Tuesday, September 22, 2009

الهندي الجديد يستنسخ في فلسطين



"انتابني شعور بالهلع حين سمعت مصطلح الفلسطيني الجديد لأنه بدا استعادة لتجربة صناعة الهندي الجديد، التي تعد إحدى الجرائم التاريخية الكبرى.

الذي تحدث عن الفلسطيني الجديد هو الجنرال كيث دايتون الذي يتولى رسميا وظيفة المنسق الأمني وهو يقيم في تل أبيب ملحقا بالسفارة الأميركية هناك. أما وظيفته الفعلية فهي الإشراف على تهيئة الأوضاع في الضفة الغربية بحيث تتوافق تماما مع الرغبات والمخططات الإسرائيلية. وهى المهمة التي يحتل رأس أولوياتها تهدئة الهواجس الأمنية الإسرائيلية. من خلال تخليق جيل من الفلسطينيين نافر من المقاومة ومتصالح مع الإسرائيليين.
.....
الفلسطيني الجديد الذي يريده دايتون كائن ممسوخ الذاكرة، لا تاريخ يحثه ولا حلم يشده ولا أمل يتعلق به، وإنما هو مشغول بالتوافق مع المحيط المفروض عليه، ومهجوس بالدفاع عن سلطة منفصلة عن الأمة، ومحتمية بعدوها التاريخي
......
عملية إنتاج الفلسطيني الجديد منزوع العداء لإسرائيل اعتمدت لها الولايات المتحدة 161 مليون دولار ويديرها دايتون بمساعدة فريق أمني من كندا والمملكة المتحدة وتركيا, أما معسكرات التأهيل فتتم في الأردن
......
الإسرائيليون "العبرانيون" في هذا الزمان استلهموا تجربة المهاجرين الإنجليز بجميع مراحلها
، من الاستيطان إلى الاحتلال واستبدال شعب بشعب وصولا إلى استبدال ثقافة بثقافة, وكما تم إنتاج الهندي الجديد تجرى محاولة إنتاج الفلسطيني الجديد
......
من المفارقات أن عملية إنتاج الهندي الجديد كانت من مهام مكتب الشؤون الهندية الذي يعد بلغتنا الحديثة "السلطة الوطنية الهندية" وهؤلاء اتبعوا أساليب بعضها تم استنساخه في فلسطين
......"

No comments: