العربي الجديد
8 أغسطس 2014أكد مسؤولون فلسطينيون أن جهاز المخابرات المصري الذي يقود مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يعمل على تهديد الوفد الفلسطيني بوسائل الحرب النفسية، وأنه يحاول من دون جدوى تحريض الفصائل على بعضها. وقد حرّض أحد وفود المقاومة الفلسطينية على حركة "حماس"، بشكل مباشر وذلك لإرباك الوفد.
وقال المسؤولون، في تصريحات خاصة، إنه من ضمن التحريض أبلغ رئيس جهاز المخابرات المصري، اللواء محمد التهامي، قيادياً فلسطينياً أن حركة "حماس" تتعنت في مطالبها للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم. وذكر مسؤول فلسطيني لزملائه أن التهامي أبلغه أن "حماس تسير وراء مخطط للتهدئة رسمه عزمي بشارة، وأن الأخير ديّته صاروخ"، في تهديد مباشر وفظ لبشارة، في محاولة مكشوفة للإيقاع بين هذا الفصيل وحركة "حماس". وهي محاولات لم تتوقف منذ بدء العدوان، ولكنها باءت بالفشل.
وسبق أن التقى التهامي، في الإمارات، القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، وسمع الأول من دحلان كلاماً مشابهاً، عن تنسيق "حماس" مع قطر وتركيا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأن التنسيق مع البلدين هو سبب صلابة موقف حماس، مع أن جميع الفصائل تشترك في الموقف التفاوضي نفسه. ومن المعروف أن الوفد الفلسطيني يواجه ضغوطاً مكثفة في القاهرة للتنازل عن شروط وقف إطلاق النار، ولا سيما رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو المطلب الذي أصبح يحظى بإجماع دولي.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت في الأيام الماضية بشكل تحريضي كعادتها عن دور للدكتور عزمي بشارة في صياغة ورقة المطالب الفلسطينية التي سلمتها حركة "حماس" نيابة عن الفصائل، في الأيام الأولى للعدوان، إلى قطر وتركيا، وهي الورقة التي لا تزال معتمدة فلسطينياً في مفاوضات القاهرة. وقبل ذلك، بثت إسرائيل رسائل صوتية مسجلة على الهواتف الأرضية لسكان قطاع غزة في 20 يوليو/تموز المنصرم، نصها "خالد مشعل المقيم في قطر، بإيعاز من كبير مستشاري أمير قطر عزمي بشارة، يرفع سقف المطالب غير آبهين بحياتكم.. قوموا عن صمتكم، عزمي بشارة يريد قتلكم". مع العلم أن "حماس" تحظى باستقلالية قرار، حافظت عليها حتى في ظروف أصعب من ظروف إقامة خالد مشعل في دولة قطر، التي تحترم قرار الحركة ولا تتدخل في شؤونها. وسبق أن دفعت حماس ثمن هذه الاستقلالية غالياً.
وعلق الدكتور عزمي بشارة، الذي سبق أن نفى أن يكون مستشاراً أو كبير مستشاري أمير دولة قطر، على الرسائل الصوتية الإسرائيلية لأهالي غزة، أن الدعاية الإسرائيلية في زمن الحرب لها أهداف سياسية وأخرى متعلقة بالحرب النفسية، ولا تستحق التعقيب. أما بالنسبة للادعاءات المصرية، فقد رفض بشارة التعقيب أو التعليق أيضاً على ما
سماه "تهديدات فظة وافتراءات دموية ضد من يقف مع شعبه ومع الشعوب العربية ضد الظلم الذي تتعرض له".
No comments:
Post a Comment