وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم بتقديم الدعم الكامل له ضد ما أسماه بـ"الإرهاب" في حين قال مسؤول إيراني كبير إن إيران تشعر بقلق بالغ، وإنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن.
وقال روحاني -في محادثة هاتفية مع المالكي- إن إيران ستفعل كل ما في
وسعها لمواجهة "مذابح وجرائم الإرهابيين"، مضيفا أن طهران لن تسمح لـ"مؤيدي
الإرهاب" بزعزعة أوضاع العراق ورحب بدعوة آية الله علي السيستاني العراقيين للتطوع والمشاركة في القتال ضد المسلحين.
وكان روحاني قد أدان بشدة أمس الخميس ما وصفه بأعمال عنف
تنفذها "جماعات متشددة مسلحة في الشرق الأوسط"، قائلا "للأسف نشهد في
منطقتنا اليوم أعمال عنف وقتل وترويع وتهجير. إيران لن تقبل بالإرهاب
والعنف، سنقاتل الإرهاب والتحزب والعنف".
من جهة أخرى أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلق بلاده العميق" جراء الهجوم وقال إنه يقوده "المتطرفون السنة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأوردت وسائل الإعلام الإيرانية أن ظريف ذكر ذلك في اتصال
هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة. ونقلت عنه قوله إن هجوم الدولة
الإسلامية يشكل خطرا يتجاوز حدود العراق. ودعا ظريف المجتمع الدولي لدعم
حكومة المالكي في "حربها على الإرهاب".
ظريف دعا المجتمع الدولي لدعم المالكي (الفرنسية) |
ولم يعط روحاني أو ظريف أي تفاصيل عن الدعم الذي ستقدمه
إيران، لكن ضابط استخبارات عسكرية سابقا قال إن طهران تستطيع تقديم نصائح
عسكرية مثل التي قدمتها للرئيس السوري بشار الأسد و"لقد هزمناهم وانتصرنا على تكتيكاتهم في سوريا. وبالإمكان عمل ذلك مرة أخرى".
يُذكر أن لإيران مستشارين عسكريين في سوريا منذ 1980 عندما
بدأت دمشق تدعم إيران في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية
أعوام.
التعاون مع واشنطن
من جهة أخرى نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله إن ايران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المسلحون في العراق لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
من جهة أخرى نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله إن ايران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المسلحون في العراق لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن فكرة التعاون مع
واشنطن مطروحة للنقاش بين زعماء إيران ولم يكن لدى المسؤول علم إن كانت قد
طُرحت مع أطراف أخرى. ويقول مسؤولون إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة
لمساعدة حليفها المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار
المنطقة، لكن من غير المحتمل أن تدفع إيران بقوات.
وقال المسؤول الإيراني الكبير إن طهران منفتحة على خيار
التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد، مضيفا أن بإمكانهم العمل مع
الأميركيين لإنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط. وأوضح أنهم يتمتعون
بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى.
ونسبت وكالة تسنيم للأنباء إلى قائد الحرس الثوري
الإيراني العميد محمد حجازي قوله إن إيران مستعدة لمد العراق بالمعدات
العسكرية والمشورات، موضحا أنه لا يعتقد أن نشر جنود إيرانيين سيكون
ضروريا.
وقال المسؤول إن "خطر الإرهابيين السنة في العراق والمنطقة
يتنامى" وأضاف أنهم على أهبة الاستعداد ويتابعون التطورات في العراق عن
كثب. وكشف عن عقد عدة اجتماعات رفيعة المستوى في طهران منذ أمس.
No comments:
Post a Comment