Tuesday, May 1, 2012
هذا التصعيد السياسي المذهبي إلى أين؟
"معركة كلامية لا تتوقف بين رئيس الوزراء التركي أردوغان، وبين نظيره العراقي نوري المالكي، ويتطوّع الطرفان والمتحدثون باسمهما في الردِّ والهجوم على نحو غير مسبوق، بينما "يحج" المالكي إلى طهران في زيارة ليومين لا يمكن النأي بها بعيدا عن جهة التصعيد مع الجار التركي، فضلا عن عموم الوضع الذي تعيشه المنطقة وفي مقدمته الثورة السورية. وتصل الحفاوة بالضيف العراقي حدّ الحديث عن وحدة بين البلدين (إيران والعراق)!!
.....
زيارة أحمدي نجاد للجزر الإماراتية المحتلة، لا تبتعد عن التعاون الإماراتي في تطبيق العقوبات الغربية على إيران، والتي أخذت تلقي بظلالها على الاقتصاد الإيراني المتعَب
.....
بات الاستنفار المذهبي في أعلى تجلياته بعد انحياز إيران وحلفائها للنظام السوري، ومدِّه بكل ما يحتاج من المال والسلاح والدعم السياسي
.....
مشهد بالغ التعقيد والخطورة من دون شك، ولن تتفكك رموزه قبل بلوغ الكثير من الملفات العالقة مداها، الأمر الذي قد يقنع سائر الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم على قواسم مشتركة تخدم الجميع بعيدا عن الحشد المذهبي، وبعيدا عن لغة الاستخفاف بالآخرين، وفي ظني أنه من دون شفاء إيران من مرض غرور القوة الذي يتلبسها، وصعودٍ عربي يخلق توازنا في عناصر القوة، لن يبدأ الحوار بشكل متوازن.
في خاتمة هذا الصراع لن يبقى نظام الأسد، ولا بد من عودة التوازن للساحة العراقية، ومعها اللبنانية، من دون أن يعني ذلك تقليلا من شأن إيران، لأن الأخيرة مهمة بذاتها من دون هذه الملفات، فضلا عن حاجتها كدولة إلى الاهتمام بشأنها الداخلي ورفاه مواطنيها، بعيدا عن دولة المذهب الشيعي، ذلك الذي يمكنه التعايش مع غالبية الأمة السنية من دون تحريض في حال ساد التفاهم السياسي.
الربيع العربي بدوره سيفضي بعد زمن يصعب الجزم بمداه إلى إحداث تغييرات في أنظمة الحكم على نحو يعلي من شأن الإنسان، بصرف النظر عن عرقه ومذهبه (يشمل ذلك مظالم الأقليات في الدول العربية وفي إيران)، ولتكون النتيجة صيغة أقرب إلى التعايش، وربما التعاون؛ غير بعيدة عن تلك التي وصلت إليها أوروبا بعد حروب أهلية وبينية (بعضها بنكهة مذهبية أيضا) كانت حصيلتها عشرات الملايين من الضحايا، والأمل أن تمر هذه المرحلة (عربيا وإسلاميا) دون الكثير من الضحايا والدماء.
وإذا حدث ذلك فستكون المحطة التالية هي حسم الصراع مع المشروع الصهيوني الذي يشكل عدوًا مشتركا للجميع، مع قدر كبير من التحرر من تبعات الهيمنة والابتزاز الخارجي الذي يتكسب من سياسة "فرق تسد" ويعمل على تعزيزها بكل ما أوتي من قوة.
"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment