Wednesday, January 9, 2008

انه يقرع طبول الحرب


انه يقرع طبول الحرب

A Must Read (if you read Arabic)عبد الباري عطوان

"تحددت طبيعة الجولة التي يقوم بها حاليا الرئيس جورج دبليو بوش الي المنطقة العربية، والاهداف المرجوة منها، منذ اللحظة الاولي التي وطأت فيها اقدامه ارض مطار بن غوريون في تل ابيب، فقد حسم الملف الاسرائيلي ـ الفلسطيني بتأكيده علي يهودية دولة اسرائيل وعزم الولايات المتحدة علي حمايتها، وحدد الخطوات العسكرية الامريكية بشكل واضح لا لبس فيه عندما قال ان ايران تشكل خطرا علي المنطقة، وان كل خياراته مفتوحة علي صعيد التعامل مع طموحاتها النووية.
صحيح ان الرئيس بوش طالب ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بضرورة ازالة كل البؤر الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة، ولكنه رمي بالكرة الي الملعب الفلسطيني عندما ربط اي تقدم علي صعيد العملية السلمية بايقاف اطلاق الصواريخ علي المستوطنات الاسرائيلية من قطاع غزة.
ومن المفارقة انه حمل السلطة الفلسطينية في رام الله مسؤولية التعامل مع هذه المسألة، وهذا يعني ان مباحثاته التي سيجريها صباح اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستتركز حول هذه النقطة علي وجه التحديد.
ولا نعرف كيف سيستطيع الرئيس عباس وقف صواريخ تنطلق من منطقة غير خاضعة لسيطرة حكومته، وكيف يمكن ان ينجح، وهو العاجز عن مغادرة رام الله او ادخال طفل اليها، دون موافقة او تنسيق مع الاسرائيليين، فيما فشلت في تحقيقه الدولة الاسرائيلية علي مدي سنوات رغم ترسانتها العسكرية المتقدمة، وسياسات الحصار والاغتيالات والتوغلات والعقوبات الجماعية!
ازالة المستوطنات الشرعية وغير الشرعية، امر موجود قبل اطلاق الصواريخ بسنوات، والشيء نفسه يقال ايضا عن ستمائة حاجز في الضفة الغربية، وأحد عشر الف اسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وربط هذه القضايا بوقف اطلاق الصواريخ هو واحد من ابشع مظاهر الابتزاز والاستكبار.
ہپہپہ
الرئيس بوش لم يذهب الي المنطقة من اجل صنع سلام وحل القضية الفلسطينية، والا لما ترك هذه المسألة الي العام الاخير من ولايتيه، بل ذهب من اجل توزيع الادوار، واكمال الاستعدادات لشن حرب جديدة، فالرجل لا يعرف غير اشعال الحروب، ولا تنحصر خبراته الا في تفكيك الدول وقتل مئات الآلاف بل والملايين من الابرياء مثلما هو حادث في العراق وافغانستان وربما قريبا في ايران.
ہپہپہ
كيف يمكن ان نصدق ما قاله الرئيس بوش في مؤتمره الصحافي في تل ابيب من انه سيعمل علي حماية الامريكيين من ايران، ويهددها بعواقب وخيمة اذا ما اعتدت علي السفن الامريكية. فايران لا تملك الصواريخ التي تمكنها من الوصول الي الولايات المتحدة، ولم يكن لها اي دور في احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف امريكي.
الولايات المتحدة هي التي تتحرش بايران وتبحث عن الذرائع والحجج لشن عدوان عليها، ولن تعوزها الوسائل في هذا الخصوص، فقد استخدمت ذريعة اسلحة الدمار الشامل لغزو العراق، وتبين انها اكذوبة ملفقة، والمستر توني بلير مساعد بوش وذراعة الايمن في كل حروبه فبرك قصة قدرة الرئيس العراقي صدام حسين علي تجهيز اسلحة الدمار الشامل في اقل من خمس واربعين دقيقة.
لنكتشف مدي كذبه وتضليله وارهابه لأجهزة الاعلام التي حاولت ان تناقش هذه المسألة وتشكك في مصداقيتها.
ہپہپہ
فمن فبرك قضية اسلحة الدمار الشامل في العراق، والمعامل البيولوجية والكيميائية المتنقلة فيه، واخترع اكذوبة استيراد العراق يورانيوم مخصبا من النيجر، لتبرير عدوانه علي هذا البلد، لن يتورع عن فبركة اسباب واكاذيب جديدة لضرب ايران، قد يكون آخرها قصة الزوارق الاخيرة في الخليج وتحرشها بالسفن الحربية الامريكية العملاقة.
الرئيس بوش يعتبر وجود الزوارق الايرانية في الخليج استفزازا، ولكنه لا يري في وجود اكثر من مئة وخمسين سفينة حربية، ومئتي الف جندي امريكي فيها استفزازا، انه الارهاب في ابشع صوره.
لا نريد حربا في المنطقة لاننا ندرك جيدا ان العرب سيكونون ضحاياها، فقد خسرنا مليونا ونصف المليون عربي ومسلم في العراق، ولا نريد ان نخسر مثلهم او ضعفهم في الخليج وايران، سواء بالموت من جراء القصف والصواريخ، او عطش وتلوث في حال حدوث تسرب نووي في الخليج حيث يعتمد جميع سكانه علي معامل التحلية في الحصول علي احتياجاتهم من الماء العذب.
فأمريكا نجحت في اسقاط النظام في بغداد، ولكنها لم تستطع السيطرة علي بلد حوصر لاكثر من اثني عشر عاما، وعجزت رغم وجود مئتي الف جندي من قواتها وقوات حلفائها في تأمين العاصمة بغداد ناهيك عن الموصل والبصرة والانبار.
ہپہپہ
الامريكيون يرقصون فرحا لعودة حفنة قليلة من العراقيين فروا الي دول الجوار للنجاة بأرواحهم، ويهللون لانخفاض عدد الهجمات من قبل فصائل المقاومة، وينسون ان السؤال ليس عن اسباب عودة هؤلاء وانما عن الاسباب التي دفعتهم لمغادرة بلدهم المحرر و الديمقراطي .
الرئيس بوش لن يسيطر علي ايران، وسيترك المنطقة والحكم وقد احترقت تماماً، وغرقت في حروب ليس لها نهاية، كل هذا من اجل حماية الدولة اليهودية في فلسطين، وللتنفيس عن احقاد دينية ضد العرب والمسلمين. فبلير ساعده الأيمن الذي تحول الي الكاثوليكية رسمياً قبل شهر اعترف بأن معتقداته الدينية اثرت علي قراراته السياسية في برنامج شهير بثته احدي القنوات التلفزيونية.
شعوب دول الخليجية مطالبة ان تسأل نفسها عما سيحدث لها في حال جرتها انظمتها الي حرب اخري مع ايران، اين ستذهب ثرواتها، وآلاف المليارات التي استثمرتها في جزر صناعية ومشاريع عمرانية، وشركات وهمية، وأسهم وسندات ستتحول الي تراب مع سقوط اول صاروخ ايراني او امريكي.
كاتب هذه السطور ليس متزوجاً من ايرانية، وأمه ليست شيعية، وعربي حتي النخاع. نقولها فقط للتذكير."

No comments: