Sunday, September 16, 2012

كيف يتعامل الغرب مع الثورة السورية؟


"...
يذرف مسؤولون غربيون دموع التماسيح على الضحايا السوريين، ثم يشرعون في استعراض ما قدموه من دعم لهم. وحين تستمع إليهم لا يخطر ببالك غير أن تقول لكل واحد منهم "تبا لك، أهذه مساعدات تستحق الذكر؟!"
....
لا نعني هنا بالرفض، رفض تزويد الثوار بالسلاح، بل عدم السماح للجهات الداعمة للثورة بتزويدها بالسلاح أيضا، أي أن هناك فيتو غربي على رفع سقف التسليح، وهذا الفيتو يكبل يد تركيا ويد بعض العرب أيضا، لأن أيا من هؤلاء لا يريد تحمل المسؤولية وإغضاب واشنطن والغرب.

لا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يضاف إليه التركيز المفرط على مسألة الجهاديين في الثورة السورية. فبينما يتحدث العارفون عن نسبة لا تتجاوز خمسة في المائة في أعلى التقديرات (وهم مقاتلون متدينون ينتمي بعضهم للتيار السلفي الجهادي)، تصر الدوائر الغربية على رفعها إلى حد مذهل، حتى وصل الحال بجراح فرنسي إلى حد القول لوكالة رويترز إن نصف من عالجهم في حلب كانوا من الجهاديين.

ولا تكاد وسائل الإعلام الغربية تخلو في أي يوم من تقارير تركز على هذا الجانب، وبالطبع في سياق من تبرير رفض الدعم، بل في سياق من التخويف من الثورة ومآلاتها أيضا
....
في هذا السياق يأتي الإصرار الفرنسي على سبيل المثال على إيجاد دور لمناف طلاس رغم أنه لا يبدو أن هناك أحدا مقتنعا به في دوائر الثورة، مع أن الأمر لا يتعلق بشخصه، وإنما بعموم التدخلات التي تأتي بنية الاختراق أكثر من نية مساعدة الثوار
....
هذا هو البُعد الأهم، الذي تحدثنا عنه عشرات المرات، أعني البعد المتعلق بالمصلحة الصهيونية التي تركز على أسئلة المستقبل المتعلقة بسوريا، وحيث لا يريد الصهاينة مما يجري غير إطالة أمد المعركة من أجل تدمير البلد وإشغاله بنفسه لعقود.

لو أرادت واشنطن تغيير الموقف الروسي والصيني لما أعجزها ذلك، ولو أرادت مد الثورة بالأسلحة التي تعين على الحسم لما احتاجت إلى قرار من مجلس الأمن، ولكن مصلحتها في استمرار الوضع، أعني مصلحة الكيان الصهيوني التي تحكم قرار السياسة الخارجية في الولايات المتحدة.

من هنا يمكن القول إن تحولات موقف واشنطن والغرب مرتبطة بقراءتهم لتطورات الوضع على الأرض، إذ إن إمكانية تدخلهم المباشر في اللحظات الأخيرة للسيطرة على الأمور ليست مستبعدة، اللهم إلا إذا فاجأتهم الثورة بحسم سريع، أو فاجأهم النظام بانهيار مماثل أيضا
....."

No comments: