Sunday, March 25, 2007

فريدمان وتوريط العاهل السعودي


An Important Comment
(Unfortunately only available in Arabic)
See my translation below.

عبد الباري عطوان

26/03/2007

في عام 2002 اي بعد عام من احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وقبل عام من الغزو الامريكي للعراق، عرض الصحافي الامريكي توماس فريدمان علي الملك (الامير) عبد الله بن عبد العزيز القيام بتحرك سياسي يعيد العلاقات الامريكية ـ السعودية الي سابق عهدها، ويزيل ما علق بها من شوائب بسبب مشاركة سعوديين في الهجوم علي مركز التجارة العالمي. فريدمان اقترح ان يكون هذا التحرك عبر مبادرة سلام مع اسرائيل، اي الوصول الي القلب الامريكي عبر البوابة الاسرائيلية.
الملك عبد الله تجاوب مع هذا الاقتراح، واستمع الي نصائح فريدمان، واصدر مبادرة حملت اسمه عرض فيها التطبيع الكامل مع الدولة العبرية مقابل انسحابها الكامل من الاراضي المحتلة. وقد لقيت ترحيبا داخل الادارة الامريكية وصناع القرار فيها، من المحافظين الجدد، ومعظمهم يهود، خاصة انها لم تتحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي هو لب القضية العربية.
توماس فريدمان كتب مقالا في صحيفة نيويورك تايمز نشرته السبت الماضي ناشد فيه الملك عبد الله مرة اخري ان يعزز قيادته للعالمين العربي والاسلامي، مع افول نجم القاهرة ورئيسها، بالاقدام علي مبادرة جديدة تحقق اختراقا مهما يحقق السلام الكامل والنهائي بين العرب والاسرائيليين.
فريدمان لخص مبادرته بقيام الملك عبد الله بشد الرحال الي فلسطين المحتلة بعد انتهاء القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الرياض يوم الاربعاء المقبل، متبعا خطي الرئيس الراحل انور السادات تكون محطته الاولي القدس الشرقية للصلاة في المسجد الاقصي ليؤكد حق العرب والمسلمين فيها، ثم بعد ذلك يتوجه الي رام الله ويخاطب المجلس التشريعي الفلسطيني مؤكدا علي مباديء مبادرته الاولي، اي التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل، ثم يتوجه الي يادفاشيم حيث النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست من اليهود ليؤكد اعترافه بالمحرقة ويبتعد عن موقف احمدي نجاد رئيس ايران الناكر لها، ثم يختتم زيارته بالمحطة الرابعة والاخيرة فيها اي الكنيست الاسرائيلي.
لا نعرف كيف سيكون رد فعل الملك عبد الله علي هذه المناشدة من قبل صديقه فريدمان، وما اذا كان سيتجاوب معها مثلما تجاوب مع نصائحه الاولي قبل سبع سنوات، ويتبناها علي انها مبادرة جديدة ام انه سيرفض هذه المرة. ولكن ما نعرفه ان فريدمان هذا لا ينطق عن هوي، فهو وثيق الصلة مع صناع القرار في البيت الابيض، وما زال يقيم علاقات وثيقة، ان لم يكن مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، فمع مجموعة من المستشارين حوله، وخاصة الامير بندر بين سلطان الرجل القوي في السعودية وامين عام مجلس الامن القومي، والسيد عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن.
مناشدة فريدمان هذه تأتي في وقت تتزايد فيه حدة التكهنات حول حدوث لقاءات سرية بين ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ومسؤولين كبار من العائلة الحاكمة السعودية، وتردد اسم الامير بندر بن سلطان علي وجه التحديد اكثر من مرة في هذا الخصوص. وهي لقاءات لم ينفها اولمرت بل انه اكد علي حدوثها بطريقة غير مباشرة لمح الي ان احدها كان مسرحه القصر الملكي الاردني في عمان.
ما يمكن استخلاصه من نصائح فريدمان هذه مجموعة نقاط رئيسية نلخصها علي الشكل التالي:
اولا: ان الطرف الامريكي ما زال يضغط علي الطرف العربي بالذات لتقديم المزيد من التنازلات للاسرائيليين ويركز بالذات علي المملكة العربية السعودية التي باتت الوحيدة التي قبلت بالقيام بالدور القيادي بحكم ثرواتها المالية الضخمة (220 مليار سنويا عوائد نفط) ومكانتها العربية والاسلامية كراعية للاماكن المقدسة.
ثانيا: ان يبدأ التطبيع العربي مع الدولة العبرية من منطلق اثبات حسن النوايا تماما مثلما فعل الرئيس الراحل انور السادات، ويترك الامر بعد ذلك لـ الكرم الاسرائيلي لتقدير هذه الخطوة العربية التطبيعية والتجاوب معها. اي ان يتم التطبيع العربي قبل الانسحاب.
ثالثا: احداث شرخ جديد في العالم الاسلامي، وتصوير العرب علي انهم المتهاونون المفرطون المطبعون، بينما الايرانيون هم المتمسكون بالقضية والحقوق العربية.
رابعا: نسف مبادرة السلام العربية بصيغتها المعتمدة في قمة بيروت عام 2002 واسقاط حق العودة مجددا، وجعل المبادرة السعودية الجديدة المقترحة اساس الحل من خلال اعادة احيائها بصورتها الاساسية التي اقترحها فريدمان واخرجها الامير (الملك) عبد الله بن عبد العزيز من درج مكتبه في حينها.
الملك عبد الله بن عبد العزيز ليس انور السادات، ولا يجب ان يكون، فهو لم يخض حربا مع اسرائيل، وليس لديه اراض محتلة يريد استرجاعها (سيناء في حالة مصر) وفوق هذا وذاك هو خادم الحرمين الشريفين او هكذا يريد ان يخاطبه العالم. فاذا كان الرئيس حسني مبارك، ورغم كل التنازلات التي قدمها لاسرائيل، بما في ذلك استضافة شارون، والتحول الي وسيط نزيه ومحايد في صراعها مع العرب والفلسطينيين، رفض زيارة القدس المحتلة رسميا ومخاطبة الكنيست، فهل يقبل العاهل السعودي بهذه المبادرة؟
السعودية اليوم هي غير السعودية التي نعرفها قبل عشر او عشرين عاما. هذا امر مؤكد، فقد باتت محور الارتكاز الرئيسي للسياسة الامريكية في المنطقة، وتجاوزت حكومتها كل الخطوط الحمراء بما في ذلك مباركة غزو العراق واحتلاله والسماح بانطلاق القوات الغازية من اراضيها وتسليم ارض الرافدين لايران ونفوذها، وهو التسليم الذي تتباكي عليه حاليا. ولن نستغرب اذا ما تجاوبت بشكل او بآخر مع الضغوط الامريكية التي تطالبها بالاقدام علي مبادرة جديدة تتناسب مع الشروط الاسرائيلية.
فاولمرت لا يتوقف عن مغازلة المبادرة السعودية في صورتها الاسرائيلية، والترحيب بها كأساس للمفاوضات، وابداء تحفظاته علي نقطتين اساسيتين اضيفتا اليها في قمة بيروت من قبل الرئيس السوري بشار الاسد، وهما حق العودة للاجئين، ومنع توطين هؤلاء في الدول المضيفة لهم اي سورية والاردن ولبنان تحت اي ظرف من الظروف.
قمة الرياض المقبلة هي واحدة من اخطر القمم العربية ان لم تكن اخطرها، لانها قد تؤسس لاعتراف عربي كامل باسرائيل، وقد توفر الغطاء العربي اللازم للضربات الامريكية المتوقعة لايران في الاشهر المقبلة تماما مثلما فعلت قمة القاهرة في صيف عام 1990 عندما حللت استضافة نصف مليون جندي امريكي علي ارض الجزيرة العربية وتحقيق سابقة المشاركة العسكرية الامريكية ـ العربية لتدمير بلد عربي هو العراق تحت شعار تحرير الكويت .
نضع ايدينا علي قلوبنا هذه الايام، ونخشي ان نري كامب ديفيد عربيا جديدا ينهي القضية العربية الاولي وفق الشروط الاسرائيلية، ففريدمان لا ينطق عن هوي وللأسف الشديد.


***

My Translation of this comment by Abdel Bari Atwan, who is the editor of the London-based Al-Quds Al-'Arabi. He is well informed and his comments are usually substantive.

Friedman (Thomas) and Getting the Saudi King Implicated

In 2002, one year after the 9/11 attack and one year before the U.S. invasion of Iraq, Thomas Friedman suggested that the Saudi king Abdullah launch a new diplomatic initiative to restore U.S.-Saudi ties and to remove U.S. hostility since most of the 9/11 hijackers were Saudis. The proposal was in the form of a new Arab peace initiative to Israel; in other words to reach the American heart by way of the Israeli portal.

King Abdullah responded positively to Friedman's proposal and launched what became known as the Abdullah peace initiative. This plan was well received among the neoconservative decision makers in Washington, since it proposed complete Arab normalization with Israel without ever mentioning the Palestinian right of return which is the core issue, as far as the Palestinians are concerned.

Friedman wrote another article which was published by the New York Times last Saturday. In this article he suggested to king Abdullah to undertake a new initiative to solidify his leadership of the Arab and Muslim worlds now that Egypt's influence has waned. He proposed a new breakthrough to accomplish comprehensive and final peace between Israel and all Arab countries. Friedman's proposal is that Abdullah follow Sadat's footsteps and immediately after the upcoming summit in Riyadh. The first stop for king Abdullah would be to pray in the Aqsa Mosque in East Jerusalem. His next stop would be to address the Palestinian parliament in occupied Ramallah where he would reiterate his initiative: Israeli withdrawal in exchange for total normalization. Next he would visit the monument to the Jewish Holocaust at Yad Vashem, to demonstrate his recognition of the event as a contrast to Ahmadinejad's view. Finally Abdullah would address the Israeli Kensett (as Sadat did).

We don't know whether king Abdullah would follow this suggestion from his friend Friedman; however Friedman doesn't just speak out of the blue. He is well-connected to decision makers in the White House and has strong ties, if not directly to king Abdullah then to some of his key advisors. Chief among them is prince Bandar, who is the chief national security advisor and the key decision maker, and the Saudi ambassador in Washington.

This proposal by Friedman comes at a time of increased speculations of high level secret contacts between PM Olmert and prince Bandar. Olmert has not denied the rumors and hinted that the meeting may have taken place in Jordan.

What can be concluded from this Friedman proposal are the following points:

1) The U.S. is still pressuring the Arab side and Saudi Arabia in particular to offer more concessions to Israel. KSA has stepped forward as the key representative of the Arab side.

2) Arab normalization is to proceed before Israeli withdrawals, just as Sadat did. The Arabs are to demonstrate their "good intentions" first and the actual Israel withdrawals are to be left to the generosity of the Israeli side.

3) The introduction of a new schism in the Muslim world by showing the Arabs as reasonable and normalizing while the Iranians as extremists.

4) Demolition of the Arab peace initiative adopted in the Beirut summit of 2002 (which included insistence on the Palestinian right of return) and a return to the Abdullah initiative in response to Friedman, which did not include the right of return.

King Abdullah is not Anwar Sadat and Saudi Arabia is not Egypt with land occupied by Israel, so it is hard to see Abdullah following Friedman's suggestion. Having said this, KSA of today is not KSA of ten or twenty years ago; that is for certain. It has become the pivotal point for U.S. strategy in the area and it has crossed all previous red lines. It blessed the invasion and the occupation of Iraq; it allowed invading U.S. troops to use its territory, therefore it would not be a surprise to see KSA respond to American pressure and comply with Israeli demands.

Olmert is romancing the Saudi initiative (after removing the right of return) and he speaks of its positive elements as a starting point for negotiations.

The upcoming Arab summit will be the most dangerous. It will pave the way for a complete Arab normalization with Israel and it will provide an Arab cover for a military strike on Iran in the coming months. This will be similar to what took place in the Arab summit in Cairo in 1990, when the Arab leaders blessed the stationing of 500,000 U.S. troops in KSA and established the precedent of a U.S.-Arab military alliance to destroy another Arab country (Iraq).

We hold our breath fearing a new Camp David that will liquidate Palestinian rights according to Israeli conditions. Friedman does not speak out of the blue, unfortunately.

No comments: