".....
صفد ليست من حقه
طلع علينا عباس بتاريخ 1/11/2012 بتصريحات عبر وسيلة إعلام صهيونية تستهتر بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، إذ قال إنه من حقه أن يرى مسقط رأسه مدينة صفد الواقعة في شمال فلسطين المحتلة/1948، لكن ليس من حقه أن يعيش فيها. وأضاف أن فلسطين بالنسبة له هي الضفة الغربية وقطاع غزة (الأرض المحتلة/1967)، وأنه كرئيس للشعب الفلسطيني لن يسمح بقيام انتفاضة ثالثة مسلحة.
عندما يعلن عباس أن لا حق له بالعيش في صفد إنما هو يعلن رفض حق العودة للشعب الفلسطيني، وبهذا ينفي حقوق ملايين الفلسطينيين اللاجئين، وحقوق الذين فقدوا أراضيهم أو جزءا منها عام 1948 ودون أن يفقدوا أماكن سكنهم. ويؤكد هذا الرفض بقوله إن فلسطين لم تعد تلك التي كانت وإنما التي تقلصت إلى الضفة وغزة. وما دام يرفض حق العودة، فهو يرفض حق تقرير المصير. أي أنه يرفض الثابتيْن الفلسطينييْن اللذين تم الاتفاق عليهما بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية وهما حق العودة وحق تقرير المصير.
.....
العبرة في ضعف الشعب
من المتوقع أن يتعلم القادة من تجاربهم، لكن هذا التوقع لا ينطبق على عباس في الكثير من تصريحاته بما فيها التصريحات الأخيرة على التلفاز الصهيوني. كان بإمكان عباس أن يقدم إجابات دبلوماسية حتى لا يستفز الشعب الفلسطيني أو يحقره أو يعتدي على حقوقه. كالعادة، عباس لم يوازن كلامه، ولم يحسب حسابا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ولم يفكر بأن ما يتمنى أن يجنيه من هكذا أقوال لن يتحقق.
ويظهر أن عباس قدّر أن الشعب الفلسطيني قد أصابه ما أقعده فأصبح أعجز من أن يرد الفعل فيرفع إصبعه في وجه من يتحدثون باسمه. على مدى سنوات، لم يستطع الشعب الفلسطيني الوقوف في وجه سياسات قياداته التي لم تنجز له شيئا ملموسا فيما يتعلق بحقوقه الوطنية الثابتة، واستطاع خمسون فاسدا أن يسيطروا على الناس في الضفة الغربية، ويسيروهم وفق إرادتهم. وإذا كان لشعب أن يقف شاردا تائها أمام قيادات تستهتر بتطلعاته، فإن عليه ألا ينتظر حبل نجاة من السماء، أو عامود مشنقة ينصبها له عدوه. هو يشنق نفسه
".
No comments:
Post a Comment