Wednesday, July 13, 2011

انفتاح أميركي غربي مريب على الإسلاميين



"لم يكن حوار أميركا والغرب مع الإسلاميين وليد اللحظة بعد الثورات العربية، فهو يتواصل منذ بروزهم كقوة فاعلة على الساحة السياسية قبل عقدين أو يزيد، فضلا عن مرحلة الحرب في أفغانستان في الثمانينيات، التي شهدت ما يشبه التحالف بين الولايات المتحدة وفئات منهم.
....
اليوم، هل ثمة سؤال يوجه للإخوان المصريين على سبيل المثال أكثر أهمية من سؤال الموقف من اتفاقية كامب ديفيد؟! ينطبق ذلك على الإخوان السوريين، وصولا إلى حركة النهضة في تونس، أما الأسئلة التالية المتعلقة بالحريات الدينية وتطبيق الشريعة فهي تنتمي إلى البعد المتعلق بالتدجين والاستدراج، إلى جانب البعد المتعلق بحرق الشعبية، لأن الحركات تفقد شعبيتها حين تتناقض مع طروحاتها التي استقطبت الجماهير على أساسها؟!

لا قيمة هنا لقصة تعريف الغرب بمواقف الإسلاميين مبررا للحوار، لاسيما أن مواقفهم ليست سرية، وما يريده الغرب هو المواقف التي لم تتخذ بعد، وليس المواقف المتخذة والمتبناة، التي يعرفها تمام المعرفة.
....
وفي مصر خاصة كانت السياسة الخارجية حاضرة بقوة (صفقة الغاز وكامب ديفيد والحصار على قطاع غزة وتراجع الدور المصري إقليميا والتبعية للإملاءات الخارجية والأميركية على وجه الخصوص)، وإن بقي التركيز منصبا على القضايا المحلية، ربما لأن النظام الفاسد لم يحقق سوى البؤس على صعيد قضايا الداخل والخارج في آن.

وحين رفض شباب الثورة لقاء وزيرة الخارجية الأميركية، كانت لذلك دلالته الواضحة من دون شك.

ومع أنني شخصيا أميل إلى التحفظ على الحوار في هذه المرحلة، وتبرير ذلك باستمرار الموقف الغربي العدائي من الأمة (الحالة الليبية تؤكد ذلك الموقف ولا تنفيه لأن نواياه إطالة المعركة بهدف الابتزاز باتت واضحة لكل ذي عين)، فإننا لا ننظر إلى الموقف بروحية التخوين أو التشكيك أو الحسم الأيديولوجي (لا ننسى التفريق بين موقف دولة وأخرى).
....
مرة أخرى، إن عين القوى الإسلامية ينبغي أن تبقى مصوبة نحو الجماهير التي تراقب كل شيء، لاسيما أن هناك من القوى السياسية من يحرص كل الحرص على تشويه الصورة، وعندما تكسب تلك القوى ثقة الجماهير ستحاور وهي مسلحة بتلك الثقة ومن موقع الند للند، وليس من موقع من يطلب الشرعية من الخارج المعادي."

No comments: