أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانسحاب التدريجي من قطاع غزة والبدء بوقف لإطلاق النار من جانب واحد انتقادات وتساؤلات إسرائيلية حادة حول ما حققته الحرب على غزة والتي استمرت نحو شهر، وكبدت الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وديع عواودة-حيفا
منذ الإعلان عن قرار الانسحاب التدريجي منغزة دون تسوية، تشهد إسرائيل جدلا واسعا حول صحة القرار وجدوى الحرب المكلفة.
وتبرر وزيرة العدل تسيبي ليفني قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانسحاب دون تسوية أو اتفاق بالقول إن إسرائيل لا تتعامل مع حماس بالمفاوضات بل بالرصاص. وتضيف في تغريدة على موقع تويتر إن "إسرائيل لا تعد تسوية مع حركة حماس، بل ضدها من خلال تسوية إقليمية ودولية". وتتابع "العملية مستمرة وفق قراراتنا ومبادرتنا حتى تنجز إسرائيل أهدافها".
لكن شركاء ليفني في الائتلاف الحاكم سارعوا للتعبير عن احتجاجهم على وقف النار قبل إنهاء المهمة، ودون تحقيق نصر حاسم على الفلسطينيين.
وذهب رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست زئيف إلكين (الليكود) للدعوة لتشكيل لجنة تحقيق بالحرب "دون لف ودوران". ويقول لموقع "واينت" إنه لا مفر من لجنة تحقيق لفحص الأسئلة القاسية التي تصرخ من قلب هذه الحرب. وتابع "أراجع استنتاجات لجنة فينوغراد للتحقيق بحرب لبنان الثانية واستنتج كم هي غير مجدية لأن استخلاصاتها لم تطبق والجولة القادمة مع حماس قريبة جدا".
ليفني: التعامل مع حماس بالرصاص فقط (الجزيرة) |
تعادل إستراتيجي
أما داني دانون نائب وزير الدفاع (الليكود) -الذي أقاله نتنياهو من منصبه في مستهل العدوان- فيتساءل في حديثه للقناة العاشرة: ماذا حققت الحرب التي استغرقت نحو الشهر، وحظيت بدعم عربي ودولي وكلفت عشرات القتلى الإسرائيليين؟
أما داني دانون نائب وزير الدفاع (الليكود) -الذي أقاله نتنياهو من منصبه في مستهل العدوان- فيتساءل في حديثه للقناة العاشرة: ماذا حققت الحرب التي استغرقت نحو الشهر، وحظيت بدعم عربي ودولي وكلفت عشرات القتلى الإسرائيليين؟
وكرر ما سبق وقاله قبل أيام رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين بأن الحرب أفرزت حالة تعادل إستراتيجي بين إسرائيل وحماس. وتابع دانون "لا نملك أي بشارة لسكان جنوب إسرائيل، وهذه تحتاج لإبقاء الملاجئ مفتوحة لأن الجولة القادمة مسألة وقت".
أما وزير السياحة عوزي لانداو (إسرائيل بيتنا) فلم يكن أقل حدة بانتقاد القرار بوقف الحرب، بقوله إن قوة ردع إسرائيل تآكلت بشكل دراماتيكي.
كما يؤكد أن إسرائيل لم تحقق هدفها لأن الأنفاق هدف هامشي، والخطر الأهم هو الصواريخ، وقيادة حماس نجت وستبادر لحفر الأنفاق مجددا وتطوير الصواريخ لتحمل رؤوسا كيميائية أو بيولوجية.
وقال لانداو للقناة الثانية إنه يأمل أن القرار بالانسحاب تكتيكي فقط، مشيرا إلى نجاح المقاومة الفلسطينية بإغلاق سماء إسرائيل وشل حركة الطيران لعدة أيام، ولتحولها لحركة شعبية بالشارع الفلسطيني.
هرتسوغ: ينبغي على نتنياهو التفاوض مع عباس بعد ضرب حماس (الجزيرة) |
حماس وعباس
من جهته، أيد رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ (العمل) القرار الحكومي، لكنه قال للإذاعة العامة إن الأمور بخواتيمها لأن الصورة غير واضحة بعد، مؤكدا أن امتحان نتنياهو يكمن بمدى فهمه أن الحل ليس عسكريا بل بالتفاوض مع محمود عباسبعد ضرب حماس.
من جهته، أيد رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ (العمل) القرار الحكومي، لكنه قال للإذاعة العامة إن الأمور بخواتيمها لأن الصورة غير واضحة بعد، مؤكدا أن امتحان نتنياهو يكمن بمدى فهمه أن الحل ليس عسكريا بل بالتفاوض مع محمود عباسبعد ضرب حماس.
وهذا ما أكده عضو الكنيست السابق ران كوهن (ميرتس) للقناة الأولى والذي انتقد عدم إنهاء الحرب باتفاق، وقال إن حماس لم تولد من الفراغ وهي جزء من الشعب الفلسطيني وينبغي التعامل معها في إطار حكومة الوحدة الوطنية وبمشاركة المجتمع الدولي.
وينقسم الإعلام الإسرائيلي بين مؤيد ومعارض لقرار الحكومة، حيث وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت قرار نتنياهو بالشجاع. وفي افتتاحيتها اليوم تقول صحيفة هآرتس إن المجلس الوزاري المصغر اتخذ قرارا بالانسحاب التدريجي من غزة دون تسوية تستند على تقييم مصدر عسكري كبير بأن الحملة البرية توشك على تحقيق هدفها بتدمير الأنفاق.
لكن أوساطا إعلامية أخرى عبرت عن قلقها من النتيجة الراهنة. واعتبر المحرر السياسي لإذاعة الجيش رازي باركئي أن القرار بوقف النار دون تسوية يترك في الفم مذاقا مرّا.
ويضيف أن الوضع الراهن يثير شعورا بتفويت فرصة، منوها للثمن الباهظ الذي سددته إسرائيل بعدوانها وأن غزة تنزف والمقاومة باقية فيها دون حل جذري للأنفاق.
متظاهرون إسرائيليون رفعوا لافتة تشيد بشجاعة السيسي وجبن نتنياهو(الجزيرة) |
شجاعة السيسي
وهذا ما يؤكده المحرر السياسي للقناة الثانية أودي سيجل بقوله إن احتمال نجاح المبادرة الإسرائيلية هذه يناهز الصفر منوها لأهمية إحراز تسوية مع الجانب الفلسطيني.
وهذا ما يؤكده المحرر السياسي للقناة الثانية أودي سيجل بقوله إن احتمال نجاح المبادرة الإسرائيلية هذه يناهز الصفر منوها لأهمية إحراز تسوية مع الجانب الفلسطيني.
وعبر رؤساء الحكم المحلي بالمنطقة المحيطة بقطاع غزة عن خيبة أملهم من وقف الحرب دون إزالة تهديدات الصواريخ والأنفاق التي دفعت السكان للهرب نحو مناطق أخرى منذ بداية العدوان.
وشهدت مدينة سديروت التي تتعرض لصواريخ المقاومة منذ سنوات مظاهرة عفوية ليلة أمس احتجاجا على إعلان نتنياهو عن القرار بالانسحاب التدريجي.
ورفع متظاهرون لافتات داعية لاستمرار الحرب، بينها لافتة تشيد بشجاعة الرئيس المصريعبد الفتاح السيسي وتنتقد جبن نتنياهو.
وتأتي هذه اللافتة حلقة في مسلسل إطراءات رسمية وغير رسمية في إسرائيل لدور السيسي في مساندة إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية. وربما بلغت هذه الإطراءات ذروتها بقول المعلق السياسي للقناة العاشرة رفيف دروكر بأن إسرائيل توقعت موقفا مؤيدا من السيسي الذي ارتبط بتحالف شجاع مع نتنياهو، لكنها لم تتوقع أن يصبح صهيونيا وينتمي لحزب "البيت اليهودي".
No comments:
Post a Comment