، ووضع ميثاق جديد يلتزم به الجميع
."

No comments: