رأي القدس
صور ومشاهد جثامين الاطفال والنساء اثر مجزرة في ريف دمشق راح ضحيتها المئات كانت مروعة.
فقد ارتكبت قوات النظام السوري فجر امس مجزرة مرعبة وغير مسبوقة بقصفها الغوطة الشرقية والغربية، واظهرت اشرطة الفيديو عبر الفضائيات او ‘اليوتيوب’ جثامين اطفال ورضع، وصورا لاطفال في حالات اغماء او اختناق، ولم تظهر اي اثار للدماء، وتحدثت طواقم طبية عن اعراض على الضحايا، منها اطراف باردة ورغوة تخرج من الافواه او اتساع في بؤبؤ العين، وكلها تدل على تعرضهم لغاز الاعصاب وبالتحديد غاز السارين.
وما يثير الدهشة ان يتم ارتكاب هذه المجزرة بوجود فريق التفتيش الدولي على بعد كيلومترات معدودة، وكان من الواجب ان يتحرك فورا لتأمين زيارته لموقع المجزرة للتحقيق، ومن المفترض ان تسهل حكومة دمشق هذه الخطوة، على الاقل للتأكيد على مزاعم براءتها من استخدام الاسلحة الكيماوية.
ويمكن الاشارة الى ثلاث نقاط ادت لاستهداف ريف دمشق بهذا الشكل الوحشي، فيبدو اولا ان النظام ارتكب هذه المجزرة انتقاما من توسيع قوات المعارضة للعمليات العسكرية في مناطق الساحل السوري، وقرى العلويين والتي يعتبرها النظام خطا احمر.
والنقطة الثانية هي تعمد النظام استهداف غوطة دمشق بسبب تحسن وضع المعارضة وجودا وتسليحا فيها، كما يبدو ان المعارضة تجد ترحيبا شعبيا اكبر من السكان في غوطة دمشق. والنقطة الثالثة ان نظام الرئيس بشار الاسد يبعث بهذه المجزرة رسالة للمجتمع الدولي للتعبير عن عدم ارتياحه من تحضيرات مؤتمر جنيف، ويبدو انه يحاول استعجاله لفرض شروطه وهو بوضع عسكري افضل على الارض.
نظام الاسد بارتكابه هذه المجزرة يستفز المجتمع الدولي، ويتحدى الادارة الامريكية التي اعتبرت استخدام الاسلحة الكيماوية خطا احمر، وهو يرد ليقول للعالم انه هو الذي يحدد الخطوط والوانها، وهو الذي يحدد ماذا يريد.
بعد ساعات من ارتكاب المجزرة عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا مساء امس، تلبية لدعوات عدة اطراف. لكن وامام هول المشاهد من غوطة دمشق، هل يهم ان انعقد مجلس الامن ام لم ينعقد؟ وهل يهم ان اعرب عن استغرابه او ندد او استنكر او اعرب عن قله البالغ او الشديد، لن يؤثر ذلك شيئا طالما انه اكتفى بالبيانات الرنانة، وطالما بقي بعيدا عن استخدام البند السابع.
وكما توقعنا ستشكك روسيا وربما الصين ايضا بالتقارير عن المجازر، وربما تتهمان المعارضة بارتكابها.
هذه المجزرة المروعة، التي راح ضحيتها اكثر من الف شخص، نصفهم من الاطفال والنساء الذين قتلوا وهم نيام، ارتكبها المجتمع الدولي، بأيدي نظام بشار الاسد. فسكوته واكتفاؤه بالبيانات طوال العامين الماضيين اديا لهذه النتيجة.
No comments:
Post a Comment