Friday, September 16, 2011

"عروبة" أردوغان وأتركة العربان!../



A VERY GOOD PIECE

زهير أندراوس

Arabs48.com

"....
.....
مضافًا إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تركيّا أعلنت يوم الخميس، الـ15 من أيلول (سبتمبر) الجاري، رسميًا، عن نصب صواريخ الإنذار المبّكر على أراضيها للتجسس على "حليفتها" إيران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى تحذير أنقرة، أيْ أنّ تركيا بالعربيّ الفصيح، تخدم إسرائيل من حيث تدري أوْ لا تدري، إذ أنّ التنسيق الأمنيّ بين واشنطن وتل أبيب هو على درجةٍ عاليةٍ جدًا، أمّا الإدعاء بأنّ الموافقة التركيّة على الخطوة الأمريكيّة جاءت بفعل كون أنقرة عضوًا في حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، فهو عذر أقبح من ذنب، كما نرى أنّ هنا المكان وهذا هو الزمان للتذكير بأنّ تركيّا، خلافًا لـ(الشقيقتين)، بوليفيا وفنزويلا، لم تقطع حتى كتابة هذه السطور علاقاتها الدبلوماسيّة مع إسرائيل، كما أنّ حجم التبادل التجاريّ بين الدولتين، منذ بداية العام الحاليّ، وصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار، ناهيك عن أنّ أردوغان لم يُلغ الاتفاقيًات العسكريّة والأمنيّة مع تل أبيب، إنّما جمّدها فقط.

***

وهناك نقطة أخرى يجب الالتفات إليها: تركيًا حليفة قويّة لأمريكا منذ غابر الأزمان، وتربطهما علاقات إستراتيجيّة قويّة للغاية، كذلك الحال بالنسبة لإسرائيل، ومن هنا، لا نعتقد أنّ واشنطن ستسمح للحليفتين الأكثر أهميّة لها في الشرق الأوسط بالدخول في حرب طاحنة بينهما، وعليه فإنّ تهديد إردوغان بأنّه لا يستبعد إرسال بوارج حربيّة مستقبلاً لمرافقة سفن كسر الحصار إلى غزة، هو تهديد فارغ المضمون، ولن يخرج إلى حيّز التنفيذ، ذلك أنّه يصب في مصلحة إيران، التي تناصبها تركيّا العداء بسبب تضارب مصالحهما وتناقض تحالفاتهما في المنطقة.

***

عند الامتحان يُكرّم المرء أوْ يُهان، هكذا قالت العرب، وعليه نقول لرئيس الوزراء التركيّ: لا نريد بوارج حربيّة ولا نريد سفن معونات، نريد فقط أنْ نعرف الحقيقة، الحقيقة وفقط الحقيقة بدون رتوش: لماذا عدلت عن زيارة قطاع غزة المحاصر؟ ما الذي منعك من ذلك؟ هل صحيح أنّ الحليفة أمريكا "طلبت" منك عدم القيام بهذه الزيارة الخطيرة؟ أمْ أنّك اقتنعت بأنّ هذه الزيارة ستزيد من قوة حماس وستُضعف الرئيس غير الرئيس، عبّاس؟

***

باسم الشعب العربيّ الفلسطينيّ، وباسم إخوتنا المحاصرين في غزة نقول لك بدون لفٍ أوْ دوران: لا، لا، ومرّة أخرى لا: لا تستغل مأساة القطاع لكسب المزيد من النقاط، حصار قطاع غزة الإجراميّ من قبل إسرائيل ليس معروضًا بالمزاد العلنيّ لهذا الزعيم أوْ ذاك، وبما أننّا من الناطقين بالضاد وحتى لغتنا العاميّة فصيحة نقول لحضرتك وبأعلى الصوت: خيّط بغير هال...مسلة
!"

No comments: