AN EXCELLENT PIECE
"....
هنا يقرع أسماعنا من جديد سؤال (ماذا بعد؟). وبدورنا نصرخ به ملء أفواهنا في مواجهة من صدّعوا رؤوسنا بقصة الدولة، سواء كانت عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، أو بصيغة الفاتيكان، أو أي شيء آخر، ونتساءل من جديد عن الحل في رأيهم، وهل أن جواب محمود عباس التقليدي لهم بأن فشل التفاوض يستدعي المزيد من التفاوض، وأن بديل المفاوضات هو المفاوضات، هل يبدو هذا الجواب مقنعا لهم؟!
وإذا لم يكن كذلك، فهل يعتقدون أن النضال السلمي الذي يتحدث عنه عباس بين حين وآخر على استحياء سيكون حلا بالطريقة التي يجري ترتيبها في الضفة الغربية؟! وإذا كان الجواب المتعلق باستمرار المفاوضات غير مقنع بحال من الأحوال، حتى لو وقع استئنافها من جديد، فهل يبدو الجواب الآخر مقنعا؟!
من وجهة نظرنا التي يشاركنا فيها قطاع عريض من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، فإن المقاومة السلمية التي يتحدث عنها الرئيس الفلسطيني لا تعدو أن تكون ضحكا وتهدئة للجماهير وهروبا من سؤال البديل الذي يلاحقه أينما حل وارتحل، بينما الحقيقة أن بديله الوحيد هو التفاوض واستمرار التفاوض، وصولا إلى تكريس حل الدولة المؤقتة (في حدود الجدار) ذات النزاع الحدودي مع جارتها (هي ذاتها المرحلة الثانية من خريطة الطريق)، ولعل ذلك التوقيت سيكون الأنسب في حينه لحصول الدولة على الاعتراف الدولي الكامل، إذا لم يحدث قبل ذلك، وسيكون النزاع الحدودي بينها وبين جارتها محض نزاع عادي مثل كثير من النزاعات الأخرى، في حين يأمل الإسرائيليون أن يؤدي ذلك إلى إقناع قيادتها بمرور الوقت بحل نهائي يقترب من رؤيتهم فيما يخص قضايا القدس والأرض والسيادة (موضوع اللاجئين خارج التداول).
لا نقول ذلك لأننا ضد المقاومة السلمية، بل لأننا نشكك في أن الرجل يريد مقاومة سلمية حقيقية من اللون الذي يفرض التنازلات على المحتل، بل إننا نرى أن بوسع تلك المقاومة لو كانت جادة أن تفرض الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 من دون قيد أو شرط، ومن دون الاعتراف للعدو بما تبقى من أرض فلسطين التاريخية (هو فقط 78% منها كما تعلمون!!).
كيف يقنعنا القوم بأنهم جادون في مقاومة الاحتلال (سلميا) وهم ينسقون معه أمنيا آناء الليل وأطراف النهار، ويواصلون اعتقال المجاهدين وضرب أية أسس فكرية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية للمقاومة في الضفة الغربية؟!
من المدارس إلى الجامعات إلى المساجد ومؤسسات المجتمع المدني، وضمن رؤية هدفها إعادة تشكيل الوعي الجمعي للناس، تدور رحى معركة شرسة من أجل ضرب أسس المقاومة في الضفة الغربية، ومع ذلك يتبجح القوم بالحديث عن المقاومة السلمية.
المقاومة السلمية الناجعة ضد الاحتلال ليست استعراضا في ميدان المنارة في رام الله أو مظاهرة أسبوعية في بلعين ونعلين وسواها، بل هي اشتباك دائم مع حواجز الاحتلال وجنوده ومستوطناته ودماء وتضحيات، ورفض للتنسيق الأمني وإعادة تشكيل لوعي المجتمع في اتجاه الاكتفاء الذاتي ورفض المعونات المشروطة وحشد جماهير الأمة في الصراع، مع حث الشتات الفلسطيني على التحرك بكل الوسائل من خلال الحدود المجاورة.
هذه هي المقاومة السلمية، فهل لدى القوم نوايا من هذا النوع؟ كلا بالتأكيد، أقله حتى الآن. ونحن نعرف أن قيادة تريد السير في هذا المضمار ينبغي أن تضع روحها على كفها وتشرع في المواجهة. أما الذين يعملون على توفير أجواء "البزنس" الناجح لأبنائهم وأقاربهم، ومن ينتظرون بطاقات "الفي آي بي" من المحتل، فليست لديهم نوايا مقاومة، وهم ليسوا مؤهلين لذلك بأي حال.
نستأذن القراء الأعزاء في أخذ هذا الاقتباس الطويل للتسلية والفائدة، وهو جزء من مقال للكاتب الإسرائيلي والمحلل الأمني والعسكري المعروف إليكس فيشمان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 16/9/2011، وكان بعنوان "خطة ضبط النفس".
....
"
"....
هنا يقرع أسماعنا من جديد سؤال (ماذا بعد؟). وبدورنا نصرخ به ملء أفواهنا في مواجهة من صدّعوا رؤوسنا بقصة الدولة، سواء كانت عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، أو بصيغة الفاتيكان، أو أي شيء آخر، ونتساءل من جديد عن الحل في رأيهم، وهل أن جواب محمود عباس التقليدي لهم بأن فشل التفاوض يستدعي المزيد من التفاوض، وأن بديل المفاوضات هو المفاوضات، هل يبدو هذا الجواب مقنعا لهم؟!
وإذا لم يكن كذلك، فهل يعتقدون أن النضال السلمي الذي يتحدث عنه عباس بين حين وآخر على استحياء سيكون حلا بالطريقة التي يجري ترتيبها في الضفة الغربية؟! وإذا كان الجواب المتعلق باستمرار المفاوضات غير مقنع بحال من الأحوال، حتى لو وقع استئنافها من جديد، فهل يبدو الجواب الآخر مقنعا؟!
من وجهة نظرنا التي يشاركنا فيها قطاع عريض من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، فإن المقاومة السلمية التي يتحدث عنها الرئيس الفلسطيني لا تعدو أن تكون ضحكا وتهدئة للجماهير وهروبا من سؤال البديل الذي يلاحقه أينما حل وارتحل، بينما الحقيقة أن بديله الوحيد هو التفاوض واستمرار التفاوض، وصولا إلى تكريس حل الدولة المؤقتة (في حدود الجدار) ذات النزاع الحدودي مع جارتها (هي ذاتها المرحلة الثانية من خريطة الطريق)، ولعل ذلك التوقيت سيكون الأنسب في حينه لحصول الدولة على الاعتراف الدولي الكامل، إذا لم يحدث قبل ذلك، وسيكون النزاع الحدودي بينها وبين جارتها محض نزاع عادي مثل كثير من النزاعات الأخرى، في حين يأمل الإسرائيليون أن يؤدي ذلك إلى إقناع قيادتها بمرور الوقت بحل نهائي يقترب من رؤيتهم فيما يخص قضايا القدس والأرض والسيادة (موضوع اللاجئين خارج التداول).
لا نقول ذلك لأننا ضد المقاومة السلمية، بل لأننا نشكك في أن الرجل يريد مقاومة سلمية حقيقية من اللون الذي يفرض التنازلات على المحتل، بل إننا نرى أن بوسع تلك المقاومة لو كانت جادة أن تفرض الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 من دون قيد أو شرط، ومن دون الاعتراف للعدو بما تبقى من أرض فلسطين التاريخية (هو فقط 78% منها كما تعلمون!!).
كيف يقنعنا القوم بأنهم جادون في مقاومة الاحتلال (سلميا) وهم ينسقون معه أمنيا آناء الليل وأطراف النهار، ويواصلون اعتقال المجاهدين وضرب أية أسس فكرية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية للمقاومة في الضفة الغربية؟!
من المدارس إلى الجامعات إلى المساجد ومؤسسات المجتمع المدني، وضمن رؤية هدفها إعادة تشكيل الوعي الجمعي للناس، تدور رحى معركة شرسة من أجل ضرب أسس المقاومة في الضفة الغربية، ومع ذلك يتبجح القوم بالحديث عن المقاومة السلمية.
المقاومة السلمية الناجعة ضد الاحتلال ليست استعراضا في ميدان المنارة في رام الله أو مظاهرة أسبوعية في بلعين ونعلين وسواها، بل هي اشتباك دائم مع حواجز الاحتلال وجنوده ومستوطناته ودماء وتضحيات، ورفض للتنسيق الأمني وإعادة تشكيل لوعي المجتمع في اتجاه الاكتفاء الذاتي ورفض المعونات المشروطة وحشد جماهير الأمة في الصراع، مع حث الشتات الفلسطيني على التحرك بكل الوسائل من خلال الحدود المجاورة.
هذه هي المقاومة السلمية، فهل لدى القوم نوايا من هذا النوع؟ كلا بالتأكيد، أقله حتى الآن. ونحن نعرف أن قيادة تريد السير في هذا المضمار ينبغي أن تضع روحها على كفها وتشرع في المواجهة. أما الذين يعملون على توفير أجواء "البزنس" الناجح لأبنائهم وأقاربهم، ومن ينتظرون بطاقات "الفي آي بي" من المحتل، فليست لديهم نوايا مقاومة، وهم ليسوا مؤهلين لذلك بأي حال.
نستأذن القراء الأعزاء في أخذ هذا الاقتباس الطويل للتسلية والفائدة، وهو جزء من مقال للكاتب الإسرائيلي والمحلل الأمني والعسكري المعروف إليكس فيشمان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 16/9/2011، وكان بعنوان "خطة ضبط النفس".
....
"
No comments:
Post a Comment