Thursday, September 3, 2015

هل بدأ حسم الحرب في اليمن بريا؟


فيما يبدو تحولا نوعيا على مستوى عدد وإعداد المقاتلين ثم المعدات العسكرية النوعية أفادت مصادر عسكرية في اليمن بأن قوات برية يمنية وخليجية وتعزيزات نوعية وأسلحة ثقيلة بل وطائرات أباتشي وصلت للجبهات في محافظات مأرب والجوف وصعدة.
تطورات أثارت الكثير من التساؤلات بشأن ما يمكن أن تحدثه هذه التعزيزات من تحول في الواقع الميداني بهذه المحافظات من ناحية، وفي سير المواجهة العامة مع الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح من ناحية أخرى.
في هذا السياق، ناقشت حلقة "ما وراء الخبر" التأثيرات التي يمكن أن يحدثها وصول هذه التعزيزات على موازين القوى، والسيناريوهات العسكرية المحتملة في اليمن على ضوء المعطيات الميدانية الجديدة في هذه المحافظات.
صعدة الأهم
فإذا كانت محافظات الشمال والوسط تؤدي إلى صنعاء فإن صعدة في رأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان هي الأهم، وعلى التحالف العربي ألا يترك هذه المحافظة تتمتع بنوع من الاستقلال وبوجود عسكري على شاكلة حزب الله.
من ناحيته، قال الخبير في الشؤون الإستراتيجية إبراهيم آل مرعي إن دول التحالف بات لديها قناعة بأن الحوثيين حتى لو سلموا بالقرار الأممي 2216 لا بد من اجتياح أربع محافظات هي مأرب والجوف وصعدة وحجة لضمان نزع السلاح وتدميره، وما لم يحدث هذا فإن انتكاسة "ستصيبنا لقرن من الزمان".
وبشأن ما يقال عن رفض الولايات المتحدة الحرب البرية وصولا إلى صنعاء قال آل مرعي: الرسالة التي وصلت الأمم المتحدة وواشنطن وأوروبا أن اليمن جزء من الأمني القومي السعودي والخليجي، وأن قبول "أنصار الشيطان" على حدودهم يساوي قبول أميركا الصواريخ السوفياتية في كوبا عام 1962.
بدوره، قال شمسان إن المشروع الغربي واضح المعالم "ويبدو أنه يسعى لتحقيق استقرار في الجنوب مما يجعل الانفصال بين الشمال والجنوب أمرا موضوعيا"، لافتا إلى أن هذا المشروع كان ينبغي للتحالف أن يكسره في تعز حتى تنضم إلى سياق وطني يمني واحد.
فدرلة اليمن
أما لماذا تريد أميركا منع معركة صنعاء البرية فقال شمسان: واشنطن تريد الحوثيين جزءا من الحل، وإقامة مشروع فدرلة واستدعاء ثنائيات الشيعة والسنة، وإذا حدث هذا فإن الخطر القادم على الطريقة العراقية سيكون أكبر.
بدوره، قال الباحث السياسي عبد الوهاب الشرفي إن هذه المحافظات شهدت صراعات "قبل دخول أنصار الله إلى صنعاء"، واليوم يجري إذكاء الصراع الذي كان بين طرفين هما "أنصار الله" (الحوثيون) وقوات علي صالح من جانب وقوات اللواء علي محسن وحزب الإصلاح من جانب آخر.

ومضى يقول إن دخول القوات البرية للتحالف قد يترتب عليه إنهاك قوات صالح والحوثيين، لكنه قد يكون أيضا في صالح الطرف الأخير الذي كان يعاني من مشكلة الغارات الجوية التي ليس له قدرة على التعامل معها.
أما عن موقف واشنطن فقال إنها تتعامل مع واقع لا مع رغبات، والواقع يقول إن الحوثيين وأنصار علي صالح يشكلون شريحة واسعة من المجتمع، وإن الحل العسكري لن يجعل اليمن مستقرا.

No comments: