"ثمة ارتباك كبير تشهده عملية التسوية، بل حتى ارتباك في إطلاق عملية المفاوضات. ويرجع ذلك -أولاً وقبل كل شيء- إلى فشل إدارة أوباما وعجزها، وليس إلى تطرّف حكومة نتنياهو وتعنتّها. كما يحلو للمراهنين على أميركا إرجاع سبب ذلك الارتباك، وليس إلى تعقيد الوضع من جهتَيْ المفاوضيْن الفلسطيني والإسرائيلي في آن واحد، كما فسّر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعثر مهمة جورج ميتشل، في حديثه الأخير في مجلة "تايم" الأميركية، وليس بسبب المبالغة التي اتسّمت بها مهمة جورج ميتشل.
المشكل في جوهره يتجسّد في الراعي الأميركي نفسه ليس في عهد أوباما ميتشل فحسب، وليس في عهد جورج دبليو بوش فحسب، وإنما أيضاً في عهد بيل كلينتون. هذا إذا لم نعد إلى الخمسين سنة الماضية في مرحلة الحرب الباردة والسياسات الأميركية المتعلقة بالموضوع الفلسطيني والصراع العربي الصهيوني
.....
إذا ما تعلمنا من التجربة واستقينا الدرس منها جيداً فسوف تأتي النتيجة بضرورة إبعاد أميركا عن العملية، ورفض رعايتها لها، بل التراجع عن التسوية من أساسها ليُصار إلى وضع إستراتيجية مغايرة
.....
وبكلمة، إذا كان الرهان على أميركا وهي قادرة وقويّة مدمِّراً وكارثياً، كما أثبتت التجربة، فكيف الرهان عليها في عهد أوباما وهي فاشلة وعاجزة كما أثبتت تجربة السنة الفائتة فضلاً عما يحمله الآن مشروع ميتشل في جولاته المكوكية بعد فشل مشروعه السابق، وبعد أن أصبح أكثر تماهياً مع مشروع نتنياهو لإطلاق المفاوضات؟
أما إذا سأل أحد من المسؤولين ما البديل؟ فعليه أن يعود إلى بيته لأن من ليس عنده غير بديل واحد هو الرهان على أميركا فبيته أفضل من رهان خاسر ومدمّر له إذا فشل وخيرٌ له أيضاً من توصّل أميركا إلى تسوية لأن ذلك سيعني تصفية القضية الفلسطينية وفقاً لمشروع نتنياهو.
"
المشكل في جوهره يتجسّد في الراعي الأميركي نفسه ليس في عهد أوباما ميتشل فحسب، وليس في عهد جورج دبليو بوش فحسب، وإنما أيضاً في عهد بيل كلينتون. هذا إذا لم نعد إلى الخمسين سنة الماضية في مرحلة الحرب الباردة والسياسات الأميركية المتعلقة بالموضوع الفلسطيني والصراع العربي الصهيوني
.....
إذا ما تعلمنا من التجربة واستقينا الدرس منها جيداً فسوف تأتي النتيجة بضرورة إبعاد أميركا عن العملية، ورفض رعايتها لها، بل التراجع عن التسوية من أساسها ليُصار إلى وضع إستراتيجية مغايرة
.....
وبكلمة، إذا كان الرهان على أميركا وهي قادرة وقويّة مدمِّراً وكارثياً، كما أثبتت التجربة، فكيف الرهان عليها في عهد أوباما وهي فاشلة وعاجزة كما أثبتت تجربة السنة الفائتة فضلاً عما يحمله الآن مشروع ميتشل في جولاته المكوكية بعد فشل مشروعه السابق، وبعد أن أصبح أكثر تماهياً مع مشروع نتنياهو لإطلاق المفاوضات؟
أما إذا سأل أحد من المسؤولين ما البديل؟ فعليه أن يعود إلى بيته لأن من ليس عنده غير بديل واحد هو الرهان على أميركا فبيته أفضل من رهان خاسر ومدمّر له إذا فشل وخيرٌ له أيضاً من توصّل أميركا إلى تسوية لأن ذلك سيعني تصفية القضية الفلسطينية وفقاً لمشروع نتنياهو.
"
No comments:
Post a Comment