مرتزقة أفغان يقاتلون إلى جانب النظام السوري أسرى بيد المعارضة المسلحة بريف حلب معظمهم من قومية "الهزارة" يعترفون بأن ضباطا إيرانيين أخرجوهم من السجون للدفاع عن "المراقد الشيعية المقدسة" مقابل خفض مدة سجنهم وتصاريح عمل وإقامات وأموال.
عمر يوسف-حلب
منذ أكثر من شهرين يقبع في سجن بإحدى قرى ريف حلب مقاتلون أفغان، أسر معظمهم بمعارك الريف الشمالي مع قوات المعارضة السورية، منتظرين مصيرا مجهولا دون تدخل أحد حتى بالسؤال عنهم.
ووفقا لشهادت حصلت عليها المعارضة أثناء التحقيقات معهم، فإن انخراطهم في الحرب على الأراضي السورية بدأ عندما زارهم ضباط إيرانيون في سجون إيران، وأخبروهم بأن "عليهم قتال الإرهابيين في سوريا لمدة قصيرة دفاعا عن المراقد الشيعية المقدسة"، مقابل تخفيض مدة سجنهم ومنحهم إقامات وتصاريح عمل، قبل انتهاء رحلتهم في سجن جديد بحلب.
ويقول الناشط الميداني يزن الحلبي إن معظم المقاتلين الأفغان أسروا أثناء محاولة جيش النظام التقدم في بلدات رتيان وحريتان والملاح، وكان يهدف لمحاصرة مناطق المعارضة بحلب المدينة، حيث قام بزجهم في الصفوف الأولى.
تضليل ووعود
ويكمل الحلبي -للجزيرة نت- أن معظم روايات الأسرى الأفغان تشير إلى أنهم تعرضوا للتضليل ووعود بالحرية من قيادات إيرانية، بعد فترة مؤقتة من القتال، وكانوا يتقاضون رواتب زهيدة لا تتجاوز 500 دولار أميركي لقتالهم في حلب.
ويكمل الحلبي -للجزيرة نت- أن معظم روايات الأسرى الأفغان تشير إلى أنهم تعرضوا للتضليل ووعود بالحرية من قيادات إيرانية، بعد فترة مؤقتة من القتال، وكانوا يتقاضون رواتب زهيدة لا تتجاوز 500 دولار أميركي لقتالهم في حلب.
وأشار "الحلبي" إلى أنهم كانوا يقاتلون بشراسة واندفاع، لكن عدم معرفتهم بأرض الميدان الذي يقاتلون فيه أدى إلى قتل أكثرهم ووقوع الباقين بيد قوات المعارضة.
وأضاف "اليوم لا أحد يطالب بهم أو يقبل أن يستبدلهم كأسرى حرب، وأن النظام يسعى فقط لاستبدال أسرى وجثث مقاتلي حزب الله اللبناني".
يتحدثون الفارسية
ودأب النظام منذ بدأت الانشقاقات في صفوف جيشه، وارتفاع عدد قتلاه، بالاعتماد على قوات ومليشيات أجنبية من الفقراء الأفغان الذين لم يجدوا بدا من الرحيل للقتال في سوريا بتحريض إيراني، ومقابل مبالغ مالية زهيدة.
ودأب النظام منذ بدأت الانشقاقات في صفوف جيشه، وارتفاع عدد قتلاه، بالاعتماد على قوات ومليشيات أجنبية من الفقراء الأفغان الذين لم يجدوا بدا من الرحيل للقتال في سوريا بتحريض إيراني، ومقابل مبالغ مالية زهيدة.
ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد المقاتلين الأفغان في سوريا، لكن أغلبيتهم ينتمون إلى قومية "الهزارة" الشيعية، التي تتحدث اللغة الفارسية، وتعاني من الاضهاد في المجتمع الإيراني الذي يرفض منح آلاف المهاجرين الأفغان غير النظاميين تصاريح عمل وإقامة.
وعلى الجانب السياسي لقضية الأفغان ترفض إيران الاتهامات الأفغانية بتجنيد مواطنيها وإرسالهم للقتال في سوريا، إذ أصدرت السفارة الإيرانية لدى كابل بيانا نفت فيه تجنيد أفغان، وشددت على أن إيران تندد بالتدخل الأجنبي في سوريا.
أحد القتلى في صفوف النظام بريف حلب (الجزيرة) |
أبو الفضل
في المقابل ترددت أنباء عن نية انسحاب مقاتلي "لواء أبو الفضل العباس" من مدينة حلب، حيث نقلت مصادر أمنية -للجزيرة نت- أن مكاتب اللواء في حلب أغلقت بأوامر عليا من قيادة اللواء في العراق، خاصة بعد تقدم تنظيم الدولة بـ محافظة الأنبار، مما يرجح احتمال تدفق المزيد من المقاتلين الأفغان إلى معارك حلب.
في المقابل ترددت أنباء عن نية انسحاب مقاتلي "لواء أبو الفضل العباس" من مدينة حلب، حيث نقلت مصادر أمنية -للجزيرة نت- أن مكاتب اللواء في حلب أغلقت بأوامر عليا من قيادة اللواء في العراق، خاصة بعد تقدم تنظيم الدولة بـ محافظة الأنبار، مما يرجح احتمال تدفق المزيد من المقاتلين الأفغان إلى معارك حلب.
واستبعد مضر نجار القيادي الأمني بصفوف المعارضة بحلب أن يقوم النظام السوري بالتفاوض على المقاتلين الأفغان، ورأى أن شأنهم لا يهم النظام كونهم مرتزقة، وأشار إلى أنهم سيقدمون للمحاكمة للبت في أمرهم لاحقا.
ويؤكد نجار أن النظام السوري يسعى للمطالبة بأسرى حزب الله لمكانتهم العسكرية، أما المرتزقة فإنهم آخر ما يفكر به
No comments:
Post a Comment