الفلسطينيون كحراس لجنرالات الاحتلال
رأي القدس
"ان يزور الجنرال الاسرائيلي آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى مدينة بيت لحم، ويتجول فيها بهدف التعرف عليها في بداية توليه لمهامه الامنية، فهذا امر طبيعي لان المدينة، مثل كل مدن الضفة الغربية الاخرى، تخضع للاحتلال الاسرائيلي رسميا، وللسلطة الفلسطينية شكليا، لكن ان تتم هذه الزيارة بحماية من سيارات امن هذه السلطة، فهذا هو الشيء غير الطبيعي الذي لم نتصوره مطلقا، ولم يتقبله اهالي المدينة الذين اصيبوا بالذهول.
شهود العيان قالوا ان الجنرال الاسرائيلي وصل الى بيت لحم في موكب يضم ثلاث عربات اسرائيلية مدرعة، تتقدمها سيارات عسكرية تابعة للامن الفلسطيني بهدف توفير الحماية الامامية، واخرى في مؤخرة الموكب بغرض الحماية الخلفية، بينما ارتدى افراد الامن الفلسطيني في هذه السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي، اقنعة سوداء تحت خوذاتهم، ووضعوا اصبعهم على الزناد.
ومن المفارقة ان قوات الامن الفلسطينية هذه التي تولت مسؤولية حماية الموكب الاسرائيلي تتبع حرس الرئاسة الفلسطينية، اي انها تتولى اعمال التنسيق هذه مع نظيرتها الاسرائيلية بتعليمات من الرئيس الفلسطيني ومكتبه في مدينة رام الله.
بمعنى آخر، ان قوات حرس الرئاسة الفلسطينية باتت مكلفة بحماية الجنرالات الاسرائيليين من اي 'اعتداء' قد يتعرضون له من قبل ابناء الشعب الفلسطيني، حتى لو كان من خلال رجم الموكب بالحجارة، مثلما كان عليه الحال في الانتفاضة الاولى، او اطلاق النار عليه على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية التي اطلق شرارتها، بعد ان أعد لها جيدا، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لا نستغرب هذا المنظر الذي اثار استياء اهالي مدينة بيت لحم، فهذه القوات الامنية يشرف على تدريبها الجنرال الامريكي كيث دايتون، ويشرف على تسليحها جيش الدفاع الاسرائيلي، ويتم اختيار المجندين فيها من خلال عملية اختبار صارمة من قبل اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والفلسطينية والاردنية.
المجرم الحقيقي في عرف هذه القوات وضباطها الكبار هو اي مواطن فلسطيني ينتفض لكرامته، ويقرر مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية او العسكرية، اي التعرض لقوات الاحتلال. اما اذا قامت هذه القوات باطلاق النار على الفلسطينيين او اغارت على منازلهم لاعتقال بعض النشطاء، فان قوات الامن الفلسطينية تشاركهم بحماسة في هذا الاتجاه.
عندما هاجم المستوطنون منازل ومزروعات فلسطينية في منطقة الخليل وقفت قوات الامن الفلسطينية موقف المدافع عن هؤلاء، ووفرت لهم الحماية وبادرت باعتقال الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم بصدورهم العارية. ولعل الخدمة الاكبر التي قدمتها هذه القوات وعجزت عنها القوات الاسرائيلية، تلك التي تمثلت في اقتحام منازل كان يحتمي فيها مطاردون من حركة 'الجهاد الاسلامي' و'حماس' وتصفيتهم جميعاً بعد معركة بالذخيرة الحية.
لا نعرف كيف سيرد المتحدثون الفلسطينيون باسم السلطة على هذه الظاهرة، وكيف سيبررونها، ولكن ما نعرفه ان السلطة الفلسطينية اصبحت تلعب دور 'قوات لحد' في جنوب لبنان، بل ان دور تلك القوات يتوارى خجلاً امام دور نظيرتها الفلسطينية، والمهام التي يؤديها جنودها وقياداتها، السياسية قبل العسكرية في حماية الاحتلال.
"
رأي القدس
"ان يزور الجنرال الاسرائيلي آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى مدينة بيت لحم، ويتجول فيها بهدف التعرف عليها في بداية توليه لمهامه الامنية، فهذا امر طبيعي لان المدينة، مثل كل مدن الضفة الغربية الاخرى، تخضع للاحتلال الاسرائيلي رسميا، وللسلطة الفلسطينية شكليا، لكن ان تتم هذه الزيارة بحماية من سيارات امن هذه السلطة، فهذا هو الشيء غير الطبيعي الذي لم نتصوره مطلقا، ولم يتقبله اهالي المدينة الذين اصيبوا بالذهول.
شهود العيان قالوا ان الجنرال الاسرائيلي وصل الى بيت لحم في موكب يضم ثلاث عربات اسرائيلية مدرعة، تتقدمها سيارات عسكرية تابعة للامن الفلسطيني بهدف توفير الحماية الامامية، واخرى في مؤخرة الموكب بغرض الحماية الخلفية، بينما ارتدى افراد الامن الفلسطيني في هذه السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي، اقنعة سوداء تحت خوذاتهم، ووضعوا اصبعهم على الزناد.
ومن المفارقة ان قوات الامن الفلسطينية هذه التي تولت مسؤولية حماية الموكب الاسرائيلي تتبع حرس الرئاسة الفلسطينية، اي انها تتولى اعمال التنسيق هذه مع نظيرتها الاسرائيلية بتعليمات من الرئيس الفلسطيني ومكتبه في مدينة رام الله.
بمعنى آخر، ان قوات حرس الرئاسة الفلسطينية باتت مكلفة بحماية الجنرالات الاسرائيليين من اي 'اعتداء' قد يتعرضون له من قبل ابناء الشعب الفلسطيني، حتى لو كان من خلال رجم الموكب بالحجارة، مثلما كان عليه الحال في الانتفاضة الاولى، او اطلاق النار عليه على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية التي اطلق شرارتها، بعد ان أعد لها جيدا، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لا نستغرب هذا المنظر الذي اثار استياء اهالي مدينة بيت لحم، فهذه القوات الامنية يشرف على تدريبها الجنرال الامريكي كيث دايتون، ويشرف على تسليحها جيش الدفاع الاسرائيلي، ويتم اختيار المجندين فيها من خلال عملية اختبار صارمة من قبل اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والفلسطينية والاردنية.
المجرم الحقيقي في عرف هذه القوات وضباطها الكبار هو اي مواطن فلسطيني ينتفض لكرامته، ويقرر مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية او العسكرية، اي التعرض لقوات الاحتلال. اما اذا قامت هذه القوات باطلاق النار على الفلسطينيين او اغارت على منازلهم لاعتقال بعض النشطاء، فان قوات الامن الفلسطينية تشاركهم بحماسة في هذا الاتجاه.
عندما هاجم المستوطنون منازل ومزروعات فلسطينية في منطقة الخليل وقفت قوات الامن الفلسطينية موقف المدافع عن هؤلاء، ووفرت لهم الحماية وبادرت باعتقال الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم بصدورهم العارية. ولعل الخدمة الاكبر التي قدمتها هذه القوات وعجزت عنها القوات الاسرائيلية، تلك التي تمثلت في اقتحام منازل كان يحتمي فيها مطاردون من حركة 'الجهاد الاسلامي' و'حماس' وتصفيتهم جميعاً بعد معركة بالذخيرة الحية.
لا نعرف كيف سيرد المتحدثون الفلسطينيون باسم السلطة على هذه الظاهرة، وكيف سيبررونها، ولكن ما نعرفه ان السلطة الفلسطينية اصبحت تلعب دور 'قوات لحد' في جنوب لبنان، بل ان دور تلك القوات يتوارى خجلاً امام دور نظيرتها الفلسطينية، والمهام التي يؤديها جنودها وقياداتها، السياسية قبل العسكرية في حماية الاحتلال.
"
No comments:
Post a Comment