لميس اندوني
حملة التحريض على الاخوان المسلمين, التي تصل حد الدعوة الى اصطفاف المجتمع والاطياف السياسية ضدهم, لا تهدد بتقليص مساحة الحوار السياسي والفكري فقط ,بل قد تهدد السلم الاهلي ايضا.
فاتهام الاخوان بأنهم "جماعة التوطين", التي بالمناسبة اصبحت تهمة جاهزة عند البعض بهدف اسكات الحديث حول الحقوق المدنية, تحمل في طياتها خطر اثارة احد مكوني المجتمع الاردني ضد المكون الثاني ويمنع اي حوار صريح وبناء حول العلاقة الاردنية- الفلسطينية.
إن حملات التحريض ضد الاخوان وشيطنتهم, مع احتفاظي بحقي وحق غيري بنقد وحتى معارضة الحركة, تتناقض مع هدف اقامة نظام سياسي يضمن ويصون التعددية السياسية, فمن المرفوض تقسيم المجتمع الى "وطني" و ضمنياً, وإن لم يكن حرفياً, "عميل" على طريقة الرئيس جورج بوش القائلة بأن "من ليس معي فهو ضدي", وفي الحالة الاردنية يذهب البعض الى تطوير المقولة الى معنى اكثر تطرفاً فتصبح "من ليس معي فهو غير وطني" او حتى "عميل".
للاسف هذا التفكير, الذي تقويه التغذية الرسمية للعصبوية, بدأ يتغلغل في المجتمع وأصبحنا نرى الاصطفافات الانقسامية تتفشى وتتغلغل في الحراك الشعبي حيث اختلطت الافكار والمطالبات التقدمية بمفاهيم اقصائية تحت شعارات يسارية تتناقض مع الفكر والقيم اليسارية المتمثلة بالعدالة والمساواة.
No comments:
Post a Comment