A Very Good Report (in Arabic)
عــ48ـرب/ خالد خليل
"استخدام المخابرات الأمريكية للثقافة والمثقفين من خلال عملها في منظمات أهلية ومراكز أبحاث ليس جديدًا ويعود إلى عدة عقود ماضية، حيث تتكشف كل فترة بعض الوثائق التي يمر عليها الزمن وفقًا للقانون الأمريكي ويمكن كشفها على الملأ انسجامًا مع مبدأ اخراج الوثائق التي مضى عليها 30 عامًا ونشرها لتكون في متناول يد الجمهور.
....
وقد بات التعامل مع المنظمات الأهلية الفلسطينية في السنوات الأخيرة يأخذ طابعًا مكشوفًا، وموثقًا إلى حدٍ كبير حيث يستخدم قسم كبير من هذه المنظمات في خدمة الرؤى الاستراتيجية لأمريكا وحلفائها، من أجل تمرير مشاريعها السياسية وإجراء تغييرات بنيوية على المجتمع الفلسطيني.
وقد استخدمت المخابرات الأمريكية والاسرائيلية مؤسسات دعم عالمية للقيام بهذه المهمة من خلال تضمين طلبات الدعم شروطًا تضمن تبعية هذه المنظمات والباحثين العاملين داخلها للرؤية الغربية فيما يتعلق بالإسلام والحفاظ على أمن اسرائيل والموقف من الإرهاب.
وقد أصبح أي دعمٍ لهذه المنظمات مشروطا بالتوقيع على "وثيقة منع الإرهاب"، أمريكية المنشأ. وقد وقّع على الوثيقة جميع وزراء السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة سلام فياض، الأمر الذي يسهّل عملية توقيع المنظمات الأهلية عليها. ففي مقابلة نشرت في ملحق النزاهة الصادر عن مؤسسة "أمان" يقول د. مصطفى البرغوثي منتقدا: الجيل الجديد من المنظمات الأهلية مطواع لشروط المانحين.
والتوقيع هو الخطوة الأولى، لكن الأهم منه هو العمل بموجب الرؤية التي تفرضها مؤسسات الدعم والتي بالطبع توجهها أجهزة المخابرات. ومن تسوّل له نفسه الخروج من هذا الخط وعن هذه الرؤية سيتعرض إلى الإفقار داخل المؤسسة إلى درجة قطع الدعم نهائيًا، إضافة إلى محاربته فيما بعد من الأجهزة الأمنية للسلطة الوطنية أو السلطات الإسرائيلية، كما يعتقد جميع الناشطين الذين قابلتهم أثناء إعداد هذا التقرير.
.....
النشاط الأمني
وقد تحدث الجنرال كيث دايتون المنسق الأمني الأمريكي في محاضرة ألقاها في 7-5-2009 حول فكرة السلام من خلال الأمن وجاء فيها أن أمريكا وكندا والمملكة المتحدة يعملان سوية على هذه المهمة، بالإضافة إلى ما يسمى بناء القوات الفلسطينية
......
مراكز بحث
وعلى سبيل المثال تقوم علاقات وثيقة بين جماعة الوسطية (في منطقة القدس ورام الله) والقنصلية الأمريكية في القدس، ويقوم هذا التيار على نشر الأفكار الإسلامية الوسطية كما يحلو لهم تسميتها، وتقوم بعض الدول الغربية كألمانيا بدعم بعض أنشطتهم. وما يثير التساؤل هو التطابق المريب بين أفكارهم والوصفة الأمريكية "للإسلام المعتدل" حسب دراسة معهد راند الأمريكي، كذلك فإن مركز علم تسوية النزاعات في منطقة بيت لحم يتم دعم أنشطته من بعض الدول الغربية ومؤسساتها خاصة ألمانيا (مرة أخرى!).
......
الضفة الغربية مسرح لأجهزة المخابرات الغربية والعربية
الدول الغربية، وتحديدًا أمريكا وحلفاؤها، لها محطات استخبارية ونشاط استخباري مكثّف داخل الضفة الغربية وهذه المحطات عادة لا تهتم بجمع التفاصيل الصغيرة والجزئيات كما يقول "فؤاد" (اسم مستعار لباحث سياسي نشيط في الضفة، لا نستطيع نشر اسمه حفاظًا على أمنه الشخصي) ويضيف أنّ التفاصيل تأتي جاهزة عادة مِن قِبل المخابرات الإسرائيلية والفلسطينية، وتتضمن تفاصيل عن المواقع والنشيطين، ومن يشكلون خطرًا على الأمن.. وغير ذلك.
الهدف الرئيس من وراء النشاط الاستخباري الغربي والعربي على السواء هو تحديد توجهات لدى المجتمع الفلسطيني بحركاته وأحزابه، والعمل على تغييرها وفقًا للرؤية الغربية.
.....
المخابرات المصرية تدخل على الخط
.....
السعودية أيضًا
على صعيد آخر يقال ان السعودية أيضًا دخلت على الخط من خلال جماعات دينية معروفة بالجماعات السلفية الدعوية. ويقول من قابلتهم إن وكلاء سعوديين يمولون نشاطات هذه الجماعات بهدف نشر الأفكار السلفية البعيدة عن الجهاد والمقاومة، في محاربة ومواجهة الجماعات الإسلامية الأخرى.
ويؤكد "مفيد" (وهو مقرب من حركة فتح) أن الأجهزة الأمنية تستخدم هذه الجماعات لمحاربة حماس بالضبط كما تستخدم الدول العربية جماعات من هذا النوع لمواجهة الحركات الإسلامية الجهادية.
....."
No comments:
Post a Comment