Friday, June 25, 2010

نصيحة لحزب العمّال الكردستاني: لا تكونوا مخلبا صهيونيّا!../ رشاد أبوشاور


رشاد أبوشاور

"مع بروز الدور التركي المنحاز لغزّة، والذي ألقى بثقله لفّك الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني، وتحديدا بعد الهجوم الإجرامي على قافلة الحريّة، واستهداف السفينة التركيّة ( مرمرة)، ازدادت العمليات العسكريّة التي يقوم بها حزب العمّال الكردستاني، والتي تستهدف سياسة تركيا، ودورها، رغم سعي حزب العدالة لإنصاف الأكراد منذ وصوله إلى السلطة، وتحسين أوضاعهم، ومنحهم المزيد من الحقوق.

ما يحدث ليس بعيدا أبدا عن تصريحات بعض قادة الكيان الصهيوني الذين توعدوا بخلق متاعب للقيادة التركيّة، بتحريك الأكراد، الذين يبدو أن بعض قادتهم قد استجابوا للعبة التي لن يخرجوا منها رابحين، بل سيوصمون بأنهم تابعون، وأنهم مخلب في اليّد الصهيونيّة، وهذا ما سينعكس سلبا على عدالة مطالبهم، وعلى مستقبل دور حزب العمّال القيادي في تركيا، بل وسيتعداه إلى وضع الأكراد في شمال العراق، فالجيش التركي لن يقف مكتوف الأيدي، والقيادة السياسيّة التركيّة لن تمكن المخططات الصهيونيّة من استهداف تركيا عبر حزب العمّال، أو غيره.

عندما قبض على عبد الله أوجلان، كتبت مقالة بعنوان : أنا كردي..ولم يكن ذلك مجرّد لحظة عاطفيّة، فنحن الفلسطينيين شاركنا الأكراد آلامهم دائما، وانحزنا لمطالبهم العادلة، وتألمنا للظلم الواقع عليهم، ولتمزيقهم بين عدّة بلدان، وحرمانهم من تواصلهم، وتقرير مصيرهم.

ولكن، لا بدّ من التنبّه أن ما يقوم به حزب العمّال راهنا، قد يمتّد تأثيره إلى ما هو أبعد من تركيا، فهو يصيب مباشرة القضيّة الفلسطينيّة التي بدأت تركيا تنحاز لها بعد عقود من الارتباط بعلاقات إستراتيجية مع الكيان الصهيوني!

على قيادة حزب العمال أن لا تقوم بدور مشاغلة وإرباك القيادة التركيّة خدمة لمآرب ومصالح الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيّا.

هذه نصيحة نتوجه بها إلى حزب العمّال بشكل خاص، وإلى الأكراد في تركيا والعراق بشكل عام، لأنهم سيخسرون كل التعاطف معهم، ولن يجدوا لهم صديقا في المنطقة، ومن يربح صداقة الكيان الصهيوني ودعمه ويمضي مستظلاًّ بتحريضه لن يبوء سوى بالخسران، خسران النفس، والأصدقاء الحقيقيين.

قبلكم أنشأ الملاّ مصطفى البرزاني علاقة مع الكيان الصهيوني، فبماذا ارتدّت عليه، وعلى القضيّة الكرديّة؟!
العبث بالوضع الداخلي التركي - وآخره تفجير حافلة عسكريّة في اسطنبول- لن يمنح الأكراد أكثر مما تمنحهم حكومة حزب العدالة، بالحوار، والتفاهم، وعدم الارتماء في أحضان قوى غريبة عن المنطقة، لا دور لها سوى العبث والتآمر والتحريض والتخريب.

لا تكونوا مخلبا في اليد الصهيونيّة، ولا تنحازوا ضد أصدقائكم وإخوانكم العرب، والفلسطينيين المحاصرين، الذين تهّب تركيا بقيادتها الشجاعة الشريفة لنجدتهم، والتي بدأت تأخذ مكانة بارزة في قيادة العالم الإسلامي، وهو ما يغيظ قوى غير حريصة على نهوض شعوبنا.

أنتم بهذا تختارون طريق الندامة والخسران، وهذا ما لا نريده لكم، نحن الذين تعاطفنا معكم دائما، ودعمناكم، ولم نقصّر معكم!
هذه نصيحة أصدقاء.. فراجعوا حساباتكم قبل التورّط، والإمعان في الغلط!
"

No comments: