صفعات نتنياهو
عبد الباري عطوان
"قدم بنيامين نتنياهو هدية قيّمة الى العرب، والفلسطينيين منهم على وجه الخصوص، عندما اعاد التأكيد في خطابه الذي القاه أمس على ايديولوجيته العنصرية المتطرفة، ومنظوره للسلام والتعايش، وأولويات حكومته في المرحلة المقبلة.
نتنياهو وضع السلام في المرتبة الثالثة بعد التهديد الايراني، والأزمة الاقتصادية، وطالب الدول العربية بالتطبيع الفوري، واستثمار اموالهم في مشاريع سياحية واقتصادية في اسرائيل لخلق آلاف الوظائف للاسرائيليين وبعض العرب
.....
الاعتراف باسرائيل دولة يهودية الذي يصر عليه نتنياهو، وورد في خطابه اكثر من عشر مرات على الأقل، يعني طرد مليون ومئتي الف عربي، مسلم ومسيحي، من الجليل والمثلث والنقب والقدس، واعتبار هؤلاء 'لاجئين' في هذه الدولة، ويجب ان يوطنوا في الدول العربية مثلما جرى توطين اليهود العرب في اسرائيل.
....
رهانات السلطة في رام الله على العملية السلمية، والمبادرة العربية، ثبتت سذاجتها عملياً، وبات 'السلام' رديفاً للتسول، تسول الرواتب، وتسول العطف الدولي، وتسول تفهم الادارات الامريكية.
ورهانات حركة 'حماس' على المقاومة ايضاً بدأت تتآكل تدريجياً، فقد باتت التهدئة مرتبطة بلقمة الخبز، وبقاء الاوضاع الحالية المزرية على حالها، أو الحيلولة دون ازديادها سوءاً، فلا أحد يتحدث عن اعادة الإعمار، ولا مأساة المشردين المحاصرين، طالما ان هناك رغيف خبز يصل الى الجوعى، فهذا هو قمة المنى.
هذا الوضع الفلسطيني المخجل هو الذي يشجع نتنياهو على التغول في شروطه التعجيزية التي رأيناها تتوارد في خطابه، ولهذا لابد من السعي بسرعة للخروج منه، ووضع مشروع وطني جديد على أرضية المقاومة، تنخرط فيه كل فئات الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل والمهجر، وليس فقط طرفا المعادلة الفلسطينية الحالية.
....
ختاماً، نقول وبأسف شديد: شكراً لنتنياهو الذي وضع النقاط على الحروب في خطابه الاخير، وهو الخطاب الذي من المفروض ان يُحدث مفعول الصدمة، ويوقظ النائمين الغارقين في احلام اليقظة حول نعيم السلام مع حكومات عنصرية ماضية قدماً في مشروعها الاستيطاني.
"
No comments:
Post a Comment