A VERY IMPORTANT ARTICLE BY AZMI BISHARA
".....
ربما كانت ثورة تونس المجيدة هي السبابة التي ضغطت على الزناد، وربما بلغ السيل الزبى على أية حال. وكان الزناد هو الشباب المصري الواعي والمثقف الذي يمثل نقيض الثقافة التي نشرها النظام
.....
كل من حاول أو يحاول أن يلخص مطلب المتظاهرين بذهاب الرئيس، إنما يسعى إلى احتواء الثورة أو إجهاضها والالتفاف عليها بإبقاء نظام الحكم كما هو
.....
الوعود في ظل الثورة لا تعني شيئا في غيابها. وقد ينتقل النظام إلى الهجوم على الثوار وفتح معسكرات الاعتقال لهم إذا سمح له بالاستمرار وفضت الثورة لأنه وعد
.....
تحتاج الثورة إلى مثقفين يبلورون ويصيغون أهدافها ويشرحونها وخططها الإستراتيجية، وليس أن يستغلوها في ترتيب علاقاتهم مع نظام قائم يفترضون دوامَه، أو لنصرة جناح على جناح داخل النظام
.....
ليس الموضوع عناد شخص وطباعه الشخصية بل إنها زمرة حاكمة تحاول الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وأن تنقذ نفسها في الصراع. إنه صراع سياسي وليس شخصيا
.....
لقد أخرجت الثورة المصرية من الشعب أفضل ما فيه، وأظهرت صورة من التمدن والتنوع والحوار والتواضع غير مألوفة في الحياة السياسية المصرية في ظل النظام. فمتى سمعنا آخر مرة خطيب يوم الجمعة يتحدث عن ملايين المصريين والمصريات أو يتحدث عن أخلاق الإسلام والمسيحية، ومتى رأينا هذا الكم من الرجال والنساء المحجبات وغير المحجبات دون ظواهر التحرش، ومتى رأينا الملايين تُنشد سوية وتسير في مظاهرات منظمة من دون فوضى؟
هذه الأنظمة المستبدة تخرج أسوأ ما في مجتمعات العرب عن تعصب وطائفية وجريمة في ظلها النظام. وقد رأينا عينات من قطعان البلطجية التي أطلقها النظام أو رجالاته ضد المتظاهرين، فظهر وجه النظام المتخلف والبدائي في مقابل الشعب المتحضر، خلافا لما يروج هو عن شعبه في الغرب الذي يحتاج برأيه إلى حكم الاستبداد لأنه متخلف.
أما حين يخرج الشعب ضدها فكأنه يمر لعملية تطهر من أوساخ وقذارات ثقافة هذه الأنظمة الاستبدادية. لم يبق إنسان مصري أو عربي إلا وانفعل وأبدى انفعاله من مظاهر الزهو والفرح التي رافقت مظاهرات يوم الثلاثاء (1 فبراير/شباط) أو يوم الجمعة (4 فبراير/شباط)، في مقابل وحشة وتخلف يومي الأربعاء والخميس 2 و3 فبراير/شباط.
لقد عاد الشعب إلى ذاته وعادت مصر متصالحة مع ذاتها، ويبدو أن العرب في المرحلة الحالية إنما يتصالحون مع ذاتهم عندما يخرجون ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة حالياً."
".....
ربما كانت ثورة تونس المجيدة هي السبابة التي ضغطت على الزناد، وربما بلغ السيل الزبى على أية حال. وكان الزناد هو الشباب المصري الواعي والمثقف الذي يمثل نقيض الثقافة التي نشرها النظام
.....
كل من حاول أو يحاول أن يلخص مطلب المتظاهرين بذهاب الرئيس، إنما يسعى إلى احتواء الثورة أو إجهاضها والالتفاف عليها بإبقاء نظام الحكم كما هو
.....
الوعود في ظل الثورة لا تعني شيئا في غيابها. وقد ينتقل النظام إلى الهجوم على الثوار وفتح معسكرات الاعتقال لهم إذا سمح له بالاستمرار وفضت الثورة لأنه وعد
.....
تحتاج الثورة إلى مثقفين يبلورون ويصيغون أهدافها ويشرحونها وخططها الإستراتيجية، وليس أن يستغلوها في ترتيب علاقاتهم مع نظام قائم يفترضون دوامَه، أو لنصرة جناح على جناح داخل النظام
.....
ليس الموضوع عناد شخص وطباعه الشخصية بل إنها زمرة حاكمة تحاول الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وأن تنقذ نفسها في الصراع. إنه صراع سياسي وليس شخصيا
.....
لقد أخرجت الثورة المصرية من الشعب أفضل ما فيه، وأظهرت صورة من التمدن والتنوع والحوار والتواضع غير مألوفة في الحياة السياسية المصرية في ظل النظام. فمتى سمعنا آخر مرة خطيب يوم الجمعة يتحدث عن ملايين المصريين والمصريات أو يتحدث عن أخلاق الإسلام والمسيحية، ومتى رأينا هذا الكم من الرجال والنساء المحجبات وغير المحجبات دون ظواهر التحرش، ومتى رأينا الملايين تُنشد سوية وتسير في مظاهرات منظمة من دون فوضى؟
هذه الأنظمة المستبدة تخرج أسوأ ما في مجتمعات العرب عن تعصب وطائفية وجريمة في ظلها النظام. وقد رأينا عينات من قطعان البلطجية التي أطلقها النظام أو رجالاته ضد المتظاهرين، فظهر وجه النظام المتخلف والبدائي في مقابل الشعب المتحضر، خلافا لما يروج هو عن شعبه في الغرب الذي يحتاج برأيه إلى حكم الاستبداد لأنه متخلف.
أما حين يخرج الشعب ضدها فكأنه يمر لعملية تطهر من أوساخ وقذارات ثقافة هذه الأنظمة الاستبدادية. لم يبق إنسان مصري أو عربي إلا وانفعل وأبدى انفعاله من مظاهر الزهو والفرح التي رافقت مظاهرات يوم الثلاثاء (1 فبراير/شباط) أو يوم الجمعة (4 فبراير/شباط)، في مقابل وحشة وتخلف يومي الأربعاء والخميس 2 و3 فبراير/شباط.
لقد عاد الشعب إلى ذاته وعادت مصر متصالحة مع ذاتها، ويبدو أن العرب في المرحلة الحالية إنما يتصالحون مع ذاتهم عندما يخرجون ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة حالياً."
No comments:
Post a Comment