مفاجآت سورية جديدة
رأي القدس
تسرّبت أنباء عن قرب قيام «جبهة النصرة» السورية إعلان انفكاكها عن تنظيم «القاعدة». يأتي ذلك بعد إشارات صريحة أرسلها التنظيم السنة الماضية حين طالب الأمم المتحدة بإخراجه من لائحته للمنظمات الإرهابية ورفعه علم الثورة السورية على معبر القنيطرة في هضبة الجولان السورية بعد الاستيلاء عليها من النظام في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بدلاً من خاتم النبي محمد الذي يستخدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» و»الجبهة» راية لهما، والذي أصبح نقطة علام تعلن تحدّي القوانين الأممية ودالة على انتهاكات لا تحصى قام بها تنظيم «الدولة الإسلامية» بينما حاولت «النصرة» ما استطاعت النأي بنفسها عنها.
ويتذكر السوريون طريقة تعامل «النصرة» مع راهبات دير مار تقلا في بلدة معلولا وامتداح رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف بعد عودتها إلى دمشق أمير الجبهة في منطقة القلمون علناً وبدون خوف من أجهزة أمن النظام السوري التي ما لبث موالوها أن شنّوا حرباً هوجاء عليها مطالبين بطردها من الكنيسة لـ»تعاطفها مع المجرمين».
يتعلّق التوجّه السياسي المذكور لـ»جبهة النصرة» بعوامل عديدة منها:
التنامي الكبير لنفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي أدّى إلى صراعات عسكرية بين الجهتين ومهّد الأسباب اللازمة لحصول افتراقات في القراءة السياسية و»الشرعيّة» للواقع السوري والعربي والعالمي.
- حاجة قوى عربية وغير عربية فاعلة في الساحة السورية للتعامل مع «جبهة النصرة» باعتبارها قوّة فاعلة على الأرض يصعب تجاهلها ولا يفيد استعداؤها إلا في توسيع جبهة الخصوم الكثر، وهو أمر قد يدفع أفرادها وقياداتها في لحظة ما إلى أحضان «الدولة الإسلامية».
- التراجع في نفوذ تنظيم «القاعدة» وتضارب الأنباء عن صراعات داخله وعن إمكانية إعلان قائده المصري أيمن الظواهري «حل بيعة» فروع التنظيم حول العالم، وهي أنباء تسرّبت بدورها من «جبهة النصرة» نفسها، وهو ما مهّد لتحالفها مع جماعات أخرى كجماعة «أحرار الشام».
- يتعلّق الأمر أيضاً بالطبيعة «الشاميّة» للتنظيم، وهي طبيعة معروف ابتعادها عن الغلوّ والتطرّف وعلاقتها بالواقع العينيّ وتفاصيله أكثر من ارتباطها بالأيديولوجيا، ومثال عليه ما حصل بعد تحرير مدينة إدلب حين نفى أبو محمد الجولاني، زعيم «النصرة»، النيّة في إقامة إمارة فيها، مشدداً على ضرورة التحالف مع جماعات جهادية أخرى، وهي ممارسة بعيدة جدّا عن ممارسات «الدولة الإسلامية» القائمة على إقصاء أي طرف آخر والنزعة الجامحة إلى ممارسة السلطات، بدءاً من اسمها، ووصولاً إلى صكّها النقود والجوازات وتدخّلها المباشر في كافة شؤون «مواطنيها».
رغم رايتهما الواحدة، وأصولهما الأيديولوجية المتقاربة («تنظيم القاعدة»)، يعبّر التنظيــــمان عن مزاجين جغرافيين وســــياسيين متباعـــدين جذريّا، فكثير من أطــــر وكوادر «الدولة الإسلامية» في العراق جاء من الضباط البعثيين في الجيش العراقي وكوادر الدولة الـــذين أقصوا بعد الاحتلال الأمريكي (ومن هنا ربما يأتي هاجس «الدولة» الملحّ)، فيما جاء مقاتلو «النصرة» من الأرياف والأحشاء المهملة للمدن السورية وهم يستبطنون كرهاً شديداً للدولة السورية و»بعثييها» وضباطها.
إعلان «جبهة النصرة» ابتعادها عن تنظيم «القاعدة»، إذا حصل، هو إعلان أولي لافتراق الوعي الإسلامي الجهادي السوري عن شقيقه العراقي، وهو أيضاً محاولة للتصالح مع الواقع العربي والعالمي، الأمر الذي يشير إلى إمكان وجود مخرج من المأزق الهائل الذي شكّله تنظيم «الدولة الإسلامية» للإسلام، وللعرب والعالم.
ويتذكر السوريون طريقة تعامل «النصرة» مع راهبات دير مار تقلا في بلدة معلولا وامتداح رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف بعد عودتها إلى دمشق أمير الجبهة في منطقة القلمون علناً وبدون خوف من أجهزة أمن النظام السوري التي ما لبث موالوها أن شنّوا حرباً هوجاء عليها مطالبين بطردها من الكنيسة لـ»تعاطفها مع المجرمين».
يتعلّق التوجّه السياسي المذكور لـ»جبهة النصرة» بعوامل عديدة منها:
التنامي الكبير لنفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي أدّى إلى صراعات عسكرية بين الجهتين ومهّد الأسباب اللازمة لحصول افتراقات في القراءة السياسية و»الشرعيّة» للواقع السوري والعربي والعالمي.
- حاجة قوى عربية وغير عربية فاعلة في الساحة السورية للتعامل مع «جبهة النصرة» باعتبارها قوّة فاعلة على الأرض يصعب تجاهلها ولا يفيد استعداؤها إلا في توسيع جبهة الخصوم الكثر، وهو أمر قد يدفع أفرادها وقياداتها في لحظة ما إلى أحضان «الدولة الإسلامية».
- التراجع في نفوذ تنظيم «القاعدة» وتضارب الأنباء عن صراعات داخله وعن إمكانية إعلان قائده المصري أيمن الظواهري «حل بيعة» فروع التنظيم حول العالم، وهي أنباء تسرّبت بدورها من «جبهة النصرة» نفسها، وهو ما مهّد لتحالفها مع جماعات أخرى كجماعة «أحرار الشام».
- يتعلّق الأمر أيضاً بالطبيعة «الشاميّة» للتنظيم، وهي طبيعة معروف ابتعادها عن الغلوّ والتطرّف وعلاقتها بالواقع العينيّ وتفاصيله أكثر من ارتباطها بالأيديولوجيا، ومثال عليه ما حصل بعد تحرير مدينة إدلب حين نفى أبو محمد الجولاني، زعيم «النصرة»، النيّة في إقامة إمارة فيها، مشدداً على ضرورة التحالف مع جماعات جهادية أخرى، وهي ممارسة بعيدة جدّا عن ممارسات «الدولة الإسلامية» القائمة على إقصاء أي طرف آخر والنزعة الجامحة إلى ممارسة السلطات، بدءاً من اسمها، ووصولاً إلى صكّها النقود والجوازات وتدخّلها المباشر في كافة شؤون «مواطنيها».
رغم رايتهما الواحدة، وأصولهما الأيديولوجية المتقاربة («تنظيم القاعدة»)، يعبّر التنظيــــمان عن مزاجين جغرافيين وســــياسيين متباعـــدين جذريّا، فكثير من أطــــر وكوادر «الدولة الإسلامية» في العراق جاء من الضباط البعثيين في الجيش العراقي وكوادر الدولة الـــذين أقصوا بعد الاحتلال الأمريكي (ومن هنا ربما يأتي هاجس «الدولة» الملحّ)، فيما جاء مقاتلو «النصرة» من الأرياف والأحشاء المهملة للمدن السورية وهم يستبطنون كرهاً شديداً للدولة السورية و»بعثييها» وضباطها.
إعلان «جبهة النصرة» ابتعادها عن تنظيم «القاعدة»، إذا حصل، هو إعلان أولي لافتراق الوعي الإسلامي الجهادي السوري عن شقيقه العراقي، وهو أيضاً محاولة للتصالح مع الواقع العربي والعالمي، الأمر الذي يشير إلى إمكان وجود مخرج من المأزق الهائل الذي شكّله تنظيم «الدولة الإسلامية» للإسلام، وللعرب والعالم.
رأي القدس
No comments:
Post a Comment